اعلنت السلطات الافغانية مقتل 18 شخصا اليوم الخميس في ثلاث هجمات في افغانستان، بينهم عشرة مدنيين منهم نساء واطفال كانوا متوجهين الى حفل زفاف. وقال احمد زيراك الناطق باسم سلطات هلمند ان المدنيين قتلوا في انفجار قنبلة عند مرور سيارتهم في قطاع موسى قلعة في الولاية، موضحا ان سبعة اطفال جرحوا ايضا. واضاف ان هؤلاء المدنيين "كانوا متوجهين الى حفل زفاف". واتهمت شرطة الولاية متمردي طالبان بزرع القنبلة. وفي قندهار التي كانت عاصمة لطالبان خلال حكمهم البلاد قبل 2001، قال الناطق باسم سلطات الولاية جاويد فيصل لوكالة فرانس برس "حوالى الساعة الخامسة قام انتحاري على دراجة نارية بتفجير نفسه عند نقطة مراقبة للشرطة ما ادى مقتل ثلاثة شرطيين وجرح اثنين آخرين". وولايتا قندهار وهلمند معقلان تقليديان لطالبان. وفي لغمان الولاية الواقع بمحاذاة العاصمة الافغانية، ادى انفجار قنبلة زرعت على الطريق عند مرور آلية تقل جنودا افغانا الى مقتل خمسة منهم وجرح آخر. ولم تتبن اي جهة الهجمات. والهجمات الانتحارية والعبوات المصنوعة يدويا تعتبر من الاسلحة المفضلة لحركة طالبان التي تقاتل حكومة كابول وحلفاءها في حلف شمال الاطلسي منذ 2001. وكانت الاممالمتحدة افادت ان اكثر من 1145 مدنيا قتلوا في النزاع الافغاني منذ بداية السنة، 80 بالمئة منهم في اعتداءات نفذها المتمردون نصفها بعبوات يدوية الصنع زرعت على حافة الطريق. وغالبا ما تتسبب تلك العبوات المزروعة على حافة الطرق بهدف قتل جنود حلف الاطلسي وحلفائهم في قوات الامن الافغانية، في سقوط ضحايا مدنيين. ويهاجم عناصر طالبان باستمرار ايضا القوات الافغانية المتحالفة مع القوات الغربية لمنع المتطوعين من الالتحاق بالجيش والشرطة اللذين سيتوليان حماية الاراضي بعد انتهاء المهمة القتالية للاطلسي اواخر 2014. من جهة اخرى، قتل حوالى ستين جنديا من القوات الاطلسية منذ مطلع السنة برصاص مسلحين يرتدون ثيابا عسكرية افغانية، في ظاهرة غير مسبوقة تثير مخاوف كبرى لدى الائتلاف. وتسبب تضاعف هذه الهجمات باحلال اجواء من الريبة بين الجنود الاجانب وحلفائهم الافغان. وينسب الحلف الاطلسي قسما كبيرا من هذه الهجمات الى خلافات ثقافية مقرا بان 25% منها ناتج عن اختراق مقاتلي طالبان قوات الامن الافغانية. ورغم انتشار 130 الف جندي من قوات ايساف لدعم العسكريين والشرطيين الافغان ال352 الفا، لم تفلح حكومة كابول وحلفاؤها في الحلف الاطلسي في احتواء حركة تمرد طالبان ما ينذر بحرب اهلية بعد الانسحاب الغربي في نهاية 2014. وقد دعا متمردو حركة طالبان في افغانستان الاربعاء الرئيس باراك اوباما الى انتهاز فرصة اعادة انتخابه للاعتراف بهزيمة الولاياتالمتحدة في الحرب في افغانستان وسحب القوات الاميركية فورا. وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان نشر على الانترنت ان "على اوباما انتهاز هذه الفرصة وتغليب الحكمة. على الادارة الاميركية الكف عن التصرف على انها شرطة العالم والتركيز على قضايا مواطنيها والعمل على الا تثير مزيدا من الكراهية حيالها في العالم". وتنشر الولاياتالمتحدة حتى الآن 68 الف جندي في افغانستان لمكافحة حركة التمرد التي تقوم بها طالبان، الى جانب قوات الامن الافغانية. وستواصل الولاياتالمتحدة تأهيل الجنود الافغان الذين سيتولون محاربة طالبان بمفردهم، بعد انتهاء مهمتها القتالية بحلول نهاية 2014.