إنطلقت في محكمة بمدينة تشينغدو الصينية الاثنين الجلسة السرية لمحاكمة قائد شرطة تشونغتشينغ السابق وانغ ليجون في أكبر فضيحة سياسية بالصين منذ سنين. ويواجه وانغ ليجون اتهامات بالإخلال بالواجب، واستغلال السلطة، والرشوة. وكان هروبه إلى قنصلية الولاياتالمتحدة في فبراير/شباط السبب وراء اندلاع الأحداث التي أدت إلى سقوط السياسي النافذ بو شيلاي. وقد حكم على زوجة بو بالإعدام مع وقف التنفيذ لتورطها في قتل رجل الأعمال البريطاني نيل هيوود. وكان من المتوقع أن تبدأ الخميس جلسات المحاكمة في تشينغدو، إلا أن وانغ يونتشاي، المحامية عن وانغ ليجون، ذكرت أن جلسة الاستماع بدأت مبكرا يوم الاثنين. وكانت وانغ، التي ليست لها صلة قرابة بموكلها، قد أخبرت جريدة الديلي تلغراف أن جلسة المحاكمة بدأت في الثامنة والنصف صباحا، وانتهت قريبا من الظهر . وأضافت: تضم المحاكمة جزءين، جزءًا معلنا وآخر سريا. ويشهد اليوم الجلسة السرية؛ حيث إنها تحوي أسرار الدولة، وتنظر في تهمتي الإخلال بالواجب والتلاعب بالقانون. ويقول جون سادوورث، مراسل بي بي سي من خارج محكمة تشينغدو، إن الصحفيين غير الصينيين لن يسمح لهم بحضور الجلسة العلنية من المحاكمة. ولا تزال مدة المحاكمة لوانغ غير محددة، على العكس من محاكمة غو كايلاي، زوجة بو، والتي استمرت ليوم واحد فقط. ويقول مراسلنا هناك إن هذه المحاكمة تأتي قبل انعقاد المؤتمر السنوي للحزب الشيوعي الصيني، والمزمع عقده خلال الأسابيع القادمة، حيث يرغب الحزب الشيوعي أن تسوّى هذه القضية قبل عملية الانتقال السياسي المهمة وتغييرالقيادة في البلاد. وأضاف أنه لولا توجُّه وانغ إلى الأمريكان، لما كان للتحقيق في قضية مقتل نيل هيوود أن يفتح على الأرجح، ولكانت غو كايلاي لا تزال حرة طليقة، وكان زوجها على وشك أن يربح لنفسه مقعدا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب، وهي أكثر الأجهزة السياسية نفوذا في الصين. وتقول تقارير الإعلام الصيني الأولية إن الأدلة الموجهة ضد السيد وانغ مادية وكثيرة . وطبقا لوكالة الأنباء الصينية شينخوا، يشير الاتهام الموجه إلى وانغ أنه كان على علم بأن غو متورطة في جريمة القتل، إلا أنه أخل بواجبه وتلاعب بالقانون لحسابات شخصية . ويقول المحللون إن رحلة الطيران التي استقلها وانغ في اتجاه القنصلية الأمريكية وضعت الصين في موقف محرج وتسببت في كشف بعض الأمور التي تتعلق بقضايا دبلوماسية وأسرار دولة. إلا أن التقارير تقول إن معظم المحللين يتوقعون أن يتلقى وانغ حكما مثل حكم زوجة بو، ليحكم عليه بالإعدام مع وقف التنفيذ. وفي محاكمة منفصلة عقدت في العاشر من أغسطس/آب، اعترف أربعة ضباط شرطة كبار من مدينة تشونغكينغ بما نسب إليهم من تهم بإخفاء الأدلة التي تورِّط غو في جريمة القتل. وطبقا لوكالة الأنباء الفرنسية، ذكر مسؤول في المحكمة أن الأربعة تلقوا أحكاما بالسجن تتراوح ما بين خمس سنوات و11 سنة. وقبل سقوطه، كان بو، وهو مدير وانغ السابق في تشونغكينغ، مرشحا لكي يترقى ويشغل منصبا بين الرتب القيادية العليا. ولم يظهر بو للعيان منذ تلك الفضيحة، كما نشر أنه كان يواجه تحقيقا من قبل مسؤولي الانضباط بالحزب. وكان ينظر إلى وانغ على أنه ضابط موال لبو. إلا أنه في أوائل فبراير/شباط، أفادت حكومة مدينة تشونغكينغ أن وانغ جرى نقله لوظيفة أخرى. وبعد أربعة أيام، هرب وانغ إلى القنصلية الأمريكية قريبا من تشينغدو، حيث يعتقد كثيرون أنه طلب اللجوء هناك، وكان قد قضى ليلة واحدة قبل أن يتم إقناعه بالمغادرة. ثم قام بتسليم نفسه للشرطة، ومنذ ذلك الوقت وهو رهن الاحتجاز. وطبقا لوزارة الخارجية البريطانية، كان وانغ قد قدم وهو في القنصلية بعض المزاعم حول مقتل هيوود. وبعد ذلك بقليل، طُرد بو، ووجه الاتهام لزوجته ثم أدينت بقتل هيوود. وقد بدأ وانغ، (52 عاما) الذي يعرف عنه شدته في مواجهة الجريمة المنظمة، مشواره المهني في تطبيق القانون بمنطقة مونغوليا الداخلية عام 1984، ثم انتقل عام 2008 إلى مدينة تشونغكينغ جنوب غرب الصين.