بدأت السبت محاكمة باولو غابريل، كبير الخدم السابق للبابا بنديكتوس السادس عشر، وذلك بعد اتهامه بالسرقة وإقراره بتسريب وثائق سرية لوسائل إعلام إيطالية. وقال غابريل (46 عاما) للمحققين إنه كان يأمل المساعدة في كشف شر وفساد داخل الكنيسة. ويواجه غابريل حكما بالسجن اربعة أعوام حال الإدانة، لكن يمكن للبابا العفو عنه. ويمثل غابريل أمام المحكمة مع فني كومبيوتر يُدعى كلاوديو سكياربليتي المتهم بالتحريض على الجريمة. وأكد الفاتيكان مثول غابريل أمام المحكمة، لكن مارس شريكه في الاتهامات حقه في البقاء بعيدا خلال إجراءات المحاكمة. وحال الإدانة، سيقضي غابريل فترة الحبس في سجن إيطالي حيث لم يعد بالفاتيكان مراكز احتجاز لفترات طويلة. وحظي غابريل بثقة البابا على مدار عدة أعوام، وكان يحمل مفاتيح الشقق البابوية. ونشرت الكثير من الخطابات والوثائق الأخرى التي أخذها من المكتب البابوي بكتاب لصحفي استقصائي إيطالي في مايو/أيار. وأثارت الفضيحة التي تعرف ب فاتيليكس (نسبة إلى كلمتي الفاتيكان وويكليكس) كلام حول فساد وصراعات داخل الفاتيكان. ويقول مراسل بي بي سي في روما ديفيد ويلي إن هذا الحادث من أصعب الأزمات التي تشهدها فترة جلوس البابا بنديكتوس السادس عشر على الكرسي البابوي. كما تعد هذه القضية الأكثر أهمية في الفاتيكان منذ تحولها لدولة ذات سيادة عام 1929. وألقي القبض على غابريل في مايو/أيار إثر اتهامه بتسريب مراسلات بابوية للصحفي جيانلويجي نوزي، الذي نشر كتابه قداسة البابا: الأوراق السرية للبابا بنديكتوس السادس عشر خلال نفس الشهر. وكانت بعض أهم الخطابات موجهة إلى البابا من المطران كارلو ماريا فيغانو، سفير الفاتيكان لدى واشنطن، الذي كان نائب حاكم مدينة الفاتيكان في ذلك الوقت. وفي أحد الخطابات، اشتكى المطران من أنه عندما تولى مهام منصبه عام 2009 اكتشف فساد ومحسوبية ومحاباة متعلقة بمنح التعاقدات لشركات أجنبية بأسعار مبالغ فيها. وتحدث المطران بعد ذلك عن حملة تشويه ضده يقف وراءها مسؤولون آخرون في الفاتيكان غير راضين من تصرفاته الرامية تطهير إجراءات للشراء. وطلب المطران عدم إبعاده عن الفاتيكان عقابا له على الكشف عما يراه فسادا . ويقول مراسلون إن ما تم كشفه يهدف بالأساس تشويه وزير خارجية الفاتيكان القوي الكاردينال تارسيسيو بيرتوني الموجود في المنصب منذ 2006. وذكر مدعون أن غابريل قال خلال التحقيق معه إنه كان يعلم بأن أخذ الوثائق خطأ لكنه أحس بأن الروح المقدسة تلهمه ليلقي الضوء على مشاكل رآها حوله. وقال إنه شعر أن البابا لم يكن على دراية بالأمر أو أنه كانت تأتيه معلومات خاطئة من مساعديه. ونقل عنه قوله بعد مشاهدة شر وفساد في كل مكان بالكنيسة...تأكد أن أي صدمة، حتى لو كانت صدمة إعلامية، ستمثل إجراء صحيا لإعادة الكنيسة إلى مسارها الصحيح. وقال البابا بنديكتوس السادس عشر بعد علمه بإلقاء القبض على خادمه السابق إن الخبر أحزن قلبه . وقام الفاتيكان باستدعاء علماء نفس لتحديد ما إذا كان غابريل مسؤولا عن تصرفاته أم لا. لكن جاءت النتائج متضاربة. وجاء بأحد التقارير أنه يمكن محاسبة غابرييل على تصرفاته، إلا أنه يعد خطِرا اجتماعيا ويسهل التأثير عليه وربما يقوم بتصرفات تعرضه وآخرين لمخاطر .