تلقت السلطات اليمنية الجديدة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الاثنين ضربة موجعة بمقتل قائد المنطقة الجنوبية الذي قاد بنجاح الحرب على القاعدة في تفجير انتحاري في عدن، وذلك بالتزامن مع انسحاب المتطرفين من آخر معاقلهم في الجنوب. وقتل قائد المنطقة الجنوبية في الجيش اليمني اللواء الركن سالم علي قطن في هجوم انتحاري نسب للقاعدة قرب منزله بحي المنصورة في كبرى مدن الجنوب، حسبما اعلن موقع وزارة الدفاع ومصدر طبي. وذكر الموقع ان "صوماليا مفخخا فجر نفسه في موكب سيارات قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اثناء مروره في حي ريمي الذي يقطن فيه مما اسفر عن استشهاده واثنين من مرافقيه". وأشار المصدر إلى أن الانتحاري "اقدم على رمي نفسه على سيارة". وتاتي هذه العملية بعد ان حقق الجيش بقيادة قطن انتصارات كبيرة على القاعدة في الجنوب اذ دفع مقاتليها الى الانسحاب من جميع معاقلهم في محافظتي ابين وشبوة. وقاد قطن شخصيا الحرب ودخل بنفسه الى المدن التي حررها الجيش من القاعدة خصوصا زنجبار عاصمة ابين ومدينة جعار المجاورة. وقال مصدر طبي هو قريب لقطن ان "شخصا نزل من سيارته وقدم للواء قطن ورقة في حي المنصورة بعدن، ثم صافحه وانفجر". وكان الرئيس اليمني التوافقي عبد ربه منصور هادي عين قطن مطلع اذار/مارس قائدا للمنطقة الجنوبية من اجل قيادة الحرب على القاعدة. ويأتي اغتياله فيما تعهدت القاعدة بمواصلة عملياتها بالرغم من انسحابها من معاقلها الجنوبية. وقال العميد علي منصور الذي كان من اقرب المقربين لقطن ومرافقا دائما له ان "هذه العملية الانتحارية تحمل بصمات القاعدة". واضاف لوكالة فرانس برس "ان مقتله خسارة كبيرة لليمن ولجهود مكافحة تنظيم القاعدة". وذكر ان القطن "احدث في غضون ثلاثة اشهر فقط نقلة نوعية في مكافحة الارهاب والحاق الاضرار بالقاعدة وتطهير ابين وشبوة". وياتي مقتل قطن متزامنا مع انسحاب تنظيم القاعدة من آخر معاقلهم في جنوب اليمن. وقد انسحب عناصر تنظيم القاعدة دون قتال من معقلهم العلني الاخير في جنوب اليمن وهو مدينة عزان في محافظة شبوة، بحسبما افاد مصدر قبلي لوكالة فرانس برس الاثنين. وقال يسلم باجنوب، وهو مسؤول محلي وعضو في لجنة وساطة دفعت باتجاه هذا الانسحاب ان "عناصر القاعدة سلموا مساء امس (الاحد) لجنة الوساطة القبلية مدينة عزان بالكامل، واللجنة الان تمسك بزمام الامور" في المدينة. وعزان مدينة في محافظة شبوة الصحراوية اعلن فيها التنظيم "امارة" ويعتقد ان المئات من مقاتلي القاعدة الفارين من محافظة ابين المجاورة التي حررها الجيش، قد لجأوا اليها. وانسحب مقاتلو القاعدة ايضا من بلدة الحوطة التي كانت معقلا صغيرا آخر لهم في شبوة. وبذلك يكون تنظيم القاعدة قد انسحب من جميع معاقله الرئيسية في جنوب اليمن فيما تفيد مصادر قبلية بان معظم مقاتلي التنظيم لجأوا الى ملاذات آمنة في الجبال والمناطق المعزولة التي يحظون فيها بتغطية قبلية. وبحسب باجنوب، فان "امير" المجموعة في عزان جلال العتيقي "سلم المدينة للجنة الاهلية"، وتوقع ان يدخل الجيش المدينة قريبا. وقال "نحن على تواصل مع السلطات ويبدو ان الجيش سيدخل عزان خلال الايام القليلة المقبلة". واعتبر باجنوب ان سبب انسحاب القاعدة من عزان هو "انهم استجابوا لدعوة الاهالي بالخروج حفاظا على المدينة". وفي حادثة منفصلة، نجا محافظ شبوة حسن الاحمد من محاولة اغتيال في كمين لتنظيم القاعدة استهدف قافلة عسكرية في شبوة كان على متنها وكانت تنقل عشرات الجنود من عاصمة المحافظة عتق الى عزان، بحسبما افادت مصادر قبليلة لوكالة فرانس برس. وقتل في الهجوم جنديان ومدني بحسب المصادر نفسها. وكان شهود عيان افادوا الاحد ان مركبات تقل المقاتلين مع اسلحتهم وامتعتهم الشخصية شوهدت تخرج من عزان، وبعضها اتجه نحو محافظة مأرب شرق صنعاء وجبال الكور الواقعة بين شبوة وابين، وبعضها الآخر اتجه نحو محافظة حضرموت شرقا. ويأتي ذلك بعد ان نجح الجيش اليمني في الايام الاخيرة في تحرير محافظة ابين الجنوبية المجاورة من تنظيم القاعدة، وخصوصا مدينتي زنجبار وجعار اضافة الى مدينة شقرة الساحلية التي انسحب منها المتطرفون الخميس. وكانت القاعدة استفادت من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن. وشنت القوات اليمنية حملة شاملة في 12 ايار/مايو بهدف استعادة بلدات ومدن ابين التي وقعت في ايدي القاعدة خلال العام الماضي. ومنذ بدء الحملة، قتل 567 شخصا طبقا لارقام وكالة فرانس برس المستمدة من مصادر مختلفة. ومن هؤلاء 429 من مقاتلي القاعدة و78 جنديا و29 مسلحا تابعين للجيش و34 مدنيا.