وصل سعيد جليلي ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الى دمشق الثلاثاء للقاء الرئيس السوري بشار الاسد، كما ذكر التلفزيون الحكومي الايراني. وقال التلفزيون على موقعه الالكتروني ان "جليلي سيلتقي الرئيس بشار الاسد ومسؤولين سوريين كبارا آخرين"، موضحا ان جليلي سيعقد مؤتمرا صحافيا بعد ذلك. وايران هي الحليفة الرئيسية لسوريا في المنطقة وتتهم الولاياتالمتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية المسلحة لاسقاط النظام. من جهتهم يتهم المعارضون السوريون والولاياتالمتحدةايران بدعم النظام السوري عسكريا. ووصل جليلي سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي في ايران الى دمشق قادما من بيروت حيث كان يقوم بزيارة رسمية. واكد جليلي في بيروت مجددا ضرورة ايجاد حل للنزاع في سوريا "وفق القواعد الديموقراطية وليس عبر ارسال الاسلحة واراقة الدماء". واضاف ان الدول التي "تعتقد انها تستطيع الحصول على الامن عبر تأجيج الاضطرابات في دول المنطقة بارسال اسلحة وتصدير الارهاب، مخطئة". وتابع انه "على اصدقاء سوريا المساعدة في الوقف التام للعنف وتنظيم حوار وطني وانتخابات عامة في هذا البلد وارسال المساعدة الانسانية للتخفيف عن السكان". من جهة اخرى، صرح دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي سيقوم بزيارة قصيرة الى تركيا بعد ظهر الثلاثاء للبحث في الوضع في سوريا. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته ان صالحي اقترح مساء الاثنين القيام بهذه الزيارة. وسيلتقي صالحي نظيره التركي احمد داود اوغلو، حسب الدبلوماسي نفسه. وتأتي هذه الزيارة بعد خطف 48 ايرانيا في عملية تبناها الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش السوري النظامي ومدنيين حملوا السلاح. الا ان الدبلوماسي التركي الذي اعلن عن الزيارة لم يوضح ما اذا كان مصير الرهائن الايرانيين وهم زوار شيعة حسب ايران وعسكريون حسب المعارضة السورية المسلحة، سيبحث خلال اللقاء. وكان صالحي قد طلب من داود اوغلو خلال اتصال هاتفي الاحد "تدخل" تركيا للمساعدة في اطلاق المخطوفين الايرانيين. وذكرت وكالة انباء الاناضول الثلاثاء ان "جنرالا" سوريا يرافقه 12 ضابطا فروا ووصلوا الى تركيا مع اكثر من الف لاجىء في الساعات ال24 الاخيرة. واعلن حتى الآن عن فرار اكثر من عشرين "جنرالا سوريا"، لكن السلطات التركية لا تستطيع تأكيد عدد الموجودين حاليا على اراضيها لان بعضهم عاد الى سوريا ليقاتل النظام. وقالت ان 1137 سوريا وصلوا في الساعات ال24 الماضية ما يرفع الى حوالى خمسين الف شخص عدد الذين لجأوا الى تركيا منذ بداية الازمة. وقد عبر مئات العسكريين خلال الاشهر الاخيرة الحدود التركية يوميا للانضمام الى الجيش السوري الحر مع ضباط في اغلب الاحيان. وتلقى النظام السوري الاثنين ضربة قوية بانشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب وانضمامه الى "الثورة" بعد انتقاله الى الاردن مع وزيرين آخرين، ليصبح بذلك اعلى مسؤول سياسي ينشق عن النظام برئاسة بشار الاسد منذ بدء الاضطرابات في البلاد قبل حوالى 17 شهرا. وسرعان ما اعتبرت الادارة الاميركية ان هذا الانشقاق دليل على ان الرئيس السوري بشار الاسد "فقد السيطرة" على البلاد وان "ايامه معدودة"، في حين راى وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس ان هذه الخطوة تكشف "هشاشة" النظام، وقالت الخارجية الالمانية انها تشير الى "التآكل" السريع للنظام. وذكر الاعلام الرسمي السوري ان حجاب اقيل من منصبه، وانه ابلغ بقرار اعفائه الليلة الماضية. واصدر الرئيس السوري مرسوما بتكليف النائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الادارة المحلية المهندس عمر غلاونجي بتسيير اعمال الحكومة مؤقتا. وقلل وزير الاعلام السوري عمران الزعبي من اهمية انشقاق رئيس الوزراء. وقال بعد اجتماع "استثنائي" لمجلس الوزراء برئاسة غلاونجي ان "سوريا دولة مؤسسات، و(...) ان انشقاق الاشخاص مهما علت رتبهم او مواقعهم لا يغير ولا يؤثر في نهج الدولة السورية".