اعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة ان روسيا "قلقة جدا من التطور الخطير" للوضع في سوريا، ودعت الى فعل "كل ما يمكن فعله لوقف سفك الدماء" في هذا البلد. وقالت الوزارة في بيان ان "موسكو قلقة جدا من التطور الخطير للوضع في سوريا واستمرار اعمال العنف والاستفزازت الرامية الى توسيع نطاق النزاع وزيادته وحشية". واضاف البيان ان "معاناة المدنيين السوريين لا تنفك تزداد"، وان الحياة في حلب (شمال)، ثاني كبرى مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية، "مشلولة جزئيا" بسبب المعارك العنيفة التي تشهدها بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. وفي هذا السياق قالت الوزارة "نحن نعتبر انه من المهم جدا فعل كل ما يمكن فعله لوقف سفك الدماء وقتل الابرياء" في سوريا. وقتل اكثر من 20 الف شخص في سوريا منذ انطلاق حركة الاحتجاج ضد النظام في اذار/مارس 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وموسكو التي تدعو الى تسوية سياسية للنزاع حذرت السبت من خطر وقوع "مأساة" في حلب، ثاني مدن سوريا. وقالت الوزارة ان روسيا "قلقة" ايضا لمعلومات افادت عن تلقي مقاتلي المعارضة اسلحة ثقيلة من الخارج خصوصا منظومات مضادات للطيران واعربت عن خشيتها من استخدامها "ضد اهداف مدنية". وتابعت الوزارة ان "مساعدة ودعم المعارضة المسلحة يتناقضان مع القرارات التي تم تبينها بالاجماع في مجلس الامن الدولي ولخطة انان" التي تدعو الى "تسوية سلمية للنزاع (...) وليس الى تشجيع الاعمال الدموية للمجموعات المسلحة السورية الخارجة على القانون". وكانت موسكو اعتبرت انه "من غير الواقعي" تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى. وترفض روسيا اتهامها بدعم نظام بشار الاسد مؤكدة انها تعتمد نهجا متوازنا. وتنتقد موسكو الغرب لانحيازه الى جانب مقاتلي المعارضة، وقد سبق لها ان استخدمت مع بكين ثلاث مرات حق النقض لمنع صدور قرارات عن مجلس الامن الدولي تدين النظام السوري او تهدده بعقوبات. ويبدو ان روسيا اخذت في الاسابيع الماضية مسافة من نظام الاسد من دون ان تغير موقفها المعارض مبدئيا لسياسة التدخل في ازمة تعتبرها "داخلية".