تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين استخدام العنف في سوريا من قبل الحكومة ويطالب في الوقت ذاته بانتقال سلمي سياسي. كما انتقد مشروع القرار غير الملزم مجلس الأمن لفشله في اتخاذ اجراءات لوقف العنف. وأوضح القرار أن الجمعية العامة تأسف لفشل مجلس الأمن في الاتفاق على إجراءات لضمان اذعان السلطات السورية لقراراته . وأقرت الجمعية العامة القرار بموافقة 133 عضوا واعتراض 12 وامتناع 33 دولة عن التصويت. وكان المندوب السعودي الذي أعدت بلاده القرار قد دعا أعضاء الجمعية العامة بالتصويت بالموافقة. من جهته اتهم مندوب سوريا في الأممالمتحده بشار الجعفري كلا من الغرب ودول خليجية بدعم ما سماه خلايا ارهابيه في سوريا. وقال الجعفري إن الدول نفسها التي ترعى القرار لها اليد الطولى في عسكرة الوضع في سوريا ودفعع بعيدا عن الحل السياسي المنشود وذلك عن طريق تقديم السلاح للمجموعات الإرهابية في سوريا . وأضاف الجعفري أن هذه الدول مثل السعودية وقطر والبحرين دول مستبدة ولا يمكن اعتبارها واحة لحقوق الإنسان . وقبل التصويت على القرار، حذر الأمين العام للأمم المتحده بان كي مون من احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في القتال الدائر في حلب بين قوات الحكومة السورية والمعارضه المسلحة. كما حذر بان كي مون من حرب أهلية طويلة الامد في سوريا تؤدي الى تحطيم النسيج الاجتماعي السوري وزعزعة الاستقرار في المنطقة . ويأتي التصويت على هذا القرار بعد يوم واحد من استقالة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان من منصبه. وكان عنان يسعي إلى تطبيق خطة من ست نقاط منذ بدء مهمته في فبراير/ شباط الماضي، لكنه آثر التخلي عن مهمته بعد اكثر من خمسة أشهر. ويرى مراقبون أن استقالة عنان هي اعتراف صريح بفشل العملية السياسية في سوريا. حلب وحماة ودمشق في هذه الاثناء، تصاعدت حدة العمليات العسكرية في حلب، حيث واصل الجيش الحكومي قصف مواقع الجيش السوري الحر، كما شهدت مدينة حماة والعاصمة دمشق معارك متواصلة. وتحاول القوات الحكومية استعادة مناطق استولى عليها الجيش السوري الحر في حلب خلال الاسبوعين الماضيين. وقال الجيش الحر يوم الجمعة إنه استولى على 50 في المئة من مساحة المدينة، لكن لا يمكن التأكد من صحة هذا الزعم من مصادر مستقلة. وابلغ هيرفي لادوس رئيس بعثة المراقبين مجلس الأمن الدولي أن المراقبين في حلب يلحظون تراكما كبيرا للوسائل العسكرية . وتابع معلقا على الأوضاع في حلب لدينا من الأسباب ما يدفعنا للاعتقاد بأن المعركة الرئيسية على وشك البدء . تبادل اتهامات وقال ناشطون معارضون إن 170 شخصا على الأقل قتلوا في مختلف أنحاء البلاد يوم أمس الخميس، بينهم العشرات في حماة الواقعة جنوب حلب. وقتل ما لا يقل عن 15 شخصا بقذائف هاون اطلقت على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة دمشق في وقت متأخر من يوم الخميس. وسارعت الحكومة وقوات المعارضة بتبادل الاتهامات بشان هذا الحادث. ويقول الناشطون المعارضون إن اكثر من 20 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين العزل، قتلوا في سوريا خلال 17 شهرا هي عمر الانتفاضة السورية. ايران وبريطانيا على صعيد التطورات السياسية، اتهمت ايران الجمعة من سمتهم ب الدول المتدخلة بإفشال مهمة عنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين ميهمانباراست أن تلك الدول غير راضية عن جهود عنان لوقف نقل الأسلحة إلى سوريا ووقف الأعمال الإرهابية . ولم يذكر ميهمانباراست دولا بعينها، لكن طهران كانت اتهمت السعودية وقطر وتركيا بتسليح المعارضة السورية بالتعاون مع الولاياتالمتحدة واسرائيل. في هذه الاثناء اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده سترسل المزيد من الدعم غير العسكري إلى قوات المعارضة السورية خلال الأسابيع القادمة. وكانت وسائل إعلام امريكية ذكرت في وقت سابق أن الرئيس باراك اوباما وقع امرا يسمح بتقديم الدعم لقوات المعارضة السورية.