القاهرة/غزة (رويترز) - اجتمع اسماعيل هنية قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس بالرئيس المصري محمد مرسي يوم الخميس في زيارة رسمية تمثل تحولا كبيرا في موقف القاهرة من حركة حماس بعد انتخاب رئيس لمصر ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين. وقال مسؤول فلسطيني إن رئيس المخابرات المصرية وعد باتخاذ اجراءات لزيادة تدفق امدادات الوقود التي تقدمها قطر لغزة عبر مصر والمطلوبة هناك لتخفيف انقطاعات الكهرباء في القطاع. لكن لم ترد اشارة فورية على ان القاهرة مستعدة لفتح حدودها مع غزة للدرجة التي تطلبها حماس وهو امر يقول محللون انه يعود جزئيا إلى النفوذ الذي ما زالت تتمتع به المؤسسة الأمنية التي ترجع لعهد مبارك. وقال هاني المصري المعلق السياسي الفلسطيني ان قلب مرسي مع حماس لكن عقله في مكان آخر وانه سيعطيهم بأقصى ما يستطيع لكنه لن يستطيع اعطاءهم الكثير لأن سلطاته مقيدة. واحتفلت غزة بفوز مرسي واعتبرته نقطة تحول للقطاع الذي يختنق اقتصاده بفعل الحصار الذي تضربه اسرائيل عليه والذي شاركت فيه مصر بمنع عبور اي شيء عبر الحدود ماعدا القليل من البشر. لكن كرئيس للدولة على مرسي ان يوازن بين الدعم لغزة والحاجة إلى احترام الالتزامات الدولية بما فيها معاهدة السلام مع اسرائيل. وقال مصطفى كمال السيد المحلل السياسي المصري ان على مرسي ان يكون حذرا. واضاف ان المخابرات والجيش سيكون لهما القول الفصل في هذه المسألة. وغادر وفد حماس القصر الرئاسي في القاهرة بعد اجتماع هنية بمرسي دون الادلاء بأي تصريحات. وقال متحدث باسم مرسي ان الاجتماع تناول موضوعات من بينها "رفع الحصار ومعاناة الناس في غزة" والمصالحة مع السلطة الفلسطينية في رام الله التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويحاول مرسي الذي تولى منصبه في 30 من يونيو حزيران تعزيز سلطته على دولة ما زال يتحكم فيها إلى حد كبير نفوذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يرأسه المشير محمد حسين طنطاوي الذي ظل وزيرا للدفاع في عهد مبارك لعقدين من الزمان. وتعامل مبارك مع حكام غزة الاسلاميين بتشكك قارب حد العداء بما يعكس عداءه للإخوان - وهي الأب الروحي لحماس. وقد ظلت جماعة الاخوان محظورة طوال عهد مبارك ولم يعترف الرئيس السابق بحكومة حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007 عندما انتصرت قواتها على قوات عباس في حرب خاطفة. وفي وقت سابق من هذا الشهر استقبل مرسي كلا من عباس وخالد مشعل زعيم حركة حماس في المنفى. وتشارك هنية ومرسي يوم الخميس وجبة الإفطار. وكان هنية قد اجتمع في وقت سابق مع رئيس المخابرات المصري مراد موافي وهو ما يعكس الدور الذي ما زالت تلعبه المؤسسة الأمنية المصرية في ادارة الملف الفلسطيني. وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات لرويترز ان الجانب المصري قال ان مقدار الوقود الذي يمر عبر مصر إلى غزة سيزيد إلى اكثر من الضعفين الأسبوع القادم. ويمر الوقود الذي تقدمه قطر من مصر إلى اسرائيل حيث يعبر خلال المعابر إلى غزة وفقا للترتيبات الحالية بشأن كيفية مرور البضائع إلى القطاع الذي احتلته اسرائيل من مصر عام 1967. وسحبت اسرائيل مستوطنيها وجنودها من القطاع عام 2005. وفي بادرة اخرى اثارها انتخاب مرسي قال مسؤولون حدوديون مصريون هذا الاسبوع ان مصر تنوي تخفيف القيود المفروضة على سفر الفلسطينيين عبر الاراضي المصرية في طريقهم إلى داخل او خارج غزة. وقال دبلوماسي مطلع على سياسات القاهرة بشأن غزة انه لا يتوقع ان يفتح مرسي معبر رفح امام التجارة. لكنه قال ان اي شيء اخر خاضع للنقاش بما في ذلك "تحسين ظروف المعابر وزيادة عدد المسافرين والمساعدات المصرية." (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)