تتجه انظار الطبقة السياسية الاسرائيلية للانتخابات التشريعية المرتقبة في 22 من كانون الثاني/يناير، غداة التوصل الى اتفاق تهدئة مع حماس في غزة ترك شعورا بالمرارة لدى كثير من الاسرائيليين بينما يحتفل فلسطينيو القطاع ب"انتصار المقاومة". وسادت التهدئة صباح الخميس في قطاع غزة بعد اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه مساء الاربعاء بين اسرائيل وحماس بعد اسبوع من المواجهة المسلحة التي اوقعت اكثر من 160 قتيلا فلسطينيا وخمسة اسرائيليين. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في زيارة لمقر الشرطة الاسرائيلية "نعطي فرصة لوقف اطلاق النار، ولكننا مستعدون ايضا لاحتماليه خرقه وسنرد حينئذ وفق الحاجة". اما رئيس الاركان الجنرال بني غانتز فاكد بان الجيش "حقق كل اهداف عملية +عمود السحاب+ وحين لا يكون هناك اطلاق نار من قطاع غزة فسيسود السلام في المنطقة". واثار وزير الدفاع ايهود باراك الخميس احتمال استئناف اسرائيل هجماتها في حال لم تحترم حماس وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه مساء الاربعاء بعد اسبوع من المواجهات. وقال باراك للاذاعة العامة ان وقف اطلاق النار "يمكن ان يستمر تسعة ايام، تسعة اسابيع او اكثر لكنه اذا لم يصمد فسنعرف كيف نتصرف وسننظر بالتاكيد حينئذ باحتمال استئناف انشطتنا (العسكرية) في حال اطلاق النار او القيام باستفزازات". وميدانيا سادت التهدئة صباح الخميس في قطاع غزة بعد اسبوع من المواجهات المسلحة التي اسفرت عن مقتل اكثر من 160 فلسطينيا وستة اسرائيليين. وبعد جهود دبلوماسية مكثفة لا سيما من جانب مصر والولايات المتحدة دخلت الهدنة حيز التنفيذ عند الساعة 19,00 تغ. بموجب نص الاتفاق الذي اعلنه في القاهرة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الى جانب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وبرر باراك قرار الحكومة الاسرائيلية العدول عن شن عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة رغم تعبئة عشرات الاف الجنود الاحتياطيين. وقال "مثل هذه العملية كانت لتخلق وضعا كنا لنبقى فيه لسنوات في قطاع غزة. لا احن الى غزة، وانا اكيد ان حماس ايضا لا تحن الى ما حصل لها في الايام الماضية". واضاف الوزير الاسرائيلي "النقطة الاكثر اهمية تتناول التزام كل الفصائل الفلسطينية بوقف كل انشطتها المناهضة لاسرائيل بما يشمل اطلاق صواريخ او الهجمات ضد الجيش الاسرائيلي على طول الحدود بين غزة والاراضي الاسرائيلية". وعلى الرغم من دعمها لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عند بدء عملية "عمود السحاب" انتقدت المعارضة الاسرائيلية التوصل الى اتفاق مع حماس قائلة بان اهداف العملية العسكرية لم تتحقق. وتجري الانتخابات التمهيدية الاحد لاختيار مرشحي الانتخابات من حزبي الليكود اليميني بزعامة "بيبي" نتانياهو. بينما يختار حزب العمل (يسار وسط) مرشحيه الاسبوع القادم. وقال شاؤول موفاز زعيم حزب المعارضة الرئيسي كاديما "لم يتحقق الامن لسكان جنوب اسرائيل او حتى قوة الردع الخاصة بنا". وبحسب موفاز الذي شغل في السابق منصب وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان في الجيش فان "وقف اطلاق النار كان خطأ. وهذه ليست الطريقة التي نشن فيها حربا على الارهاب". من جهتها قالت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش "امل ان تشكل هذه العملية نجاحا استراتيجيا لاسرائيل. ولكنني لست متأكدة". وقامت اذاعة الجيش الاسرائيلي باعادة بث تصريحات لنتانياهو في اوائل عام 2009 عندما كان في المعارضة وانتقد حكومة ايهود اولمرت عندما قامت بعملية "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة التي اوقعت اكثر من 1400 قتيل فلسطيني. وتراجع نتانياهو هذا الاسبوع عن شن عملية برية ضد قطاع غزة. ولم تتبن وسائل الاعلام الاسرائيلية لهجة المنتصر ايضا الخميس. وكتب المعلق العسكري يواف ليمور "بعض الانجازات ولكن بعض الاسئلة". واضاف ان "المصلحة الوحيدة التي تتشارك بها حماس واسرائيل هي الرغبة في التهدئة لكنهما تدركان ان العد التنازلي للمواجهة القادمة قد بدأ بالفعل". وكتب المعلق مازال موالم في صحيفة معاريف ان "الاثر الحقيقي للعملية سيجري اختباره في الانتخابات. اذا عاد الهدوء خلال الشهرين الباقين قبل الانتخابات فان نتانياهو وليبرمان (وزير الخارجية) سيكونان المنتصرين الكبيرين".