المنامة (رويترز) - طالب زعماء دول مجلس التعاون الخليجي إيران يوم الثلاثاء بالكف عما وصفوه بالتدخل في شؤون دولهم. وتنفي إيران أنها تحاول قلقلة الأوضاع في أي من دول المجلس. ودعا الزعماء في البيان الختامي لقمتهم التي استغرقت يومين المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا لوقف المذابح وانتهاكات القانون الدولي في سوريا. وقال البيان إن المجلس أبدى "رفضه واستنكاره لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون وطالب إيران بالكف فورا ونهائيا عن هذه الممارسات وعن كل السياسات والإجراءات التي من شأنها زيادة التوتر وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة." وفيما يتعلق بسوريا طالب البيان الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي "بالتحرك الجاد والسريع لوقف هذه المجازر والانتهاكات الصارخة التي تتعارض مع كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية والقيم الإنسانية." وناشد البيان المجتمع الدولي "تقديم كافة أشكال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب السوري الشقيق لمواجهة الظروف الحياتية القاسية." وقالت الكويت يوم الاثنين إنها ستستضيف مؤتمرا دوليا للمانحين لسوريا في أواخر يناير كانون الثاني وسط تزايد القلق على ملايين السوريين الذين يعانون من الحرب والحرمان من المأوى وبرد الشتاء. ويدعو زعماء دول الخليج العربية منذ فترة طويلة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد واعترف مجلس التعاون الخليجي في نوفمبر تشرين الثاني بالائتلاف الوطني المعارض باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. ولم يتحدث البيان باستفاضة فيما يخص إيران لكن شكوى دول الخليج العربية الأكثر ترددا بشأن ما تعتبره تدخلا إيرانيا تتعلق بالبحرين التي تتهم طهران بشكل متكرر بالتدخل في شؤونها الداخلية. وتعتبر إيران الخليج فناءها الخلفي وتعتقد أن توسيع نفوذها هناك من مصالحها المشروعة. وقال وزير خارجية البحرين خالد بن احمد بن محمد آل خليفة للصحفيين إن إيران تمثل تهديدا بالغ الخطورة. وأضاف أنه على الصعيد السياسي هناك قدر كبير من التدخل في شؤون دول مجلس التعاون يضاف الى ذلك خطر بيئي على المنطقة يتمثل في التكنولوجيا المستخدمة في المنشآت النووية فضلا عن خطر البرنامج النووي. ومضى يقول إنه لهذا فمستوى الخطر مرتفع لكن دول المجلس مستعدة لأي ظروف تتطلب التحرك. وارتفعت أعمدة من الدخان في أنحاء متفرقة في منطقتي سترة وسنابس في البحرين يوم الثلاثاء وهي ناجمة فيما يبدو عن إحراق شبان لاطارات سيارات ولكن لم يشر النشطاء إلى وقوع اي مظاهرات كبيرة. وقال البيان إن مجلس التعاون الخليجي سيشكل قيادة عسكرية موحدة لتعزيز التعاون الدفاعي لكنه لم يخض في تفاصيل تذكر بشأن المشروع المعطل منذ فترة طويلة بسبب حساسيات تتعلق بالسيادة. وتهيمن الولاياتالمتحدة منذ عقود على الامن في مياه الخليج. لكن مع الانتفاضات الشعبية في أنحاء الشرق الأوسط والتنافس مع إيران بشأن الصراع في سوريا ترددت دعوات في دول الخليج العربية للاسراع بجهود التكامل في مجال السياسات الخارجية والامنية. وقال مجلس التعاون الخليجي انه يؤيد "انشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة والاضافية." ولم يخض البيان في التفاصيل لكن محلل الشؤون الامنية مصطفى علاني قال لرويترز انه يفهم من ذلك ان الهدف هو اقامة قيادة دائمة لكنها ليست قيادة عاملة وإنما يقتصر عملها على أوقات الازمات. ولدى مجلس التعاون الخليجي بالفعل قوة مشتركة تسمى درع الجزيرة وقد أنشئت عام 1986 وتضم تسعة الاف فرد وتتمركز في السعودية. وشاركت هذه القوة في حرب الخليج عام 1991 ونشرت في الكويت خلال الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003. لكن هذه القوة ينظر إليها على نطاق واسع على انها غير فعالة. وواجهت دول الخليج العربية عدة عقبات تعترض سبيل التكامل العسكري من بينها غياب العتاد المشترك واعتماد كل منها على الولاياتالمتحدة وقلق بعضها من احتمال هيمنة السعودية على اي قوة عسكرية مشتركة. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)