اسطنبول (رويترز) - قالت الحكومة التركية إنها ستقدم قريبا إلى البرلمان مشروع قانون يسمح للأكراد بالتحدث بلغتهم في المحكمة وهو مطلب رئيسي لمتشددين أكراد سجناء مضربين عن الطعام من نحو شهرين. وكان رفض المحاكم السماح للمتهمين الذين يتحدثون التركية باستخدام اللغة الكردية في دفاعهم مصدر جدل في قضايا تنظرها المحاكم ضد مئات الاشخاص المتهمين بأن لهم صلات بحزب العمال الكردستاني. ويرفض نحو 700 سجين كردي في عشرات السجون تناول الاغذية الصلبة في محاولة لممارسة ضغوط على حكومة رئيس الوزراء طيب أردوغان لمنح الاقلية الكردية مزيدا من الحقوق وتوفير أحوال أفضل لزعيم كردي مسجون. وحذرت الرابطة الطبية الرئيسية في تركيا من ان بعض المضربين عن الطعام قد يفقدون حياتهم إذا واصلوا إضرابهم. وقالت الحكومة ان قرارها بتغيير القانون ليس له علاقة باضراب السجناء الأكراد عن الطعام. وقال بولنت أرينج نائب رئيس الوزراء للصحفيين في وقت متأخر يوم الاثنين بعد اجتماع الحكومة لمناقشة المسألة "سيتمكن أي شخص من الدفاع عن نفسه في المحكمة باللغة التي يستطيع ان يعبر بها بشكل أفضل." وأضاف "أصدر رئيس الوزراء أوامر لوزير العدل باتخاذ اللازم وإحالة الأمر للبرلمان على وجه السرعة للتصديق عليه ليصبح قانونا." وأكد أرينج ان حزب العدالة والتنمية الحاكم تعهد بالفعل بهذا الاصلاح في كتيب وزع في مؤتمره في سبتمبر ايلول سعيا لتبديد فكرة أن هذا الاصلاح جاء نتيجة للاضراب عن الطعام الذي بدأ قبل 56 يوما. وعززت حكومة أردوغان الحقوق الثقافية واللغوية للأكراد منذ توليها السلطة قبل عقد لكن السياسيين الأكراد يسعون إلى اصلاح سياسي أكبر يشمل خطوات نحو حكم ذاتي كردي في جنوب شرق تركيا. ورحب زعيم الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد بقرار الحكومة. وقال صلاح الدين ديميرتاس زعيم حزب السلام والديمقراطية في اجتماع للحزب "ولكن ليس لدينا 56 يوما أخرى لتسوية. أمامنا بضعة أيام فقط. يجب العمل بناء على هذه التصريحات." ودعا أرينج السجناء إلى إنهاء إضرابهم. وقال لهم "لا تغضبونا وتغضبوا أمتنا ... الرجاء انهاء هذه الاضرابات مع العلم بأن هناك مناخا ديمقراطيا في تركيا يمكن ان تبحث فيه مطالبكم." وإتخذ أردوغان خطا متشددا بشأن الاحتجاج ووصفه بأنه ابتزاز و"استعراض". وحذر رئيس الرابطة الطبية التركية من أن مثل هذه التعليقات يمكن ان تعزز تصميم السجناء. ويتعلق المطلب الرئيسي للمحتجين بالسماح لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان المسجون في جزيرة في بحر مرمرة جنوبياسطنبول بالتواصل مع محاميه بعد وقف الاتصالات بينهما منذ 15 شهرا. وقال حزب العمال الكردستاني في بيان انه يعتقد ان الاضراب عن الطعام قد ينتهي اذا تم تلبية "المطالب المعقولة" للمحتجين. ويأتي إضراب المعتقلين الأكراد عن الطعام في اعقاب تصاعد حدة العنف بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح عام 1984 بهدف اقامة وطن مستقل للأكراد. ويبلغ عدد أكراد تركيا حاليا نحو 15 مليون شخص أو حوالي خمس عدد السكان. وشن حزب العمال الكردستاني بعضا من أعنف هجماته منذ أكثر من عشر سنوات هذا العام مع تصاعد التوتر بين تركيا وجارتها سوريا التي تتهمها أنقرة بتسليح الحزب. وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على انه منظمة ارهابية. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)