تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية كان من بينها الشأن السوري وبعض القضايا الاخرى. ولكن القضيتين الرئيستين اللتين ابرزتهما جميع الصحف البريطانية السبت كانتا نشر صحيفة الصن صورا للامير هاري وهو عار والحكم على اندرياس بريفيك مرتكب مجزرة النرويج. نبدأ من صحيفة فاينانشال تايمز، حيث اعد بورزو داراغاهي تحقيقا عن التحرش بالنساء في مصر بعنوان دوريات لحماية النساء المصريات . ويستهل داراغاهي التحقيق قائلا إن مجموعات من المتطوعين تصدرت الحملة ضد وباء التحرش الجنسي. ويقول داراغاهي إن مجموعات من الشباب يرتدون سترات صفراء انتشرت في محطات المترو للحيلولة دون ركوب الرجال في العربات المخصصة للنساء. ويضيف داراغاهي أن مساعي هؤلاء الشباب جاءت لتمثل نوعا من الشرطة العلمانية الليبرالية للحفاظ على الاخلاقيات العامة، وجاءت كرد على التحرش اللفظي والجسدي الصارخ والمتزايد ضد النساء في الاماكن العامة في مصر مما يؤدي إلى ثنيهن عن المشاركة في الحياة العامة . ويقول داراغاهي إن دراسة اعدت عام 2010 بتمويل من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة خلصت إلى ان معظم حالات التحرش تجري بين السابعة صباحا والثانية عصرا، وبينما تذهب النساء والفتيات إلى مدارسهن واعمالهن. ويرى داراغاهي أن هذه الدوريات تأتي متماشية مع ومدفوعة بروح ثورة العام الماضي، التي يخشى البعض أنها تسببت في حالة من الفوضى ينظر إليها على انها اسهمت في زيادة وتيرة التحرش الجنسي. وقالت نهال سعد زغلول، وهي ناشطة في جمعية بسمة التي بدأت مبادرة دوريات مكافحة التحرش، لداراغاهي إن المشكلة تكمن في ان 50 في المئة من المصريين يخافون من ال 50 في المئة الاخرى مما يمنع النساء من الخروج للعمل . ويقول داراغاهي إنه وفقا لدراسة غيوم في سماء مصر التي اعدت سنة 2010 وشاركت فيها الف امرأة وفتاة مصرية، فإن 83 في المئة من المستطلعة آراؤهن قلن إنهن تعرضن للتحرش اللفظي او الجسدي، وأن 46.1 منهن قلن إنهن يتعرضن للتحرش بصورة يومية. ووفقا للدراسة ذاتها، فإن ثلثي الرجال المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم تحرشوا بالنساء، والقى معظمهم اللوم على ارتداء النساء ثيابا مثيرة. ويقول داراغاهي إنه على النقيض مما يقوله الرجال، اوضحت الدراسة أن اغلب من تعرضن للتحرش كن يرتدين ملابس فضفاضة والحجاب. ووفقا للدراسة ايضا يتراوح عمر أغلبية المتحرشين بين 19 و24 سنة، ولكن بعضهم اقل عمرا من ذلك بكثير. وقال محمد الخطيب، وهو ناشط في مشروع هاراسماب (خريطة التحرش)، وهو موقع على الانترنت توجد فيه خريطة ترصد التحرش والمناطق التي يكثر بها، لداراغاهي إن التحديق في النساء والغمز والصفير ولمس بعض اجزاء جسم المرأة تعد من الانشطة التي يقوم بها الصبية كي يشعروا انهم رجال . ويقول داراغاهي إن معظم المتحرشين ينكرون ان ما يقومون به يعد تحرشا وينفون ان قول كلمات نابية او ذات إيحاءات جنسية للنساء وهن يمشين أو لمسهن يعد خطأ و منافيا للقانون. ننتقل إلى صحيفة الغارديان، حيث اعد مارتن تشولوف، مراسل الصحيفة في بيروت، تقريرا بعنوان انتكاسة للثوار بينما تضرب القوات السورية دمشق . ويقول تشولوف إنه مع اشتداد العنف في حلب، عادت الحرب بشدة الى العاصمة السورية دمشق. ولكن الطرف المهاجم في دمشق هو القوات الحكومية وليس الثوار، الذين تراجع نفوذهم في دمشق. ويضيف أن تقدم المقاومة المسلحة في دمشق، الذي هز النظام منذ 18 يوليو / تموز مع مقتل عدد من اكبر القيادات الامنية في البلاد، لا يجري وفقا للتوقعات. ويقول تشولوف إن هجوم المعارضة المسلحة على العاصمة شجع عددا كبيرا على الانشقاق عن النظام أو الجيش، وادى الى ارتفاع كبير في المعنويات في مناطق مختلفة من سوريا، حيث بدا للمرة الأولى ان النظام فقد بعضا من ثباته وقوته. ويضيف تشولوف إنه منذ ذلك الحين شددت القوات الحكومية من هجماتها على مواقع المعارضة المسلحة التي يبدو أن قوتها وقدرتها على الرد بدأت تفتر. ويقول إن المعارضة المسلحة تظهر المزيد من القدرة على تنسيق جهدها وعملياتها، ولكنها ما زالت غير قادرة على الانتفاع بصورة كبيرة من الجنود والقوات المنشقة عن الجيش النظامي. ويقول تشولوف إنه علاوة على ذلك فان قلة الاسلحة القادرة على مهاجمة الدبابات والطائرات يحد من قدرة المعارضة المسلحة على المقاومة. وشغلت جميع الصحف البريطانية بالحكم على اندرياس بريفيك، مرتكب مذبحة النرويج الذي فتح النار على مخيم صيفي للشباب في جزيرة قبالة أوسلو، بالسجن 21 عاما. وكانت المحكمة قد قضت الجمعة بأن بريفيك يتمتع بقواه العقلية وأدانته بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 77 شخصا العام الماضي. واعد جوليان برغر في صحيفة الغارديان تحليلا عن محاكمة بريفيك والحكم عليه بعنوان القاتل السجين يحصل على منصة لادانة التعددية الثقافية . ويقول برغر إن بريفيك سعى جاهدا إلى ان يحاكم على انه ليس مختلا عقليا بل يتمتع بكامل قواه العقلية لأن هذا يؤكد على انه فعل فعلته عن قناعة وعن أنه معتنق تماما للفكر اليميني المتطرف المناهض للهجرة والتعددية الثقافية في اوروبا. ويقول برغر إن بريفيك يتطلع لزنزانته في السجن كنقطة انطلاق ينشر منها فكره المتطرف مستفيدا من الاهتمام الاعلامي الذي صاحب جريمته ومحاكمته. ويضيف برغر إن زنزانة بريفيك ستكون مزودة بجهاز كومبيوتر غير متصل بالانترنت يمكنه استخدامه لكتابة مؤلفات يروج فيها لافكاره. ويقول برغر إن شهرة بريفيك لم تخف على متطرفين آخرين في القارة الاوروبية التي تعاني مشكلات اقتصادية يعزو المتطرفون الكثير منها الى ارتفاع معدلات الهجرة. ويضيف أنه في الاسبوع الماضي القت الشرطة التشيكية القبض على شاب عثر في شقته على اسلحة ومتفجرات واطلق على نفسه على الانترنت اسم بريفيك، تيمنا ببريفيك النرويج.