شهدت مدينة كادونا شمال نيجيريا مواجهات جديدة اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص على الاقل على الرغم من منع للتجول سار منذ اربعة ايام في المدينة بعد هجمات استهدفت كنائس وسلسلة عمليات انتقامية متبادلة بين مسلمين ومسيحيين. ونقلت صحيفة ذا فانغارد، احدى ابرز صحف البلاد، الخميس ان "المواجهات العنيفة والمجازر واعمال النهب تتواصل" في احياء اتنيتي هاوسا وفولاني في كادونا. وردا على سؤال لفرانس برس مساء الاربعاء، افاد سكان والشرطة المحلية عن مواجهات في عدد من الاحياء بين شبان مسلمين ومسيحيين. وقال احد سكان كوجاما في ضواحي كادونا "نشر عناصر الجيش والشرطة، لكن سبق ان قتل خمسة اشخاص (...)"، مضيفا "شاهدت خمس جثث". واوضح المتحدث باسم الشرطة امينو لوان ان رسائل نصية قصيرة يبدو انها اثارت اعمال العنف الجديدة. وقال "بدأت المواجهات عند انتقال شائعات بلا اساس عبر رسائل نصية قصيرة حول هجمات وهجمات مضادة محتملة في المدينة ما اثار الكثير من المشاعر". وافاد ناشط حقوقي في كادونا ان العنف كاد يعود الى كامل حدته مساء الاربعاء عندما اكتشفت عائلات الضحايا اثناء محاولة استلام جثثها عدد القتلى ووضع الجثث ما اثار غضبها. وقال لوان "لقد حصلت بعض الانتهاكات للقانون ووقعت اضطرابات في بعض احياء المدينة وخارجها ولكن الوضع تحت السيطرة". واضاف المتحدث انه لم يبلغ عن وقوع قتلى او جرحى في هذه الاشتباكات. واسفرت هجمات واعمال انتقامية بين مسلمين ومسيحيين في ولايتي كادونا وداماتورو في شمال نيجيريا بين يومي الاحد والثلاثاء عن مقتل اكثر من 100 شخص ما اضطر السلطات الى فرض حظر للتجول لمدة 24 ساعة في كادونا وداماتورو كبرى مدن ولاية يوبي شمال شرق البلاد. وخففت شروط منع التجول الخميس في داماتورو حيث بات السكان يستطيعون الخروج الى الشارع بين 10,00 و16,00. واستهدفت هجمات الاحد ثلاث كنائس في كادونا وزاريا، المدينتين الكبيريين في ولاية كادونا، مما اثار على الفور اعمالا انتقامية نفذها شبان مسيحيون واسفرت عن حصيلة اجمالية من 52 قتيلا و150 جريحا. وتبنت مجموعة بوكو حرام الاسلامية الهجمات. وتكثف هذه المجموعة منذ 2009 الهجمات على عناصر قوى الامن والمسؤولين الحكوميين ودور العبادة المسيحية ولا سيما في شمال البلاد. ويرى الكثيرون في ذلك، بمن فيهم الوزير الايطالي للتعاون الدولي ومؤسس جالية سانت ايجيدو النافذة المقربة من الفاتيكان اندريا ريكاردي، استراتيجية من اجل "التسبب بحرب اهلية". ونيجيريا هي البلد الافريقي الاكثر عددا للسكان مع 160 مليون نسمة، وهو مقسم بين شمال اكثريته مسلمة وجنوب اكثريته مسيحية واكثر ثروة بفضل النفط، ويشهد بانتظام اعمال عنف لا سيما بين المسلمين والمسيحيين. وفي كادونا تبدو هجمات بوكو حرام الاخيرة انها توشك على انعاش دورة الهجمات والهجمات المضادة الفتاكة. وحذر مسؤولون مسيحيون مجددا من ان عجز الحكومة عن صد بوكو حرام ووقف الهجمات الطائفية قد يؤدي بمزيد من النيجيريين الى تولي الدفاع عن انفسهم بانفسهم. وحذر الاسقف الكاثوليكي المونسنيور ماثيو كوكاه من ان "الوضع بات خطيرا لانه خارج عن السيطرة". وتابع "ان لم تجد الحكومة حلا سنمسي في موقع ضعف كبير". وقال قائد الشرطة السابق في لاغوس ابو بكر تساف ان "الحكومة لا تفعل ما يمكن لحماية" المسيحيين. وتابع "لذلك بداوا الهجمات الانتقامية ما قد يؤول بنا الى الفوضى (...) الناس فقدوا الامل في هذه الحكومة". كما تحدثت نقابة عمال النفط عن احتمال تفتت البلاد على غرار يوغوسلافيا تيتو السابقة. واتهمت "الجمعية المسيحية في نيجيريا"، وهي ابرز المنظمات المسيحية في البلاد، الثلاثاء اسلاميي جماعة بوكو حرام، المسؤولين عن سلسلة جديدة من الاعتداءات الاحد على ثلاث كنائس في شمال نيجيريا، ب"اعلان الحرب" على المسيحيين. وقالت هذه الجمعية في بيان ان "هذه الاعتداءات هي مؤشرات واضحة الى ان جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد، المعروفة باسم بوكو حرام، اعلنت الحرب على المسيحيين والمسيحية في نيجيريا"، ونددت بما سمته "حملة تطهير دينية منهجية". واضاف البيان "منذ بداية هذه الاعمال الارهابية، لم يفعل الرئيس (النيجيري) غودلاك جوناتان شيئا من شأنه ان يطمئننا الى ان نهاية هذه السلسلة من الاعتداءات والهجمات المسلحة ستكون قريبة". وتزايدت الانتقادات مع توجه الرئيس الى ريو لحضور مؤتمر "ريو+20". وعنونت صحيفة ذا بانش الاربعاء "جوناثان في ريو فيما كادونا ويوبي تحترقان". ويحذر محللون من حصر المشاكل بدوافع دينية ويذكرون بالفقر السائد في الشمال والفساد المعمم على جميع مستويات المجتمع، ما يشكل ارضية خصبة للتمرد.