بدأ توافد اللبنانيين الى ساحة الشهداء في وسط بيروت، تلبية لدعوة المعارضة السياسية في لبنان الى مشاركة شعبية في تشييع جنازة رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وسام الحسن. وتنطلق الجنازة من مقر قوى الامن الداخلي في الاشرفية مارة بموقع التفجير قبل ان تصل الى ساحة الشهداء في وسط بيروت حيث سيوارى الجثمان الثرى الى جوار رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير عام 2005. وقتل الحسن في انفجار ضخم لسيارة مفخخة بزنة تراوحت بين 25 و30 كيلو من المواد السريعة الانفجار، مما ادى ايضا الى مقتل سبعة اشخاص واصابة أكثر من تسعين في شارع ساسين بمنطقة الاشرفية يوم الجمعة الماضي. ويشيّع الحسن (41 عاما)، الذي كشف مخطط تفجيرات سوريا مزعوما داخل لبنان قبل شهرين، عند الواحدة ظهراً بتوقيت غرينيتش، وسط غضب شعبي من الاغتيال، واستياء المدنيين الذين اصيبوا في التفجير وتضررت أملاكهم، ولم تلتفت اليهم السلطات. ويعد التشييع ايضاً مناسبة لتجمع سياسي ضد السلطات السورية ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي . وانحى رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري باللائمة في التفجير على الرئيس السوري بشار الاسد وطالبت المعارضة السياسية اللبنانية باستقالة ميقاتي التي تضم حكومته وزراء من حزب الله الشيعي حليف سوريا. وذكّر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بأن وسام الحسن حمى اللبنانيين من 24 تفجيرا عندما ضبط المتفجرات مع الوزير السابق ميشال سماحة ، مرجحا ان يكون ملف سماحة سبب اغتيال الحسن، ولفت إلى انه تم تحذيرنا عدة مرات بسبب هذا الملف الضخم والحساس . وشدد ريفي على ان ملفات الحسن ما زالت موجودة وفريق عمله موجود ويعمل بالوتيرة نفسها ، مؤكدا ان الحسن باق في قلب كل واحد منا .وأشار ريفي إلى انه سيشرف مباشرة على فرع المعلومات حتى يتم تعيين البديل عن الحسن . وأشعل قتل الحسن وهو سني من مدينة طرابلس بشمال لبنان غضب السنة. وأغلق محتجون الطرق باطارات مشتعلة وخرج مسلحون الى شوارع بيروتوطرابلس، وأقيمت حواجز طيارة تسأل المارة عن هوياتهم وطوائفهم. وصباح اليوم، سمعت طلقات نارية في منطقة طريق الجديدة السنية في بيروت. وعززت قوات الجيش الامن عند تقاطعات الطرق والمباني الرسمية ولكن المتظاهرين اغلقوا طرقا كثيرة من بينها الطريق الرئيسي الى المطار الدولي. وأعيد فتح الطرق جميعاً اليوم تمهيداً لمرور مواكب المشيعين. وتطوف سيارات في المناطق السنية تعلوها مكبرات صوت الشوارع مطالبة باستقالة الحكومة. وانتشر عشرات المسلحين في الشوارع وساد التوتر المنطقة. وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي انه كان يريد تقديم استقالته لإفساح الطريق امام تشكيل حكومة توافق وطني جديدة، ولكنه قبل طلبا من الرئيس ميشال سليمان بالبقاء في منصبه لاتاحة الفرصة امام اجراء محادثات لايجاد مخرج من الازمة. وقال دبلوماسي غربي في بيروت ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يحاولان وقف مطالبة الحريري وقوى 14 اذار المعارضة باستقالة ميقاتي. ومن المقرر ان يجري لبنان انتخابات برلمانية العام المقبل ولكن غضب المعارضة وتصريحات ميقاتي تشير الى انه قد لا يقود البلاد الى هذه الانتخابات التي يمكن ان يلقي العنف المتزايد بظلاله عليها. وقال الدبلوماسي ان الوضع هش. ولا اعرف ما اذا كانت تلك اول هجمة من سلسلة هجمات التاريخ يشير الى انه سيكون كذلك مشيرا الى موجة اغتيالات في لبنان بعد قتل رفيق الحريري في 2005. واضاف: من بين كل المستهدفين فإن الحسن كان اخطر هدف فيما يتعلق باصابة استقرار لبنان. والطوائف الدينية اللبنانية منقسمة بين من يدعم الرئيس السوري بشار الاسد في الصراع السوري، ومن يدعم المعارضين على الرغم من سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها ميقاتي في الاضطرابات في جارتها الاكبر والتي هيمنت على لبنان لعشرات السنين. وقال ميقاتي يوم السبت انه يشتبه بان اغتيال الحسن له صلة بدوره في كشف تورط سوريا في مؤامرة التفجيرات.