لندن (رويترز) - قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يوم الأربعاء إن مزاعم ايران بأن مُخربين ربما اخترقوا الوكالة لا أساس لها من الصحة وعبر عن قلقه بشأن "الانشطة المكثفة" في قاعدة بارشين العسكرية التي يطلب مفتشوه زيارتها. ولم تفلح سنوات من الدبلوماسية والعقوبات في حل أزمة بين الغرب وايران بسبب انشطتها النووية مما يثير المخاوف من لجوء اسرائيل إلى توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية كملاذ أخير ونشوب حرب جديدة في الشرق الاوسط من شأنها ان تهز استقرار الاقتصاد العالمي. وقال يوكيا امانو - الذي يسعى ايضا إلى الخروج من الجمود الذي أصاب منذ فترة طويلة تحقيقا في أبحاث أسلحة نووية مشتبه بها في ايران - انه يأمل في عقد اجتماع جديد رفيع المستوى مع طهران لكن موعد الاجتماع لم يتحدد بعد. وتدهورت العلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الاشهر الاخيرة. وقال مسؤول الملف النووي الايراني في فيينا الشهر الماضي ان "ارهابيين ومخربين" ربما يكونوا قد اخترقوا وكالته. ورفض دبلوماسيون غربيون المزاعم الايرانية ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصفوها بالمناورة لتشتيت الانتباه عن وقف طهران للتحقيق الذي تقوم به. وعندما سُئل امانو في لندن عن مزاعم المخربين التي يبدو انها استندت الى تصورات ايرانية بأن مفتشي الوكالة سربوا ما توصلوا اليه من نتائج إلى وكالات مخابرات غربية قال "احيانا لا يكون من المفيد ان تولي اهتماما لهذه المزاعم بتقديم رد رسمي يشأنها." لكن الدبلوماسي الياباني المخضرم قال "هذا امر لا اساس له ... لا شأن لنا بهذه الانشطة." ومن شأن تصريحات امانو الخاصة ببارشين ان تزيد على الارجح الشكوك بين الدبلوماسيين الغربيين بأن ايران مازالت تحاول ازالة اي دليل على قيامها بانشطة غير مشروعة ذات صلة بالتسلح النووي في القاعدة التي تقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة طهران. وعندما سئل عما اذا كانت ايران تواصل تفكيك المنشأة التي لا يمكن للمفتشين مراقبتها في الوقت الحالي الا عبر صور الاقمار الصناعية قال لرويترز خلال زيارة يقوم بها إلى لندن "نعم". وقال امانو في وقت لاحق متحدثا امام مركز تشاتام للدراسات في لندن "انهم يقومون بانشطة مكثفة جدا في بارشين... تعرفنا على 12 منطقة نحتاج بشأنها إلى توضيح." وترفض ايران المزاعم بقيامها بتغطية على الموقع الذي تقول انه قاعدة عسكرية تقليدية. وتعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران قامت - ربما قبل عشر سنوات - باجراء تجارب تفجير ذات صلة بالاسلحة النووية في غرفة من الفولاذ في بارشين. وفي فيينا قال دبلوماسي غربي لرويترز ان أنشطة التطهير المشكوك في قيام ايران بها في بارشين "لم تتراجع". وقال امانو في يونيو حزيران ان صور الاقمار الصناعية تشير إلى بنايات تهدم وتربة تزال من مكانها في بارشين. وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا لها وتتولى منع انتشار الاسلحة النووية استئناف بحثها بشأن التسلح النووي الذي لم يحقق أي تقدم يذكر منذ اربع سنوات بسبب عدم تعاون ايران. وقال أمانو ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملتزمة بالحوار مع الجمهورية الاسلامية التي تقول ان برنامجها النووي سلمي تماما ولا يهدف الا لتوليد الكهرباء. وقال لرويترز في لندن "ليس لدينا موعد محدد بعد (للمحادثات الجديدة)... عرضنا رغبتنا في اللقاء معهم في القريب العاجل... سيكون ذلك اجتماعا رفيع المستوى وآمل ان نتمكن من عقد اللقاء قريبا جدا." وعقد فريق رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلسلة من الاجتماعات مع ايران منذ يناير كانون الثاني لكنهم لم يصلوا بعد إلى نتائج ملموسة. وجرت الجولة الاخيرة من المحادثات في اغسطس آب. وقال امانو - الذي زار طهران في مايو ايار لاجراء محادثات لم تفض في النهاية إلى نتيجة - ان ايران "بصفة عامة" ايجابية بشأن الحوار مع الوكالة الدولية. وقال دبلوماسي غربي اخر في فيينا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تضغط حقا على ايران من اجل تحديد موعد" لاجتماع جديد لكن طهران رفضت حتى الان تحديد موعد. وقال الدبلوماسي "التأخير سببه الجانب الايراني." وتنفي ايران الاتهامات الغربية بأنها تسعى إلى امتلاك قدرة عسكرية نووية لكن رفضها كبح انشطتها التي من الممكن ان تستخدم سلميا او عسكريا ادى إلى فرض الغرب لعقوبات متزايدة عليها. وفرضت حكومات الاتحاد الاوروبي عقوبات يوم الثلاثاء ضد شركات ايرانية كبيرة مملوكة للدولة في قطاع النفط والغاز وشددت القيود على البنك المركزي مما يزيد من الضغوط المالية على طهران. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير رفقي فخري)