قال نائبان جمهوريان يوم الثلاثاء ان مسؤولين أمريكيين في واشنطن رفضوا مرارا طلبات من أمريكيين في ليبيا بتعزيز الأمن في البعثة الامريكية في بنغازي قبل هجوم الشهر الماضي الذي قتل فيه أربعة أمريكيين هناك. وكتب النائبان الامريكيان داريل عيسى وجيسون تشافيتز رسالة الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يطالبان فيها بتفاصيل عن الطلبات الخاصة بتعزيز الامن التي قالا انها قدمت وسط هجمات عديدة على غربيين في ليبيا في الشهور القليلة الماضية. وقالا ان لجنة الاشراف والاصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب ستعقد جلسة في العاشر من اكتوبر تشرين الاول بشأن الوضع الامني الذي أدى الى هجوم بنغازي يوم 11 سبتمبر ايلول. وقال النائبان الجمهوريان "لكن البعثة في ليبيا حرمت من هذه الموارد من جانب مسؤولين في واشنطن." ولم تتضمن رسالتهما أي تفاصيل بشأن الطلبات التي اشير اليها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ان كلينتون سترد في وقت لاحق على رسالة النائبين وتبلغهما بأنها راغبة في التعاون عن قرب مع الكونجرس في التحقيق في هجوم بنغازي. وقالت نولاند في افادة خبرية يومية "نشترك في نفس الهدف. نريد ان نعرف على وجه الدقة ما حدث وتعلم أي دروس نحتاج الى تعلمها منه. إننا نأخذ هذا الامر بجدية بالغة." لكن نولاند امتنعت عن تقديم أي معلومات بشأن تأكيدات في الرسالة بأن دبلوماسيين امريكيين طلبوا أمنا اضافيا لبعثتهم في بنغازي. وقالت ايضا انها لا تعتقد ان كلينتون سيمكنها الاجابة على تلك الاسئلة في ردها الاولي. وفي تطور منفصل قال أربعة مسؤولين امريكيين لرويترز انهم يعلمون انه في الشهور السابقة على هجوم بنغازي ارسل بعض الافراد الامريكيين في ليبيا شكاوى الى وزارة الخارجية يعبرون فيها عن قلقهم بشأن أمن المنشآت الدبلوماسية الامريكية في بنغازي وخاصة المجمع الذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنز. وقال اثنان من هؤلاء المسؤولين ان معلوماتهم هي ان الوزارة لم تتحرك بشأن الشكاوى قبل الهجوم القاتل في بنغازي. واصبح الحديث في سنة الانتخابات الامريكية يدور حول ما اذا كان هجوم الجماعات المتشددة اخذ ادارة اوباما على غرة وهي غير مستعدة. وانتقد الجمهوريون التصريحات الاولى من جانب مسؤولي ادارة اوباما بما فيها السفيرة لامريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس التي ذكرت ان هذه الهجمات نتج عن الغضب من الفيديو المسيء للاسلام. ويوم الجمعة الماضي أعلنت أكبر سلطة مخابرات أمريكية انها تعتقد ان ما حدث كان "هجوما ارهابيا منظما ومتعمدا". وتوفى ستيفنز نتيجة لاستنشاق الدخان عندما حوصر وحده داخل المبنى المحترق في بنغازي. وتوفى دبلوماسي آخر هو شون سميث في المجمع. وقتل اثنان من افراد الامن الامريكي في وقت لاحق عندما تعرض مجمع دبلوماسي امريكي آخر لجأ اليه بعض الافراد للهجوم. وقال عيسى وتشافيتز ان العنف كان "الاحدث في مسلسل طويل من الهجمات على دبلوماسيين ومسؤولين غربيين في ليبيا في الشهور التي سبقت الهجوم". وقالا ان الحراس الليبيين غير المسلحين الذين كانوا يعملون في البعثة الامريكية في بنغازي تلقوا تحذيرات من افراد عائلاتهم بأن يتركوا وظائفهم في الاسابيع التي سبقت الهجوم "لانه توجد شائعات في المنطقة عن هجوم وشيك." وجاء في الرسالة انه في ابريل نيسان القى ليبيان فصلا من العمل لدى المتعهد الذي يزود بعثة بنغازي بأفراد أمن غير مسلحين بقنبلة صغيرة محلية الصنع على سور البعثة. ولم يصب أحد بأذى وألقي القبض على المشتبه بهما لكنهما لم يقدما للمحاكمة. وذكرت الرسالة ايضا ان السفير ستيفنز واجه تهديدات أيضا في طرابلس. وقالت انه كان يمارس في الغالب رياضة الركض في الصباح خارج العاصمة مع فريق الامن المرافق له لكن في يونيو حزيران "أدى نشر خبر على موقع أحد الموالين للقذافي على فيسبوك الى توقف ذلك وتسبب في تهديد ضد السفير ستيفنز مع وضع صورته." واضافت الرسالة ان ستيفنز توقف عن ممارسة الركض لمدة اسبوع لكنه استأنفه بعد ذلك. كما أشارت الرسالة الى بعض الهجمات الشهيرة ومن بينها هجوم في يونيو حزيران على قافلة في بنغازي تقل السفير البريطاني لدى ليبيا والذي لم يصب بأذى لكن اثنين من حراسه اصيبا. وفي نفس الشهر ترك شخص ما شحنة ناسفة عند البعثة الامريكية ألحقت ضررا بالبوابة الامامية للمبنى. وكتب النائبان لكلينتون في رسالتهما "الرجاء ذكر تفاصيل الطلبات التي تقدمت بها السفارة في طرابلس الى مقر وزارة الخارجية الامريكية بأمن اضافي سواء بصفة عامة أو في ضوء هجمات محددة" بالاضافة الى رد الوزارة. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير عماد عمر) من سوزان كورنويل وتبسم زكريا