الرياض (رويترز) - عين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير محمد بن نايف وزيرا للداخلية يوم الاثنين في خطوة مهمة نحو جيل جديد من الزعماء من الأسرة الحاكمة بالمملكة. والأمير محمد نجل وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف الذي توفي في يونيو حزيران وكان نائبا لوزير الداخلية مسؤولا عن الشؤون الأمنية لسنوات طويلة. واشادت دول غربية بالأمير محمد لدوره في مكافحة تنظيم القاعدة. وقال روبرت لاسي مؤلف كتاب "من داخل المملكة" إن هذا "يقدم عملية ترقية الجيل التالي للخلافة". وولد الأمير محمد عام 1959 . وترفع هذه الخطوة الأمير محمد إلى دور شديد الأهمية بالنسبة لأسرة آل سعود الحاكمة وهو دور كان حتى تعيينه حكرا على الجيل الحاكم الحالي. ورغم دوره في الهيكل الأمني يقول محللون إن الأمير محمد يتفق مع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الحذرة التي يتبناها الملك عبد الله والتي تهدف جزئيا إلى جعل المجتمع السعودي أكثر انفتاحا على الخارج. ويحل الأمير محمد محل عمه الأمير أحمد الذي تولى المنصب في يونيو حزيران. وقال مرسوم ملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية "يعفى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية من منصبه بناء على طلبه" و"يعين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزيرا للداخلية." وإلى جانب الأمير محمد اشار محللون إلى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية والأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني باعتبارهم أبرز وزراء الجيل التالي. وقال روبرت جوردان السفير الأمريكي السابق للرياض من 2001 حتى 2003 "هذا تعيين تم بعناية لشخص كان في صدارة الحملة ضد الارهاب داخل السعودية وفي أنحاء الشرق الأوسط." ويعمل بوزارة الداخلية أكثر من نصف مليون سعودي وتدير الشرطة والدفاع المدني والمخابرات الداخلية والسجون وسلطات الحدود وقوات الأمن بالمملكة. وقال محلل سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه "عادة ما يتعين أن يأتي الشخص التالي في الخلافة من منصب كبير في النظام. والآن يتولى حفيد لابن سعود منصب وزير الخارجية. هذا يجعله تلقائيا في وضع جيد عندما يحين هذا الوقت." وكانت برقية مسربة من السفارة الأمريكية تعود لمارس اذار 2009 نشرها موقع ويكيليكس قد وصفت الأمير محمد باعتباره وزير الداخلية الفعلي وقالت إنه "يحظى بتقدير كبير من جانب الملك عبد الله .. ويحظى باحترام كبير من جانب السعوديين". ورغم ان الأمير نايف كان ينظر إليه باعتباره محافظا على علاقة وثيقة بعلماء الدين السعوديين فقد أقام ابنه علاقات مع سعوديين أكثر تحررا. وقال جمال خاشقجي المحلل السياسي السعودي إنه يعتبر الأمير محمد من الجيل الثاني من الأمراء الأكثر تقبلا لفكرة الاصلاح لكنه يجيد إقناع الجميع بأنه في معسكرهم. ورأى أن هذا ما يصنع السياسي الناجح. ويعرف الأمير محمد جيدا داخل المملكة بتصدره الحملة الأمنية لسحق تنظيم القاعدة في الفترة من 2003 حتى 2006 وأفلت بالكاد من محاولة اغتيال قام بها مفجر انتحاري أرسله التنظيم في 2009 . واظهرت برقيات دبلوماسية على مدى سنوات أن الأمير محمد عمل عن قرب شديد مع مسؤولين أمنيين أمريكيين لمواجهة خطر هجوم للقاعدة أو إيران ضد البنية التحتية السعودية. وقال الكاتب السعودي حسين شبكشي إن الأمير محمد يعتبر شخصية تقدمية تتمتع بالكفاءة وتعنى بالنتائج.