جاكرتا (رويترز) - قال محللون يوم الاحد ان اعتقال 11 اندونيسيا يشتبه بانهم متشددون إسلاميون بتهمة التخطيط لمهاجمة السفارة الأمريكية ومركز تجاري قرب السفارة الاسترالية دليل على ان الجماعات المتطرفة المشروعة تتحول الى العنف. وقد تصعد الاعتقالات الضغط ايضا على حكومة الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو التي تعرضت لانتقادات لبذلها جهدا اقل مما ينبغي للحد من عدم التسامح الديني في البلاد التي يوجد بها اكبر عدد من السكان المسلمين في العالم. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية سوهاردي أليوس ان الفرقة 88 المناهضة للارهاب صادرت معدات لصنع القنابل وقنبلة جاهزة للاستخدام من قبل جماعة متشددة تسمى الحركة السنية للمجتمع الاندونيسي. وكانت الاعتقالات التي نفذتها القوات الخاصة في جزيرة جاوة هي أحدث خطوة في حملة تشنها السلطات ضد متشددين اعتقلت خلالها عشرات الاشخاص وقتلت ما لا يقل عن سبعة. وتتزامن الاعتقالات مع الذكرى العاشرة التي تحل هذا الشهر لهجوم في جزيرة بالي أسفر عن مقتل 202 معظمهم من السياح الأجانب. وقال أليوس "عثر على أول دليل في مجمع سكني في ماديون (بجزيرة جاوة) وقنبلة جاهزة للتفجير بالاضافة إلى مواد خام لصنع قنابل وكتب عن كيفية صنع القنابل." وقال إن الأهداف التي كانت تنوي هذه الجماعة تفجيرها هي القنصلية الأمريكية في سورابايا في جاوة الشرقية وسفارتها في جاكرتا والمركز التجاري بلازا 89 في جاكرتا الواقع أمام السفارة الاسترالية ومكاتب شركة فريبورت ماكموران كوبر اند جولد الأمريكية للتعدين. وذكر أن الجماعة خططت ايضا لمهاجمة كتيبة الشرطة المتحركة في مدينة سروندول بوسط جاوة مضيفا ان الزعيم الروحي للجماعة اعتقل. ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن التعليق. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع انها لا تعلم بوجود اي طلب من وزارة الخارجية لزيادة الامن عند سفارتها في جاكرتا. ورفضت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الاسترالية التعليق على الامن عند سفارتها بجاكرتا وقال متحدث انه ليس لديه معلومات تشير الى ان المواطنين او المصالح الاسترالية كانوا هدف الجماعة. وقال تود اليوت محلل شؤون الارهاب في كونكورد كونسلتينج بجاكرتا ان الحركة السنية للمجتمع الاندونيسي ظهرت للمرة الاولى في 2009 كمنظمة صغيرة "متطرفة معلنة" مقرها جاوة الغربية ولها صلات بالجبهة الدفاعية الاسلامية. واضاف ان الحركة شاركت في احتجاجات ضد الكنائس في جاوة الغربية عام 2010 بالاضافة الى احتجاجات ضد اسرائيل وان هدفها العام هو تطبيق الشريعة في اندونيسيا. ْولم يجر حتى الان ربط الحركة السنية للمجتمع الاندونيسي بأنشطة غير قانونية. وقال اليوت انها وجدت شأنها شأن الجبهة الدفاعية الاسلامية كجماعة ضغط متشددة تعمل بمنأى عن المنظمات المتشددة المحظورة في اندونيسيا. وقال لرويترز "هم (الحركة السنية) تشكل قطعا تهديدا حقيقيا جدا. نتوقع ان تكون الخطوة التالية تحول عدد اكبر من الجماعات المتطرفة المعلنة الى العنف." وتابع ان اعضاء من الجبهة الدفاعية الاسلامية تورطوا ايضا في هجمات سابقة مثل هجوم انتحاري على مسجد يرتاده افراد الشرطة في سيريبون بجاوة الغربية عام 2011. وقال جيم ديلا جياكومو مدير مشروع جنوب شرق اسيا في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان المتشددين المشتبه بهم قد يكونون اعضاء سابقين في الحركة السنية للمجتمع الاندونيسي وهي جماعة سلفية. واضاف ان السلفيين بشكل عام ضد العنف لكن هناك حالات تحولوا فيها الى العنف. وتابع "اختيار السفارة الامريكية كهدف فيما يبدو يظهر ان ما يعرف بالعدو البعيد لا يزال هدفا مرغوبا فيه بين الجهاديين الاندونيسيين ...وليس الشرطة الاندونيسية فحسب او ما يعرف بالعدو القريب الذين كان مفضلا في الاونة الاخيرة." وقال دامين كينجزبري الاستاذ بجامعة ديكين باستراليا ان اسم الحركة يربطها بجماعة متشددة تعمل في كشمير ومن المحتمل ان بعض عناصرها تدربوا مع الجماعة الكشميرية. واضاف كينجزبري الخبير في الشؤون الاندونيسية ان من المرجح ايضا ان تكون لاعضاء الحركة صلات غير رسمية على الاقل بالمتشددين الاخرين في اندونيسيا وان وجود الجماعة دليل آخر على استمرار التهديد. وكانت تفجيرات بالي 2002 والتي جاءت بدورها بعد ما يزيد قليلا عن العام بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولاياتالمتحدة نقطة تحول بالنسبة لاندونيسيا. فقد اجبرت الدولة العلمانية على مواجهة مجموعة صغيرة لكنها مخلصة من اتباع اسامة بن لادن كانوا يعقدون العزم على مهاجمة اهداف غربية. وتعمل القوات الاندونيسية منذ ذلك الحين مع استراليا ودول اخرى لاتخاذ اجراءات صارمة ضد الجماعة الاسلامية المتشددة في جنوب شرق اسيا المسؤولة عن التفجيرات والمرتبطة بالقاعدة. وادت الملاحقة الى اعتقال مئات المتشددين. وقتل الكثير في تبادل لاطلاق النار وادين المتهمون الثلاثة الرئيسيون في التفجيرات واعدموا رميا بالرصاص في 2008. ونجحت اندونيسيا الى حد بعيد في احتواء هجمات المتشددين ولم تقع هجمات كبيرة على اهداف غربية منذ 2009 عندما فجر انتحاريون انفسهم في فندقين بجاكرتا فقتلوا تسعة اشخاص واصابوا 53. (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)