عرفات الحاضر الغائب قبيل التوجه الى الامم المتحدة للحصول على صفة مراقب لفلسطين

رام الله (الاراضي الفلسطينية) (ا ف ب) - استذكر الفلسطينيون الثلاثاء بقوة حلم زعيمهم الراحل ياسر عرفات بالاستقلال، اذ جاء نبش قبره لمعرفة ملابسات وفاته قبل يومين من توجههم الى الامم المتحدة للحصول على صفة مراقب لدولة فلسطين التي ارسى دعائمها الاولى من دون ان يعيش ليشهد ولادتها.
وقدم الفلسطينيون تسهيلات كبيرة لخبراء من فرنسا وسويسرا وروسيا، لاخذ عينات من رفات عرفات الذي توفي قبل ثماني سنوات في ظل اتهامات بانه مات مسموما.
بموازاة هذا الحدث تتوجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة الخميس لنيل الاعتراف بدولة فلسطينية غير كاملة العضوية او دولة بصفة مراقب.
ومع انه لا يوجد اي رابط منطقي بين نبش ضريح عرفات والتوجه الى الامم المتحدة، فان الفلسطينيين اتخذوا من الحدثين مناسبة لاستذكار مساعي الرئيس الراحل لفرض فلسطين على الساحة الدولية، معتبرين ان هذا المسعى الاخير ما كان ليكون لولا الجهود السابقة التي قام بها في هذا الاطار.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفلسطينية نور عودة لوكالة فرانس برس "اذا فكرنا بكل ما يجري لوجدنا انه كان علينا ان نعود لندق على باب الرئيس عرفات ونزعجه وهو يرقد بسلام".
واضافت "بطريقة او باخرى هناك ربط، بين اصرارنا على ان عرفات لم ينهزم حتى في مماته، وبين الدور الذي قام به لجهة رسم خارطة فلسطين امام العالم، وتثبيته الهوية الفلسطينية".
وتابعت عودة "ما سيجري في الامم المتحدة هو بالتأكيد تثبيت لما بدأه عرفات في اصراره على الاعتراف بالهوية الفلسطينية، ودليل على استحالة هزيمة ياسر عرفات الذي عاش ومات رمزا للشعب الفلسطيني وتضحياته".
وتجمعت القيادات الفلسطينية الممثلة للنظام السياسي الفلسطيني عند ضريح عرفات فور انتهاء عملية اخذ العينات من رفاته، حيث تواجد ممثلون عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وممثلون عن اللجنة المركزية لحركة فتح وعن الحكومة الفلسطينية، ووضعت كل مؤسسة اكليلا من الزهور على ضريحه.
وقال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية التي كلفت بالتحقيق في وفاة عرفات، توفيق الطيراوي للصحافيين الثلاثاء "روح الرئيس ياسر عرفات خرجت اليوم لتقول لنا انني ابارك خطوتكم بالتوجه الى الامم المتحدة".
واضاف "ان الهدف الذي استشهد الرئيس الراحل ابو عمار لاجله هو اقامة الدولة الفلسطينية".
وتابع "هنا من موقع مرقده الذي حوصر فيه ومن موقع رفاته خرج ليقول للجميع انا ابارك خطوتكم بالتوجه الى الامم المتحدة ونيل الاستقلال".
واشار الطيراوي الى ان تزامن الحدثين لم يكن مقصودا، الا انه اشار الى ترابط "روحي" بين القضيتين.
وقال الطيراوي "في هذا اليوم خرج نداء من أبو عمار إلى الشعب الفلسطيني وقيادته يبارك خطوتهم بالتوجه الى الامم المتحدة، وأن هذا الموضوع تم مصادفة قبل ساعات من التوجه إلى الأمم المتحدة لتحصيل الحقوق الفلسطينية، وهي التي استشهد دونها أبو عمار".
واكد الطيراوي ان من قام باخذ العينات هم اطباء فلسطينيون، وقال "اؤكد للشعب الفلسطيني ان رفات عرفات لم تلمسها سوى اياد فلسطينية، وهم من قام بنقل العينات الى الخبراء الدوليين".
من جهتها، قالت زوجة الرئيس عرفات، التي تقدمت بدعوى الى المحاكم الفرنسية للتحقيق في سبب وفاة زوجها، لوكالة فرانس برس "ليس صدفه ان يتزامن وقت فتح ضريح ابو عمار مع توجه الرئيس محمود عباس لنيل مكانة دولة غير عضو في الامم المتحدة".
واضافت "لقد نهضت روحه الطاهره من تحت الارض لتقول اني مع شعبي ومع الرئيس عباس في خطواته السياسية التي بداناها معا".
وتابعت "عرفات يعود اليوم مثل طائر الفينيق، روحه ترفرف فوق فلسطين وتطوف ارضها المقدسة ويقول ان روحي معكم، عرفات لم يفقد الامل يوما من الايام وشعلة امله لم تنطفىء".
واعلنت لجنة التحقيق الفلسطينية المكلفة بالتحقيق بوفاة عرفات، بانها ستتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية اذا ثبتت وفاة عرفات بالسم، كي تكون القضية الاولى التي يتوجهون بها باسم فلسطين الى المحكمة الدولية بعد حصولهم على الاعتراف من الامم المتحدة، الذي يثقون بفوزهم به.