عمان (رويترز) - في مواجهة غضب دولي متزايد بشأن مقتل 109 أشخاص على الأقل في بلدة الحولة المضطربة اتهمت سوريا مقاتلي المعارضة يوم الأحد بارتكاب المذبحة التي قتل خلالها عشرات الأطفال. وأحدثت صور جثث???? أطفال مخضبة بالدماء وقد سجيت في صفوف بعد مذبحة الحولة يوم الجمعة صدمة على مستوى العالم وأبرزت فشل خطة وضعتها الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار منذ ستة اسابيع بهدف وقف العنف. وألقت السلطات السورية باللوم على "إرهابيين" في المذبحة التي تعد واحدة من أسوأ المذابح خلال الانتفاضة الممتدة منذ 14 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد والتي أسفرت عن سقوط عشرة آلاف قتيل على الأقل. وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي للصحفيين في دمشق إن نساء واطفالا ورجالا طاعنين في السن قتلوا بالرصاص مشيرا الى أن هذا ليس من سمات الجيش السوري. وقال نشطاء معارضون إن قوات الأسد قصفت بلدة الحولة بعد احتجاج ثم اندلعت مناوشات بين القوات ومقاتلين معارضين سنة. وذكر نشطاء أن قوات الشبيحة الموالية للمؤسسة الحاكمة التي تهيمن عليها الأقلية العلوية قتلت عشرات الضحايا بالرصاص من مسافة قريبة. وقال ميسرة الحلوي إنه رأى جثث ستة اطفال ووالديهم في منزل منهوب بالبلدة. وقال الحلوي وهو ناشط معارض بالهاتف من المنطقة إن منزل أسرة عبد الرزاق كان اول منزل دخله وأضاف أن جثث الأطفال وضعت في كومة فوق بعضها البعض وكانت اما مذبوحة او مصابة بالرصاص من مسافة قريبة. وأردف قائلا إنه ساعد في جمع اكثر من 100 جثة في اليومين الماضيين أغلبها لنساء واطفال ومضى يقول إن آخر جثث كانت لستة افراد من أسرة الكردي وهي لاب وخمسة ابناء اما الأم فمفقودة. وقال نشطاء معارضون إن القوات السورية قتلت بالرصاص رجلين في مظاهرة نظمت يوم الأحد احتجاجا على مذبحة الحولة. وتحولت جنازتا الرجلين الى مظاهرتين. وأظهرت لقطات بثها نشطاء في ضاحية يلدا بدمشق حشدا من مئات الأشخاص يشاركون في جنازة أحد الرجلين ويهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام." وأحصى المراقبون المدنيون والعسكريون التابعون للأمم المتحدة جثث 32 طفلا دون سن العاشرة بين 92 قتيلا على الأقل في الحولة يوم السبت. وقال نشطاء إنه عثر على المزيد من الجثث منذ ذلك الحين. وأكد المراقبون استخدام المدفعية التي لا تتوفر سوى لقوات الأسد لكنهم لم يحددوا كيف قتل الضحايا. واتهم كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا وبان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة السورية باستخدام المدفعية في مناطق سكنية. وقالا في بيان مشترك يوم السبت "هذه الجريمة المروعة والوحشية التي تنطوي على استخدام عشوائي وغير متناسب للقوة انتهاك صارخ للقانون الدولي والتزامات الحكومة السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز المأهولة والعنف بكافة اشكاله." وتلقي الدول الغربية والعربية المعارضة للأسد باللوم على دمشق. واتهم مجلس التعاون الخليجي جنود الأسد بالافراط في استخدام القوة وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته لوقف سفك الدماء اليومي في سوريا. وتحدثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان يوم الأحد عن "فعل شائن ارتكبه النظام السوري ضد شعبه". وقال رئيس البرلمان الأوروبي إن هذا يمكن أن يرقى الى كونه جريمة حرب. وطالبت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بمحاسبة المسؤولين عن المذبحة. وقالت "الولاياتالمتحدة ستعمل مع المجتمع الدولي لتكثيف ضغطنا على الاسد وزمرته الذي يجب وضع نهاية لحكمهم الذي اتسم بالقتل والترويع." وقالت فرنسا إنها ستدعو الى اجتماع لمجموعة اصدقاء سوريا التي تتكون من دول غربية وعربية معارضة للأسد. وقالت بريطانيا إنها ستستدعي السفير السوري بشأن المذبحة وإنها ستدعو الى اجتماع لمجلس الأمن الدولي. وطلبت الإمارات العربية المتحدة عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية. ولم يصدر تعقيب رسمي من روسيا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) الى جانب الصين ضد مشروعي قرارين يدعوان الى اتخاذ إجراءات اكثر صرامة ضد دمشق. كانت روسيا قد القت فيما سبق باللوم على الحكومة ومقاتلي المعارضة في أعمال العنف. ومن المقرر أن يطلغ الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مجلس الأمن الدولي على أحدث التطورات ويرجح أن يشير الى تقارير مراقبي المنظمة الدولية في الحولة لتحديد الطرف المسؤول. ورغم أن خطة وقف إطلاق النار التي تفاوض عليها عنان فشلت في وقف العنف فإن المنظمة الدولية تقترب من استكمال نشر قوة المراقبين العزل المكونة من 300 فرد والمكلفة بمراقبة وقف اطلاق انار. وتدعو الخطة الى وقف اطلاق النار وسحب القوات من المدن وبدء حوار بين الحكومة والمعارضة. وتصف سوريا الانتفاضة بأنها مؤامرة "إرهابية" تدار من الخارج في إشارة مبطنة الى دول الخليج التي تريد تسليح المعارضة. واتهمت الأممالمتحدة قوات الأسد ومقاتلي المعارضة على حد سواء بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان بما في ذلك الإعدام دون محاكمة والتعذيب. (إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)