أعلن الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان في تونس الاربعاء ان الثورات العربية فاقمت من معدلات الجريمة ومن مخاطر "الارهاب" ودعا إلى الحزم "للقضاء على آفة" الارهاب بالمنطقة العربية. وقال الامين العام في افتتاح "المؤتمر العربي الخامس عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب" ان "التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية منذ العام الماضي أفرزت أزمات أمنية حادة كان لها تأثير مباشر في تفاقم معدلات الجريمة وأنماطها". واضاف بن علي كومان السعودي الجنسية ان "الانفلاتات الامنية التي عرفتهتا المنطقة العربية كانت تربة خصبة ترعرعت فيها كل انواع الجريمة، فنفقت سوق الاجرام المنظم، وازدهر الاتجار بالبشر وتضاعف نشاط منظمات الهجرة غير الشرعية وعصابات تهريب المخدرات". وأضاف "لم يكن الارهاب طبعا في منأى عن الاستفادة من هذه الاوضاع المغرية التي يسيل لها لعاب دعاته والمنظرين له، كيف لا وانتشار السلاح والمتفجرات يضع بين الارهابيين أداوات القتل والتدمير، واختلال ضبط الحدود ييسر تسلل العناصر والمقاتلين، والمناخ الفكري يسمح بتمرير الخطاب الارهابي عبر تلوينه بصبغة دينية باهتة دون شك، لكنها تنطلي للاسف على السذج والبسطاء". وتابع مخاطبا المسؤولين عن أجهزة مكافحة الارهاب في الدول العربية "إن هذه الاوضاع الطارئة تطرح على أجهزتكم تحديات جديدة لا بد من مواجهتها بحزم للقضاء على هذه الافة التي تعيق مشاريع التنمية وتقوض السلم الاجتماعي بل تعرض كيان الدول للخطر". وشدد على ان "المكافحة الامنية (..) التي حققت نتائج بارزة ووأدت اعمالات ارهابية في مهد التخطيط قبل أن تنشر القتل والدمار، لا تكفي وحدها لمكافحة الارهاب بل لا بد أن تؤازرها مواجهات متعددة". ودعا في هذا السياق إلى "مواجهة فكرية تفضح زيف (ما يزعمه الارهابيون من) خدمة الاسلام والمسلمين (...) ومواجهة اقتصادية تقضي على بؤر الفقر والعوز وتوفر سبل الحياة الكريمة، ومواجهة اجتماعية تقلص الهوة بين الطبقات وتقيم عدالة اجتماعية بين جميع الفئات". واكد انه "لا بد أن تعضد جهودكم جهود علماء الدين والجهات الاقتصادية والاجتماعية في الدولة والمجتمع في إطار شراكة حقيقية بين الشرطة والمواطنين وأجهزة الدولة وفعاليات المجتمع المدني من أجل القضاء على الارهاب والاجرام". ويعقد مؤتمر المسؤولين العرب عن أجهزة مكافحة الإرهاب بشكل سنوي في تونس بمقر الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التابعة لجامعة الدول العربية. وقالت الامانة العامة للمجلس إن "ممثلين عن مختلف الدول العربية إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (سعودية)" سيشاركون في المؤتمر الذي يعقد بشكل مغلق. ولم تذكر الأمانة العامة المواضيع التي سيبحثها المؤتمرون وقالت إنه سيتم إحالة ما سيصدر عن المؤتمر من توصيات إلى الاجتماع السنوي القادم لمجلس وزراء الداخلية العرب "للنظر في اعتمادها"، دون تحديد تاريخ الاجتماع.