شهد مجلس النواب الأمريكي ثلاثة انتخابات "متقلبة" متتالية تبدل فيها أكثر من 20 مقعدا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ووصلت إلى ذروتها في عام 2010 عندما هيمن الجمهوريون على المجلس بعد استحواذهم على 63 مقعدا إضافية. ومن المقرر أن يتوجه الناخبون يوم الثلاثاء المقبل لانتخاب الكونجرس رقم 113. ورغم أن التأييد الشعبي للكونجرس وصل إلى أدنى مستوياته في استطلاع مؤسسة جالوب على مدار العام المنصرم فليس هناك أي تغيير يلوح في الأفق. وتشير توقعات موقع كوك بوليتيكال ريبورت المتخصص في شؤون الانتخابات أن يصل أقصى مكسب للديمقراطيين إلى خمسة مقاعد أي أقل بنحو 20 مقعدا مما يحتاج إليه الحزب ليسيطر على مجلس النواب الذي يضم حاليا 190 ديمقراطيا و240 جمهوريا إلى جانب خمسة مقاعد شاغرة. ليست هناك مؤشرات تعكس أي توجه مناوئ للمجلس الحالي. وفي الواقع ترجع المشكلة التي يواجهها عدد من الأعضاء الحاليين إلى حد كبير لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية عقب الإحصاء السكاني في الولاياتالمتحدة لعام 2010. ومن بين الأعضاء الجمهوريين الحاليين الذين يواجهون تحديا كبيرا : - ميشيل باتشمان عن ولاية مينيسوتا وهي نائبة محافظة مدعومة من حركة حفل الشاي خسرت ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في المراحل الأولى من الانتخابات التمهيدية. وتواجه باتشمان منافسة من رجل الأعمال جيم جريفز على المقعد الذي تشغله منذ عام 2007 ويمثل ضواحي مينيابوليس في المجلس. وبينما انتقد جريفز الموقف المحافظ الذي تتبناه باتشمان في بعض القضايا مثل الحقوق الإنجابية والمساواة في الأجور إلا أن فرص باتشمان تحسنت بفضل عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية التي زادت قليلا من عدد الناخبين الجمهوريين في دائرتها. - ماري بونو ماك النائبة عن ولاية كاليفورنيا التي استفادت من عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية ولكنها رغم ذلك تواجه منافسة قوية من بول رويز وهو ابن لعاملين بمزرعة تخرج من كلية الطب بهارفارد وصار طبيبا بخدمة الطوارئ. وتضم الدائرة الانتخابية - التي تشتمل على منتجع بالم سبرينجز - عددا كبيرا من السكان المنحدرين من أصول لاتينية مما يعطي رويز ذا الأصل اللاتيني ميزة محتملة. - ألين ويست النائب عن ولاية فلوريدا وهو أحد النواب الجدد المدعومين من حركة حفل الشاي والذين يواجهون مشكلة هذا العام في واحد من أشرس السباقات في البلاد. وانتقده منافسه الديمقراطي باتريك ميرفي بسبب ميل ويست إلى الإدلاء بتصريحات مغالية بشأن موضوعات مختلفة بما في ذلك ادعاء لا أساس له من الصحة بأن 81 ديمقراطيا في الكونجرس أعضاء في الحزب الشيوعي. واستغل ويست وهو ضابط سابق برتبة ليفتنانت كولونيل في الجيش قضية اعتقال ميرفي عام 2003 في مشاجرة بأحدى الحانات في الوقت الذي كان فيه ويست على وشك الانتقال ضمن القوات الأمريكية إلى العراق. - دان لونجرين النائب المخضرم عن ولاية كاليفورنيا الذي قضى 12 فترة ولاية في مجلس النواب ورئيس لجنة الإدارة في المجلس وهو أيضا أحد الجمهوريين المتضررين من إعادة ترسيم حدود الدوائر الانتخابية. ومن المرجح أن يخسر لونجرين مقعده في الدائرة الجديدة أمام الطبيب آمي بيرا. ومن بين النواب الديمقراطيين الحاليين المهددين: - جيم ماثيسون النائب عن ولاية يوتا الذي يواجه النجمة الجمهورية الصاعدة ميا لاف. وفي حال فوز لاف فإنها ستكون أول جمهورية سمراء تدخل مجلس النواب الأمريكي. وصارت لاف محل اهتمام وطني بعد أن أظهرت تميزها أثناء تحدثها في مؤتمر الحزب الجمهوري. - كاثي هوتشل التي اختيرت في انتخابات خاصة أجريت عام 2011 لتمثل الدائرة السابعة والعشرين في نيويورك غرب الولاية. وبفضل إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية تخوض الديمقراطية هوتشل الانتخابات في منطقة يهيمن عليها الجمهوريون. وتنافس هوتشل في السباق الانتخابي كريس كولينز المدير التنفيذي لمقاطعة إيري. - جون تيرني النائب عن ولاية ماساتشوستس الذي يتوقع أن يصبح منافسه السناتور عن الولاية ريتشارد تيسي أول جمهوري ينتخب من ولاية ماساتشوستس لمجلس النواب منذ عام 1994. وتضرر تيرني الذي يمثل المنطقة الشمالية الشرقية من الولاية من تورط زوجته في عملية مقامرة بالخارج. - مارك كريتز الذي يخوض الانتخابات في دائرة أعيد تقسيمها وأكثر ميلا للحزب الجمهوري في جنوب غرب ولاية بنسلفانيا أمام منافسه المحامي كيث روثفوس. ويعد هذا السباق أحد أكثر منافسات مجلس النواب تكلفة في البلاد حيث تسعى المنظمات العمالية بصورة خاصة إلى الاحتفاظ بالمقعد للديمقراطيين. وأنفق مانحون من الجمهوريين - بينهم الملياردير شيلدون أديلسون في لاس فيجاس - أكثر من نصف مليون دولار على إعلانات تهاجم روثفوس. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)