لندن (رويترز) - من المتوقع أن ترتفع صادرات العراق النفطية لأعلى مستوى في عقود الشهر الجاري كما أن الانتاج في طريقه للزيادة إلى مثليه بحلول عام 2020 ما يعزز مكانة البلاد كثاني أكبر منتج في منظمة أوبك بعد السعودية. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ إنتاج العراق من النفط 6.1 مليون برميل يوميا بنهاية العقد الحالي وفقا للسيناريو الرئيسي للوكالة مقابل نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا في الوقت الراهن. ولكن هذه التوقعات تشكل نصف المستويات المستهدفة للعراق بموجب تعاقداته مع الشركات الأجنبية وأبرزت الوكالة التي تقدم النصح في مجال الطاقة لثماني وعشرين دولة صناعية الخطر المتمثل في أن ينمو الإنتاج بمعدل أبطأ من المستهدف مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية. وقال فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية والمعد الرئيسي لتقرير توقعات الطاقة في العراق في مؤتمر صحفي في لندن "هذا أقل كثيرا من (مستويات) المشروعات المتعاقد عليها وأقل كثيرا من الأهداف الرسمية للحكومة العراقية." "نعتقد أن هذا النمو معقول حين نأخذ في الاعتبار التحديات التي يواجهها العراق." وشكك مسؤولون تنفيذيون في شركات النفط في قدرة العراق على رفع إنتاجه إلى 12 مليون برميل يوميا بحلول 2017 -وهو المستوى المستهدف بموجب العقود الحالية- بسبب مجموعة من العوائق من بينها اختناقات البنية التحتية والروتين. وأعدت الوكالة التقرير بالتعاون مع الحكومة العراقية. ويعتقد عصام الجلبي وزير النفط العراقي السابق أن التوقع الرئيسي للوكالة يبدو واقعيا. وقال الجلبي الذي أدار صناعة النفط العراقية في الثمانينات لرويترز "أعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه وأن العراق ينبغي أن يكون قادرا على حل المشكلات المرتبطة بحقن المياه والتخزين وخطوط أنابيب النقل." وأضاف "لكن التحدي الرئيسي لا يزال يتمثل في إيجاد منافذ جديدة للتصدير." وقال مسؤول رفيع بقطاع النفط العراقي يوم الثلاثاء إن من المتوقع ارتفاع صادرات البلاد من الخام فوق 2.8 مليون برميل يوميا الشهر الحالي مع صعود الشحنات من الشمال والجنوب. وبلغت الصادرات 2.6 مليون برميل يوميا في سبتمبر أيلول وهو بالفعل أعلى مستوى في أكثر من 30 عاما. وأبلغ المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه رويترز "أنا على ثقة من أنه إذا سار كل شيء على ما يرام فإن الصادرات ستزيد إلى 2.8 مليون برميل يوميا على الأقل." وأضاف أن من المنتظر أن تسهم الحقول العملاقة بجنوب العراق بنحو 2.4 مليون برميل يوميا من خام البصرة في الصادرات بينما تنتج الحقول الشمالية نحو 450 ألف برميل من خام كركوك. وزادت الصادرات من كركوك في الشمال بعدما توصلت الحكومة المركزية لاتفاق مع حكومة منطقة كردستان الشهر الماضي لانهاء خلاف على مدفوعات النفط بعد تعهد كردستان باستئناف الصادرات. وارتفعت صادرات كردستان من النفط إلى 170 ألف برميل يوميا وستبلغ 200 ألف برميل يوميا قريبا بفضل الاتفاق المبرم. وحذرت الوكالة ومقرها باريس من أن إرجاء الاستثمار في العراق قد يؤدي لشح في السوق في العقود المقبلة ويدفع الأسعار للصعود. ويقول مسؤولون تنفيذيون بشركات نفطية إنه بالرغم من أن العراق الذي يملك رابع أكبر احتياطيات عالمية مؤكدة في العالم لديه ما يكفي من النفط في أرضه لتحقيق مستوى الانتاج المستهدف عند 12 مليون برميل يوميا فإن مشاكل البنية التحتية والبيروقراطية تجعل الوصول إلى هذا المستوى مستبعدا بحلول الموعد المتعاقد عليه أي عام 2017. وقدم التقرير سيناريو في حالة ارجاء استثمارات يتضمن زيادة طفيفة لاستثمارات الطاقة في العراق مقارنة بمستوياتها في عام 2011 يتمخض عنها زيادة الانتاج إلى أربعة ملايين برميل في 2020 و5.3 مليون برميل في 2035. وفي هذا الحالة يفقد العراق ثلاثة تريليونات دولار من إيرادات ثروته القومية لقلة الصادرات فصلا عن الاخفاق في تطوير قطاعات صناعية وخدمية أخرى. كما سترتفع أسعار النفط أكثر. وذكرت الوكالة "ستصل إلى 140 دولارا للبرميل في عام 2035 مع ثبات الأسعار أي بزيادة نحو 15 دولارا عن السيناريو الرئيس." وبدأ انتاج العراق النفطي الذي ظل ثابتا لفترة طويلة بسبب الحروب والعقوبات في الارتفاع في عام 2010 بعد أن أبرمت بغداد عقودا مع شركات مثل بي.بي واكسون موبيل وإيني ورويال داتش شل. (إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم هيكل)