يستعد شمال الفيليبين السبت لمواجهة الاعصار بوفا صباح الاحد بعد ان اجتاح جنوب البلاد بداية الاسبوع وترك الناجين مشردين ينتظرون بفارغ الصبر مساعدة تصل بصعوبة. واعلنت اجهزة الرصد الجوي السبت ان اتجاه بوفا قد تغير واصبح الاعصار متجها من جديد الى الفيليبين ويتوقع ان يصل صباح الاحد الى شمال جزيرة لوسون، كبرى جزر البلاد. واوضحت ان مركز الاعصار كان السبت في الساعة 16,00 (08,00 تغ) على مسافة 230 كلم غرب مدينة سينايت وانه يزحف ببطء نحو الشمال الشرقي. وستطاول عودة الاعصار بلدا يعاني اصلا كثيرا من الخسائر التي تسبب بها لدى اجتياحه الجنوب وخصوصا جزيرة ميندناو حيث غالبية السكان من المسلمين متسببا بمصرع 548 شخصا وفقدان 500 وتشريد اكثر من 200 الف منكوب بحسب اخر حصيلة نشرتها السلطات السبت. ووجهت المنظمة الدولية للهجرة، وهي منظمة غير حكومية مقرها في جنيف، السبت نداء لجمع سبعة ملايين دولار كمساعدة عاجلة الى الفيليبين بينما ارسلت الاممالمتحدة وفدا لتحديد الحاجات. ولاحظ الوفد مواقع كثيرة "دمرت تماما" كما قال اموجن وول الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة مؤكدا ان المنطقة المنكوبة "فقيرة جدا ويعيش فيها الجميع من الزراعة واذا لم تتوافر محاصيل فلن تتوافر اغذية للاسر ولا بد من مساعدات كثيرة خلال الاشهر المقبلة". وتوجه البابا بنديكتوس السادس عشر السبت في كلمة ألقاها بعد صلاة التبشير الملائكي الاسبوعية بالصلاة على نية ضحايا الاعصار بوفا داعيا الكاثوليك الى "تضامن اخوي" لمساعدة ذلك البلد حيث غالبية السكان من المسيحيين. وبعد اربعة ايام على مرور بوفا، ما زالت المساعدات تواجه صعوبات في الوصول الى العديد من الاماكن لان معظم الطرق دمرت او بات استعمالها متعذرا بسبب انهيار الصخور والاوحال. ولاحظ مراسل فرانس برس ان السكان يواجهون الوضع بما لديهم من امكانات، فسكان بلدة مبرات التي تعد اربعة الاف نسمة يبحثون مثلا عن الجوز الهندي، لانه الغذاء الوحيد المتوافر بعد ان نفد اخر الدجاج الذي نجا من الاعصار. واضافة الى المساعدة التي حملتها الى هذه البلدة التي جرفت المياه كل منازلها وظل سكانها مكدسين في المدارس منذ اربعة ايام، نقلت الشاحنات القليلة التي وصلت بالنهاية صباح السبت، ايضا نعوشا لدفن الجثث المتراكمة في ارض للبلدية. وفي مدينة كاتيل الصغيرة دفع الجوعبالسكان الى نهب المتاجر بعدما استنفدوا ما لديهم من موارد على ما افاد فرانس برس مسؤول محلي تمكن من الوصول الى تلك البلدة. وافادت السلطات ان الاضرار التي طاولت الطرق والجسور التي جرفتها السيول وانزلاقات التربة، تسببت بعزل نحو 150 الف شخص لثلاثة ايام في كاتيل ومدينتي بغنغا وبوسطون المجاورتين، حيث تهدمت 97% من المباني او خسرت سقوفها. وتجتاح الفيليبين نحو عشرين عاصفة او اعصارا عنيفا كل سنة معظمها خلال موسم الامطار الذي يمتد بين حزيران/يونيو وتشرين الاول/اكتوبر. وفي 2011 تسبب 29 اعصارا بمقتل 1500 شخص بينهم 1200 في مينداناو بعد العاصفة الاستوائية واشي. وغالبا ما تكون التداعيات الاقتصادية فادحة على هذا البلد الفقير البالغ عدد سكانه 90 مليون نسمة. وتعتبر الفيليبين ثالث مصدر للموز ويقع قسم كبير من مزارع الموز في مينداناو التي تعتبر بصورة عامة اقل عرضة للاعاصير. وافادت منظمة متخصصة ان الاعصار بوفا اتى على عشرة الاف هكتار من مزارع الموز ما يمثل ربع المساحة المزروعة في الارخبيل. ومعظم الضحايا هم من السكان الفقراء النازحين بحثا عن عمل في مناجم ذهب صغيرة ليست كلها قانونية، علما بانهم مهددون فيها بخطر الموت.