باريس (رويترز) - قالت منظمة أطباء بلا حدود الانسانية يوم الثلاثاء إن المسعفين في سوريا عالجوا المزيد من الاصابات الناجمة عن قصف بالدبابات والطائرات خلال الشهر المنصرم في أحدث دلالة على ان القوات الحكومية تستخدم أسلحة ثقيلة لمحاولة سحق الانتفاضة. وقالت المنظمة الطبية ان الجروح التي تلحق بضحايا العنف تفاقمت منذ الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة في 18 يوليو تموز والذي أسفر عن مقتل أعضاء من الدائرة المقربة للرئيس بشار الأسد منهم وزير دفاعه وصهره. وأضافت المنظمة ان مسعفين تابعين لها يرون ان الاصابات الناجمة عن قصف بالدبابات وقصف جوي ومدفعية ثقيلة زادت عن أي وقت مضى خلال الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا والتي سقط خلالها 18 الف قتيل. وقال براين مولر اخصائي التخدير الذي يقود بعثة لمنظمة اطباء بلا حدود في شمال سوريا لرويترز "رأينا تغييرات كبيرة بعد تفجير قوات الامن في دمشق في يوليو بسبب تراجع الامن." وأضاف "هذا الهجوم جرأ الجيش السوري الحر ومن ثم بدأنا نرى اصابات ناجمة عن قصف بذخيرة كبيرة...الاصابات بشعة." وتقول الاممالمتحدة ان ما لا يقل عن 170 الف شخص غادروا سوريا بسبب اعمال العنف وان 2.5 مليون اخرين في حاجة للمساعدة داخل سوريا. وقالت اطباء بلا حدود ومقرها باريس والتي رفضت حتى الان الكشف عن تفاصيل بخصوص عملياتها في سوريا انها ارسلت فريقا من المسعفين إلى شمال سوريا في يونيو حزيران لاقامة مستشفى يعمل طوال الوقت منذ ذلك الحين. واجرى الفريق الطبي حتى الان حوالي 150 عملية في المستشفى لسيدات واطفال ورجال منهم مقاتلون من الجيش السوري الحر اصيبوا بجروح تراوحت من نيران القناصة إلى جروح نافذة من قذائف مورتر ثقيلة والتي تتفتت إلى شظايا عند ارتطامها بالهدف. وقال طاقم اطباء بلا حدود الذي عاد إلى مقر المنظمة في باريس هذا الاسبوع ليحل محله طاقم آخر للصحفيين ان من بين المسعفين السبعة التابعين للمنظمة في سوريا جراحون واطباء تخدير ويعاونهم نحو 50 من العمال المحليين. وقال المدير العام لاطباء بلا حدود فيليب روبيرو لرويترز ان المنظمة ابلغت السلطات السورية بشأن المستشفى وطلب منها "بأدب" مغادرة البلاد. لكنه اضاف ان المنظمة لم تتلق اي تهديدات مباشرة وتعمل في منطقة آمنة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. ومع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بسبب الخلافات بين القوى العالمية والمنافسة بين دول المنطقة فإن سوريا تواجه صراعا طويلا يهدد الشرق الاوسط بتداعياته الطائفية. وترسل منظمة اطباء بلا حدود مسعفين إلى سوريا لفترات قصيرة منذ ما يقرب من عام وتعمل مع جماعات محلية. وقالت انها قررت التحرك بنفسها في منطقة لا تسيطر عليها قوات الأسد وذلك بعد ان فشلت في الحصول على موافقة من الحكومة لاقامة مستشفى ميداني. ويستوعب المستشفى 30 مريضا كحد اقصى وتضم 12 سريرا وغرف عمليات وجهازا للموجات فوق الصوتية. وقال روبيرو "بحثنا عن مكان نستطيع ان نضمن فيه الوصول إلى المصابين وان يتوافر فيه الامن لموظفينا ومواصلة الرعاية ولهذا قررنا المخاطرة باقامة مستشفى يعمل طول الوقت داخل سوريا." وقالت اطباء بلا حدود ان معظم المصابين يعلمون بأمر المستشفى من خلال تناقل الحديث بشأنها من شخص إلى اخر وان بعض من تلقوا العلاج قطعوا نحو 150 كيلومترا للوصول اليها. والمستشفى لديه امدادات تكفي لاسبوعين وفي حين يصعب ادخال امدادات الى البلاد فقد اتاحت الشبكة المحلية للمنظمة ان يواصل المستشفى عمله حتى الان. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير عماد عمر)