يبذل سكان مدينة نيويورك ومعظم مناطق شمال شرق الولاياتالمتحدة جهودا مضنية للتخلص من آثار عاصفة ثلجية ضربت مناطق لا تزال تتعافي من الدمار الذي خلفته العاصفة العاتية ساندي فيما بدأت السلطات المحلية في توزيع البنزين بنظام البطاقات في مواجهة نقص قد يستمر بضعة اسابيع. وتسببت العاصفة الشتوية التي حلت قبل موسمها في هطول ثلوج ليتراكم جليد تجاوز سمكه 30 سنتيمترا على مناطق من ولاية كونيتيكت الاربعاء الماضي وصاحبت العاصفة رياح بلغت سرعتها نحو 80 كيلومترا الأمر الذي تسبب في انقطاع الكهرباء مجددا عن زهاء 300 ألف منزل ومنشأة تجارية فيما يخيم كابوس ازدحام المواصلات من جديد على المنطقة التي لا يزال شبكات النقل بها رهن الاصلاح. وأضاف البرد القارس والمطر والرياح العاتية والجليد مزيدا من المعاناة لضحايا الإعصار ساندي الذي ألحق أضرارا ببيوتهم أو غرقوا في الظلام علاوة على اجتياح فيضانات عارمة يوم 29 أكتوبر تشرين الأول ما ادى الى وقوع خسائر اقتصادية حجمها 50 مليار دولار واضطر جماعة اطباء بلا حدود الطبية للاغاثة الى اقامة اول عيادة من نوعها في الولاياتالمتحدة. وقالت وكالة ادارة الطواريء الاتحادية إنها بصدد اقامة منازل متنقلة لايواء من شردتهم العاصفة وهو ما يعيد الى الاذهان حالة الهلع التي حدثت في اعقاب الاعصار كاترينا منذ سبع سنوات. وقالت الادارة ان بعض من سيتم اجلاؤهم سيقيمون على مبعدة 321 كيلومترا عن منازلهم لعدم وجود مساحات متاحة قريبة من المدن. وعادت ليل الخميس مشاهد عربات المترو المكتظة بالركاب عن آخرها مع تباعد فترات التقاطر فيما نصحت خدمات القطارات الركاب بالتنقل في وقت لاحق في المساء. وفيما لايزال قائدو السيارات يعانون الامرين في الحصول على ما يكفيهم من وقود قال مايكل بلومبرج رئيس بلدية نيويورك ان المدينة ستشرع وحتى اجل غير مسمى في برنامج لتوزيع الوقود بالبطاقات على ان يأخذ كل شخص كفايته وفقا للرقم الفردي أو الزوجي للوحات المعدنية للمركبة الامر الذي حد من كثافة الحركة المرورية الى حد كبير. ووصل الامر الى حد ان قالت صحيفة نيويورك بوست في عنوانها الرئيسي "الرب يمقتنا!". وبعد اسبوع من العاصفة الهوجاء اقامت جماعة اطباء بلا حدود عيادات طواريء ميدانية مؤقتة في المناطق المنكوبة لتقديم المعونة للسكان. ووصل عدد القتلى جراء العاصفة ساندي في الولاياتالمتحدة وكندا الى 212 شخصا بعد ان اعلنت سلطات نيويورك عن العثور على جثة يوم الاربعاء الماضي. وستتولي مدينة نيويورك اليوم اعادة فتح نفق للمركبات يربط بين احياء المدينة لتصبح جميع الانفاق والجسور مفتوحة باستثناء نفق واحد. وصب حاكم نيويورك اندرو كومو جام غضبه على مرافق الكهرباء التي قال انها خذلت المستهلكين وذكرت تقارير إعلامية انه أقال رئيس إدارة الطواريء بالولاية ستيفن كور لإرساله عمالا حكوميين إلى منزله في لونج ايلاند لإزالة شجرة أسقطها الاعصار ساندي. وقالت وزارة الطاقة إن نحو 715 ألف منزل ومكان عمل في المنطقة يعانون من انقطاع الكهرباء بزيادة بلغت نحو 43 ألفا عن ليل الاربعاء بسبب العاصفة الثلجية. ووزعت سلطات نيويورك دفايات وأغطية على السكان الذين يعانون من عدم توفر التدفئة أو الكهرباء وفتحت أماكن لايواء من يحتاجون لأماكن دافئة من أجل النوم. وأخلت السلطات في ولايتي نيويورك ونيوجيرزي المناطق الساحلية الأكثر تعرضا لخطر العاصفة الثلجية الجديدة. وحث المسؤولون في نيويورك سكان المناطق التي غمرها الاعصار ساندي على إخلائها والاقامة لدى أصدقائهم أو أقاربهم أو التوجه الى أماكن الايواء بالمدينة. (إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير سها جادو) من دانييل تروتا ووروبن ريسبوت