اعلن مسؤولون لبنانيون الجمعة الافراج عن اللبنانيين الشيعة الذين خطفوا الثلاثاء في سوريا، واكدوا انهم وصلوا الى تركيا على ان ينقلوا مساء الى بيروت. وافاد بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان هذا الاخير "تلقى اتصالا هاتفيا بعد ظهر اليوم من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اكد فيه ان اللبنانيين الذين كانوا مخطوفين في سوريا بخير وهم في طريقهم الى بيروت". واكد النائب عمار حوري (سني) ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "قام باتصالات" من اجل المساهمة بالافراج عن اللبنانيين الذين خطفوا لدى عودتهم من زيارة لاماكن مقدسة في ايران عن طريق تركيا وسوريا، وان "طائرة الحريري الخاصة" ستقلهم من تركيا الى بيروت. ولم يحدد حوري الذي ينتمي الى تيار المستقبل بزعامة الحريري من هي الاطراف التي شملتهم الاتصالات، مشيرا الى انها "اتصالات لا مفاوضات، لان الرئيس الحريري لا يفاوض خاطفين". وقالت وسائل اعلام تيار المستقبل ان الطائرة تنتظر في مطار اضنة في جنوب تركيا لنقل الزوار الشيعة. بينما بدات الاستعدادات في مطار بيروت الدولي لاستقبال العائدين الذين ستكون في انتظارهم وفود شعبية وسياسية. وقال النائب ياسين جابر المنتمي الى حركة "امل" الشيعية في اتصال مع تلفزيون "اخبار المستقبل" الذي يملكه الحريري ان "الجهود المشتركة" للامين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وسعد الحريري "اثمرت". واضاف "شكرا للشيخ سعد على وضعه طائرة في تصرف الزوار للعودة الى لبنان"، معتبرا ان ذلك "يفتح الباب واسعا امام عودتنا يدا واحدة الى طاولة الحوار" التي دعا اليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقال جابر ردا على سؤال ان مبادرة الحريري ادت الى "كسر الجليد"، وان المطلوب الآن "تعزيز قنوات الحوار". وبدا وكأن عملية الافراج عن اللبنانيين الشيعة وتدخل الزعيم السني سعد الحريري في الموضوع تمكنا في لحظة من ترطيب الاجواء المحتقنة في لبنان منذ سنوات بين فريقي الحريري وحزب الله والتي زادت الاحداث السورية من احتقانها. ويقوم تلفزيون "اخبار المستقبل" منذ اكثر من ساعتين ببث مباشر من منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبيةلبيروت حيث تجمع عدد من اهالي المخطوفين واطلقوا المفرقعات والالعاب النارية احتفالا بنبأ الافراج عن ابنائهم. وتحدث عدد من المحتشدين الى تلفزيون المستقبل ليشكروا واحدا تلو الآخر الحريري، ويشددوا على اهمية التلاحم الوطني. وقالت سيدة بتأثر "بدلا ان تكون الحادثة شرارة حرب، ها هي بداية لفتح صفحة جديدة". وقال رجل آخر متوجها الى مراسلة التلفزيون الذي نادرا ما يجري تحقيقات في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، "شكرا للرئيس الحريري، المنطقة منطقتكم، اهلا وسهلا بكم". واسقط حزب الله في كانون الثاني/يناير حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري عندما استقال منها وزراؤه وحلفاؤهم. وشكلت في حزيران/يونيو حكومة برئاسة نجيب ميقاتي تضم اكثرية من حزب الله وحلفائه الى جانب وسطيين. ومع بدء النزاع في سوريا، انقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام من انصار الاكثرية اجمالا ومؤيد للحركة الاحتجاجية معظمهم من انصار المعارضة. وزاد الاحتقان خلال الاسابيع الماضية على خلفية الازمة السورية لينعكس اشتباكات في طرابلس في شمال لبنان وفي العاصمة تسببت بسقوط قتلى وجرحى. ودعت كل القيادات الى تفويت الفرصة على من يريد ان يحدث "فتنة" في لبنان، وحضت انصارها على "ضبط النفس". وكانت عائلات المخطوفين اتهمت "الجيش السوري الحر" بتنفيذ عملية الخطف، بينما نفى الجيش الحر ذلك. وتتراوح اعداد اللبنانيين الذين تم اعتراضهم في منطقة اعزاز في ريف حلب القريبة من الحدود التركية وانزالهم من الحافلات التي بقيت فيها النساء اللواتي كن في الرحلة، بحسب تقارير مختلفة بين 11 و13.