احتل الشأن السوري، وخاصة تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي حول احتمال انتصار مسلحي المعارضة، مساحات واسعة في الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة، في التقارير والافتتاحيات وزوايا الرأي. صحيفة الاندبندنت نشرت تقريرا عما اعتبر انه تغير في الموقف الروسي من النظام السوري. ينقل التقرير عن مبعوث موسكو الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف قوله ان علينا رؤية الحقائق الظاهرة امامنا، ويضيف بوغدانوف الذي نقلت تصريحه وكالة أنباء آر آي أي الروسية التي تديرها الدولة لسوء الحظ لا يمكن أن نستبعد انتصار المعارضة السورية . واضاف بوغدانوف ان الحكومة السورية تفقد سيطرتها على البلاد تدريجياً وان بلاده وهي الحليف الأهم للنظام السوري تُعد الخطط حالياً لاجلاء رعاياها ان لزم الأمر. وتضيف الاندبندنت انه من غير الواضح ما إذا كان هذا يعني أي تغيير جوهري في الموقف الروسي لكن بوغدانوف صرح امس بانه لم يكن على علم بوجود صحفيين عندما أدلى بهذه التصريحات. وتقول الاندبندنت ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي اجرت الصحيفة مقابلة معه هذا الاسبوع قال ان الحكومة السورية تجري محادثات يومية مع الروس ولم يتحدث عن وجود أي تغيير في الموقف الروسي الذي يقضي بعدم التدخل الأجنبي في الشؤون السورية وأي تحرك عسكري من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها تحت رعاية الأممالمتحدة كما كانت الحال في ليبيا. لو كانت هناك كتابة على الحائط لا ترغب الحكومة السورية بأن تراها فهي الكتابة باللغة الروسية ، هكذا استهلت صحيفة الغارديان الصادرة صباح الجمعةافتتاحيتها التي تناقش نفس الموضوع. ويستطرد كاتب الافتتاحية قائلا ليغضب الأمريكيون وليتنهد البريطانيون، ليحتج الأتراك وليأسف الفرنسيون، طالما أن روسيا ثابتة على موقفها . صحيح أن الروس قالوا بأكثر من مناسبة إنهم لم يعقدوا زواجا كاثوليكيا مع نظام بشار الأسد لكنهم كانوا الداعم الأقوى للنظام السوري من الخارج، لذلك كان تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الأخير حول إمكانية انتصار المعارضة السورية غير قابل للتصور سابقا، حسب ما ورد في الافتتاحية. وركز بوغدانوف في تصريحه على أن موسكو تدرس خططا لإجلاء رعاياها. لم يرحب بإمكانية انتصار المعارضة، ولم ينس أن يحذر من أن انتصارا كهذا سيأتي بعد المزيد من إراقة الدماء وحمل المسؤولية الكبرى في ذلك للمعارضة ومن يدعمونهم في الغرب والعالم العربي. ويتفق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسين مع النظرة الروسية، حيث صرح في بروكسل الخميس أنه يعتقد أن الحكومة السورية بدأت تقترب من الانهيار. وفي الغارديان أيضا نقرأ عن موافقة الحكومة البريطانية على دفع تعويضات تقدر بملايين الدولارات لمنشق ليبي وعائلته قالوا إن جهاز المخابرات الخارجية MI6 كان متورطاً في عملية تسليم سرية لهم إلى طرابلس حيث تعرضوا للتعذيب من قبل قوات الأمن التابعة لمعمر القذافي. وتضيف الصحيفة ان سامي الساعدي المعارض البارز لنظام القذافي أجبر مع عائلته في عام ألفين وأربعة على ركوب طائرة من هونغ كونغ إلى ليبيا في عملية مشتركة بين كل من بريطانيا وامريكا وليبيا وفي طرابلس تم احتجازه وتعذيبه لسنوات. وكانت الأسرة قد قبلت تسوية تقضي بدفع الحكومة البريطانية مبلغ مليونين ومئتين وثلاثين الف جنيه استرليني وقد دفعت الحكومة المبلغ على سبيل التعويض ودون الاعتراف بأي مسؤولية حسب الغارديان. وفي صحيفة الديلي تلغراف كتب كون كوفلين مقالا بعنوان الدول المارقة هي أكبر تهديد لسلامنا . ويستهل الكاتب مقاله بالقول إن اليأس يتطلب اتخاذ خطوات يائسة، وقيام النظام السوري باستخدام صواريخ سكود ضد مواطنيه يشي بأن النظام يحس بأن ايامه باتت معدودة . ويقول الكاتب انه حتى صدام حسين لم يجرؤ على استخدام صواريخ سكود ضد مواطنيه، ومع أنه استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه في حلبجة عام 1988 إلا أنه وفر صورايخ سكود لاستخدامها ضد أعدائه. ويتابع الكاتب قائلا حتى الآن كانت الصواريخ التي استخدمها النظام ضد مسلحي المعارضة مزودة برؤوس عادية، ولكن ماذا لو فكر باستخدام أسلحة كيماوية لو وجد نفسه في معركة حياة أو موت ؟ وبغض النظر عن ما سيجري في الواقع، وإن كان النظام السوري سيستخدمها أم لان فأن تصبح الاسلحة الكيماوية محورا للحديث مرة أخرى يعني أنه يجب عمل الكثير قبل أن نطمئن إلى أن خطر أسلحة الدمار الشامل قد زال، يقول الكاتب. وينتقل الكاتب من سوريا إلى كوريا الشمالية التي نجحت في إطلاق قمر صناعي متحدية قرارات مجلس الأمن الدولي، ويرى أن خيارات العقوبات ضد كوريا الشمالية محدودة، لانه يعتقد أن النظام يمتلك ترسانة من الأسلحة النووية البدائية، وهذا العجز يشجع أنظمة أخرى مشابهة مثل إيران على الاستخفاف بالعقوبات الدولية.