رفض قضاة الفاتيكان إقرار الدليل الرئيسي في محاكمة كبير الخدم السابق للبابا، المتهم بتسريب وثائق سرية. وكان محامو باولو غابرييل قد طلبوا أن يجري تضمين الأدلة التي قام الكرادلة بجمعها ممن تقدموا بطلب استجواب للبابا بينيديكت في فضيحة تسريبات الفاتيكان ، أو ما تعرف باسم فضيحة فاتيليكس (نسبة إلى الفاتيكيان وويكيليكس). إلا أن القضاة قالوا في المحاكمة إنهم سيعتمدون فقط على الأدلة التي جمعتها شرطة الفاتيكان والنيابة. وقد تم تأجيل القضية حتى يوم الثلاثاء، حيث سيجري استجواب غابرييل، ذو الستة والأربعين عاما الذي اعترف في وقت سابق للمحققين بتسريب وثائق سرية، حتى يتمكن من الكشف عن أعمال الشر والفساد . ويعد غابرييل المصدر لتسريب الوثائق التي نشرت في مايو/أيار الماضي في كتاب للصحفي الإيطالي جيانلويجي نوتزي تحت عنوان: قداسة البابا: الأوراق السرية للبابا بينيديكت ، وألقي القبض عليه في نفس الشهر. وتضم الوثائق مراسلات بين شخصيات كبيرة في الفاتيكان، يبدو أنها تكشف في طياتها فسادا وصراعات على السلطة. وقد أصدر البابا أمرا للكرادلة، بعد انتشار الفضيحة، بأن يتولوا تحقيقا منفصلا عن تحقيق شرطة الفاتيكان. وقد قررت المحكمة بأن يمثل كلاوديو سكياربليتي، فني الكمبيوتر المتهم بالتحريض على الجريمة في نفس القضية، أمام محاكمة منفصلة. وكان سكياربليتي قد مارس حقه في عدم حضور جلسة الاستماع. وكان غابريل يحظى بثقة البابا لعدة أعوام، كما كان يحمل مفاتيح الشقق البابوية. ويقول مراسل بي بي سي في روما ديفيد ويلي إن هذا الحادث يمثل أصعب الأزمات التي تشهدها فترة جلوس البابا بنديكت السادس عشر على الكرسي البابوي. يذكر أنه لا يسمح لكاميرات التلفاز أو أجهزة التسجيل بالدخول إلى جلسات المحاكمة في هذه القضية التي تعتبر أكثر قضايا الفاتيكان أهمية منذ تأسيسها كدولة ذات سيادة عام 1929. وسيقوم رئيس محكمة مدينة الفاتيكان باستجواب غابرييل في المحكمة يوم الثلاثاء. وقال رئيس المحكمة إنها تأمل في الوصول إلى حكم قضائي بنهاية الأسبوع المقبل. ويتضمن الشهود ممن سيقدمون أدلتهم أمام المحكمة في الأسبوع القادم جورج غاينسواين، السكرتير الخاص بالبابا بينيديكت، وإحدى الراهبات الست اللاتي يعملن في المنزل الخاص بالبابا. ويرى المراسلون أن الكشف عن تلك الوثائق يهدف في الأساس إلى تشويه صورة وزير خارجية الفاتيكان القوي، الكاردينال تارتشيتسيو بيرتوني، الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2006. وذكر مدعون أن غابريل قال خلال التحقيق معه إنه كان يعلم بأن أخذ الوثائق خطأ، إلا أنه أحس بأن الروح المقدسة تلهمه ليلقي الضوء على مشاكل رآها حوله. وقال إنه شعر أن البابا لم يكن على دراية بالأمر، أو أنه كانت تأتيه معلومات خاطئة من مساعديه. من جانبه، قال البابا بينيديكت السادس عشر بعد علمه بإلقاء القبض على خادمه السابق إن الخبر أحزن قلبه .