اجبر اضراب تاريخي لمضيفي لوفتهانزا الذين يطالبون بتحسين اجورهم، اكبر شركة المانية للطيران على الغاء مئات الرحلات الجمعة. وقال متحدث باسم الشركة لوكالة فرانس برس ان "اكثر من 100 الف مسافر تأثروا (بالاضراب)". وتم الغاء حوالى نصف رحلات الشركة ليوم الجمعة البالغ عددها 1800 رحلة بسبب الاضراب الذي بدأ منتصف ليل الخميس الجمعة (22,00 تغ). وتابع المتحدث "كافة المناطق في المانيا وكافة انواع الرحلات (المتوسطة والطويلة) تأثرت". وتم حتى الساعة تفادي الفوضى في مطار فرانكفورت، ثالث اكبر المطارات الاوروبية واول محطة جوية للوفتهانزا. فقد تم ابلاغ المسافرين مسبقا عبر الرسائل النصية بالغاء رحلاتهم بحسب متحدث باسم لوفتهانزا. كما تم نشر معلومات عن الرحلات الملغاة على شبكة الانترنت. وخلت باحات مطار برلين من الركاب، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. وقال رئيس نقابة مضيفي الطيران (او اف او) نيكوليه بوبليز "لقد استعدت لوفتهانزا جيدا هذه المرة على ما يبدو". وتطالب النقابة التي تضم ثلثي مضيفي ومضيفات لوفتهانزا البالغ عددهم 18 الفا، برفع الاجور بنسبة 5 بالمئة للطواقم الجوية بمفعول رجعي اعتبارا من كانون الثاني/يناير بعد ثلاث سنوات من تجميد الرواتب. وبالنسبة للسبت، قال المتحدث باسم لوفتهانزا ان 13 رحلة تم الغاؤها حتى الساعة بسبب تداعيات الاضراب. وبحسب النقابة فان الاضراب هو الاكبر في تاريخ لوفتهانزا، وهو ما لم تعلق عليه الشركة. ونظمت النقابة تظاهرات في جوار عدد من المطارات، كما حصل في فرانكفورت حيث تجمع مئات الاشخاص يرتدون سترات صفراء وحاملين لافتات كتب عليها "نحن قلب لوفتهانزا"، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. وتعارض النقابة استخدام المضيفين الجويين المؤقتين على متن طائرات لوفتهانزا وهو ما لجأت اليه الشركة منذ حزيران/يونيو الماضي. وعرضت لوفتهانزا زيادة اجورها بنسبة 3,5 بالمئة وعدم تسريح العمال، او توقيع عقود عمل لاجل محدد او الاستعانة بموظفين مؤقتين، مرحليا على الاقل. واستبعد بوبليز اللجوء الى مزيد من الاضرابات "في الايام القادمة"، مفسحا المجال لتحقيق تقدم في المفاوضات. وقال "تلقينا اشارات واضحة بان لوفتهانزا ستتحرك". ومن المقرر ان تجري مفاوضات بين النقابة وادارة الشركة بعد ظهر الجمعة في فرانكفورت، بحسب ما افاد المتحدث باسم النقابة، مشيرا الى عدم توفر "معلومات" لديه حول مضمونها. ومن الممكن تعيين وسيط لمحاولة تخفيف النزاع بين الادارة والنقابة، وهي خطوة رائجة في المانيا. وقال بوبليز "نحن مجبرون على التوصل لاتفاق. نحن بحاجة الى وسيط". واورد التلفزيون الرسمي الالماني ان فرانتس مونتيفيرينغ الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديموقراطي قد يكون الوسيط في هذه المفاوضات. وكان التحرك بدأ الجمعة الماضي باضراب لمدة ثماني ساعات في مطار فرانكفورت قبل ان يشمل مختلف المناطق الالمانية.