استدعت مصر سفيرها في اسرائيل واجرت اتصالات في كل الاتجاهات لوقف الغارات الاسرائيلية على القطاع لكنها تجد نفسها في موقف حساس نظرا لأن رئيسها اسلامي قريب عقائديا من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. ويتوجه رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الجمعة الى قطاع غزة لدعم الشعب الفلسطيني، حسبما قال ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر للتلفزيون الرسمي الخميس. واضاف "ان وفدا رفيع المستوى من مساعدي ومستشاري الرئيس ووزراء منهم وزير الصحة المصري، سيصاحب رئيس الوزراء". واعلن طاهر النونو الناطق باسم حكومة حماس المقالة لوكالة فرانس برس الخميس ان "القيادة المصرية ابلغتنا بنية رئيس وزراء مصر السيد هشام قنديل بزيارة غزة يوم غد الجمعة برفقة عدد من الوزراء". واضاف "نؤكد ترحيبنا بهذه الزيارة ونثمن الموقف الشجاع" للقيادة المصرية من التطورات في غزة. وكان الرئيس المصري محمد مرسي قال في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي ان "الاسرائيليين عليهم ان يدركوا ان العدوان لا نقبله ولا يمكن ان يؤدي الا الى عدم الاستقرار في المنطقة". وقرر الرئيس المصري الاربعاء سحب السفير المصري في تل ابيب واجرى اتصالين هاتفيين مع الرئيس الاميركي باراك اوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. كما طلب من الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية يمكن ان يجري السبت. لكن السلطة المصرية تبدو عالقة بين تعاطف الرأي العام المصري مع القضية الفلسطينية وسعيها لحماية العلاقات مع واشنطن والظهور بمظهر البلد المسؤول. وقال مرسي انه ابلغ اوباما "بضرورة ايقاف هذا العدوان وعدم تكراره وضمان السلام والامن فى المنطقة". واضاف انه "بحث مع اوباما سبل تحقيق التهدئة والسلام والامن والاستقرار في المنطقة دون مشكلات مستقبلية". وتابع الرئيس المصري انه "اكد على دور مصر وحرصها على العلاقات مع الولاياتالمتحدة ومع العالم ورفضها التام لهذا العدوان وحصار الفلسطينيين". وقال "اتفقنا على ان تتواصل مصر والولاياتالمتحدة لمنع التصعيد او استمرار العدوان بهذا الشكل على الفلسطينيين". وفي تعليق على حسابه على موقع تويتر، رحب عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذي ينتمي اليه مرسي بذلك قائلا ان "مصر تغيرت وارادتها تحررت". وحذر حزب الحرية والعدالة من ان القاهرة "لن تسمح بعد اليوم بان يتعرض الفلسطينيون لعدوان اسرائيلي كما في الماضي"، بينما دعت جماعة الاخوان المسلمين الى التظاهر الخميس والجمعة. لكن استدعاء السفير المصري في اسرائيل وحده لا يعني ان السياسة المصرية حيال اسرائيل تغيرت، على حد قول مصطفى كامل السيد استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة. وقال ان "التغيير هو ان رد الفعل جاء سريعا. من قبل كان يستغرق وقتا ولا يأتي الا بعد ضغوط"، مفسرا هذه السرعة بالعلاقة الوثيقة بين الاخوان المسلمين وحماس. واشار الى ان الاتصالات بين اوباما ومرسي تدل على رغبة في الابقاء على بعض "الاستمرارية". لكن السيد استبعد اعادة فتح معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة بدون شروط بسبب "مخاوف لدى المسؤولين المصريين الامنيين من قدوم عناصر ارهابيين" من الاراضي الفلسطينية بينما تخوض مصر معركة ضد جماعات متطرفة ومهربين في سيناء. وخففت مصر شروط دخول الفلسطينيين القادمين عبر رفح الى اراضيها منذ تولي مرسي السلطة لكنها لم ترفع القيود بالكامل. وكان مرسي الذي انتخب رئيسا في حزيران/يونيو 2012، وعد بانتهاج سياسة اشد تجاه اسرائيل من سياسة مبارك المتهم بانه لم يقم بجهد كاف لمنع حرب مدمرة اسرائيلية على قطاع غزة بين كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009. وكان الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحت به ثورة شعبية في شباط/فبراير 2011 يعتبر من قبل الغربيين معتدلا لكنه متهما في مصر ومن قبل دول عربية بالتهاون مع اسرائيل. وقد امر باستدعاء سفير مصر في اسرائيل في العام 2000 عند اندلاع الانتفاضة الثانية لكنه كان شريكا منتظما في محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتقى عددا كبيرا من قادة الدولة العبرية. ومصر هي اول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل في 1979. وتقوم مصر عادة بدور الوسيط بين اسرائيل وحماس عند اندلاع اي اعمال عنف.