فاز تحالف وسط اليسار الحاكم بزعامة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقوده ميلو ديوكانوفيتش بفارق كبير بالانتخابات التشريعية التي جرت الاحد في مونتينيغرو مما يسمح له بخوض مفاوضات انضمام هذه الدولة الصغيرة في البلقان الى الاتحاد الاوروبي. وافادت تقديرات تناولت عينة تمثيلية على المستوى الوطني واصدرتها هيئة خاصة مكلفة مراقبة الاقتراع ان تحالف ديوكانوفيتش حصل على 39 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 91. وكان استطلاع اجرته جامعة بودغوريتشا وبثه التلفزيون الوطني اكد فوز تحالف "مونتينيغرو الاوروبي" الذي يقوده ديوكانوفيتش ب46,1 بالمئة من الاصوات متقدما بفارق كبير على اكبر حزب معارض تحالف الجبهة الديموقراطية (20 بالمئة). وبهذه النتيجة لا يحصل تحالف ديوكانوفيتش وهو من اقدم رجال السياسة المحلية، على الاغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان ال81 لكنه سيتمكن من تشكيل ائتلاف مع احزاب الاقليات وهي من حلفائه التقليديين. وافادت تقديرات نشرت الاثنين ان ثمانية تحالفات واحزاب سياسية دخلت الى البرلمان. وقد حصلت الجبهة الديموقراطي المعارضةة على عشرين مقعدا والحزب الشعبي الاشتراكي على تسعة مقاعد والحزب الذي انشىء حديثا بوزيتيفنا شيرنا غورا على سبعة مقاعد. وحصلت الاقليات على ستة مقاعد بينها ثلاثة لحزب البوسنيين ومقعد للاقلية الكرواتية مقابل مقعدين لتشكيلين يمثلان الالبان. ويتوقع ان تصدر النتائج الرسمية الاولى مساء الاثنين. ولم يتردد ديوكانوفيتش في اعلان فوزه امام حوالى 600 من انصاره تجمعوا امام مقر الحزب. وقال "اصدقائي الاعزاء، لقد فزنا. مونتينيغرو ماضية قدما. وفرنا كل الشروط للعمل اعتبارا من الغد على تشكيل حكومة ستقود مونتينيغرو على طريق الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي وتعمل على تحسين مستوى حياة كل المواطنين". ورد عليه الجمهور هاتفا "نحبك يا ميلو". وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع الذي دعي اليه 524 الف ناخب، 70,3%. وقد قرر حزب ميلو ديوكانوفيتش الاشتراكي الديموقراطي اجراء الاقتراع قبل ستة اشهر من انتهاء ولاية البرلمان سعيا لولاية جديدة من اربع سنوات لخوض مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الاوروبي التي بدات في حزيران/يونيو. واذا تاكدت هذه النتائج فان تحالف ديوكانوفيتش (50 سنة) -- الزعيم الوحيد في البلقان الذين فاز حزبه بكل الانتخابات منذ بداية تفكك يوغوسلافيا السابقة في التسعينات -- سيحقق تاسع انتصار انتخابي على التوالي. وركز ديوكانوفيتش الذي كان مهندس استقلال بلاده من صريبا في 2006، خلال حملته الانتخابية على الوتر القومي متهما المعارضة التي تدعو الى التقارب مع بلغراد، بانها لم تقبل بعد فكرة استقلال مونتينيغرو. وقال ديوكانوفيتش الذي تولى منصب رئيس الوزراء خمس مرات ومنصب الرئيس من 1998 الى 2002 خلال الحملة الانتخابية ان "الرهانات هائلة، وبعد ست سنوات من الاستقلال ما زالت دولتنا هشة ويجب علينا ان نعززها". وحملت الجبهة الديموقراطية التي يقودها وزير الخارجية السابق ميودراغ ليكتش السلطات مسؤولية الازمة الاقتصادية ونددت بالفساد المستشري في الادارة واتهمت به ايضا ديوكانوفيتش. وفي تقريرها السنوي اشارت المفوضية الاوروبية الى ان على مونتينيغرو "تحسين ادائها" في مجال دولة القانون ومكافحة الجريمة المنظمة والفساد. وتشكل الديون العامة 58 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي في هذا البلد الذي توازي فيه نسبة البطالة 20 بالمئة بينما تفيد التوقعات ان النمو الاقتصادي لن يتجاوز 0,5 بالمئة خلال 2012. ومن بين الجمهوريات التي كانت تشكل يوغوسلافيا -البوسنة والهرسك وكرواتيا ومقدونيا ومونتينيغرو وصربيا وسلوفينيا-- فقط انضمت الاخيرة الى الاتحاد الاوروبي في 2004 بينما يفترض ان تنضم كرواتيا في 2013.