قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه تلقي "تقارير مروعة" حول اعدامات واعتقالات ميدانية قامت بها قوات الأمن السورية في مدينة حمص، فيما نفي مندوب سوريا هذه التقارير. وذكرت قناة "العربية" اليوم السبت عن وجود أنباء تتحدث عن ابادات جماعية في وقت وصف فيه صحفي فرنسي قصف حمص بأنه "مذبحة عشوائية" لساكنيها وأن الأطفال ينتظرون الموت . وأعرب كي مون عن قلقه من ان قوات الرئيس السوري تنفذ بصورة تعسفية اعدامات واعتقالات وتعذيبا في حمص بعد منع الصليب الاحمر من دخول حي بابا عمرو الذي تعرض للدمار. وأكد كي مون الذي كان يتحدث امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أن السلطات السورية ارتكبت جرائم واضحة ضد الانسانسية وعلى نطاق واسع ضد المدنيين السوريين. ويُنظر إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص السورية على أنه "رمز للمقاومة" ضد نظام الأسد الذي حاصرت قواته الحي وقصفته بالدبابات لأسابيع مخلّفة قتلى وجرحى بين سكان بابا عمرو. ويشار الي ان "الجيش السوري الحر" انسحب من حي باب عمرو الخميس الماضي فيما قال مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية السورية إن قوات الأمن قامت "بتطهير" بابا عمرو من المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من "أطراف خارجية". وقال ناشطون معارضون إن الأمن السوري قتل مسلحين بقوا في الحي لتأمين انسحاب عناصر "الجيش السوري الحر". وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش قتلت تسعة وخمسين مدنياً أثناء قمعها للتظاهرات التي خرجت في عدة مناطق سوريا. وأفادت الهيئة أن قوات الجيش شنت هجوماً مدفعياً على أحياء في وسط حمص، وفي حلب فجّرت قوات الأمن عبوات ناسفة داخل حاويات القمامة لوقف التظاهرات المعارضة حسبما أفاد ناشطون معارضون تحدثوا أيضاً عن إطلاق رصاص حي على المتظاهرين في الجامع الكبير في دير الزور. وقد أعلن بان كي مون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "أن مدينة حمص تعرضت الخميس لهجوم كبير" وأن "الخسائر في صفوف المدنيين كانت ضخمة"، مضيفا أنه تلقى "تقارير مروعة" عن وقوع عمليات "إعدام دون محاكمة واعتقال تعسفي وتعذيب". شائعات وقال بشار الجعفري السفير السوري لدى الأممالمتحدة إن "ملاحظات الأمين العام تستند إلى أراء وشائعات بغرض التشهير بالحكومة السورية". وأوضح الجعفري أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يعلم حقيقة الوضع في سوريا مكرراً تأكيده على أن المعارضة السورية تتكون من "مجموعات إرهابية مسلحة". وكان السفير السعودي عبد الله المعلمي وصف "الفيتو" الروسي والصيني ، على قرار سابق كان يهدف لإدانة دمشق ، بأنه جاء كضوء أخضر لسوريا من أجل القضاء على الثورة الشعبية وقتل مزيد من "المدنيين غير المسلحين". وقال المعلمي أن "النظام السوري" "يتصرف وكأنه في سباق مع الزمن لإنهاء المهمة" قبل أي خطوة أخرى داخل مجلس الأمن الدولي، مضيفا إن الأسابيع الماضية شهدت تصاعداً مستمراً في الهجمات ضد المدنيين. ويشار الي ان الأممالمتحدة قالت في وقت سابق إن أكثر من 7500 مدني قُتلوا خلال أحد عشر شهراً منذ بدء الحكومة السورية قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية. ونفى بشار الجعفري أن تكون بلاده رفضت دخول وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، فاليري أموس إلى سوريا، مؤكدة ان سوريا كانت "جاهزة" لاستقبالها. استنفار لبناني وعلي صعيد متصل، ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية ان الأوساط الرسمية اللبنانية السياسية والأمنية تعيش حالة من الاستنفار غير المعلن لمواكبة التطورات العسكرية في سوريا، خاصة بعد الاعلان عن سقوط حي بابا عمرو في مدينة حمص . واتخذت إجراءات أمنية مشددة على الحدود ، مخافة تدفق مجموعات كبيرة من المسلحين السوريين وغير السوريين الى المناطق القريبة من الحدود مع لبنان ، خاصة بعد توافر معلومات عن أن اكثر من 150شخصا دخلوا لبنان خلال الايام القليلة الماضية تسللا عبر المعابر غير القانونية في البقاع وعكار. وتبين أن بعضهم كان مصابا بطلقات نارية ويعتقد بأنهم من المسلحين الفارين من بابا عمرو وسواها من المناطق التي دخلها الجيش السوري، عدا العشرات من الأجانب الذين يدخلون ويخرجون تحت ستار صحفيين أو أطباء أو هيئات إنسانية . وذكرت الصحيفة ان رفع حالة الاستنفار القصوى لمنع تسلل المسلحين بعد تقاطع معلومات لبنانية وسورية على وجود توجه عسكري سوري لإنهاء كل مظاهر التمرد العسكري في مناطق الخالدية والرستن وتلكلخ والقصير القريبة من حدود لبنان ، خاصة بعد ابلاغ السلطات اللبنانية رسميا بضرورة التشدد في مراقبة الحدود، لا سيما متابعة وضع الفارين المصابين تحت ستار نازحين، خشية ان يكون بينهم عناصر من "القاعدة" أو التكفيريين غير معروفي الهوية، الذين يمكن ان يخلقوا "حالة ما في لبنان قد تتحول مع الوقت الى نهر بارد جديد، ما قد يكلف لبنان الكثير، خاصة مع تعذر التمييز بين النازحين المدنيين وبين المسلحين المتسللين بعنوان انساني . وأشارت الى وجود استياء سوري من دخول عدد كبير من الجرحى الى لبنان ممن تبين لاحقا أن معظمهم من المقاتلين حيث يتم احتضانهم ولا يتولى اي طرف رسمي لبناني التحقيق معهم، وبينهم أشخاص من جنسيات عربية وأجنبية عدة وليس سورية وحسب ، وان لبنان أبلغ ان هناك مصلحة لبنانية قبل ان تكون سورية في التشدد بضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين والسلاح، خاصة بعد التأكد من ان هناك تعاونا وتنسيقا يجري على كل المستويات بين المسلحين وقياداتهم ومموليهم في الخارج وبين اطراف لبنانية تعمل على تسهيل مرور السلاح والمسلحين.
فيما تقوم السلطات السورية بالتحقيق مع المسلحين الاجانب والعرب الموقوفين من اجل تكوين ملفات خاصة بكل دولة من دولهم لاستخدام ذلك في "الحساب السياسي" مع هذه الدول، حيث تقول مصادر سورية موثوقة ان هناك ضباطا أوروبيين تم اعتقالهم في بابا عمرو والزبداني، وسيتم عرضهم عبر الاعلام السوري في فترة قريبة جدا.