نجم عبد الكريم وكتاب عن شخصيات حاورها وعن ضحالة الفكر الان

بيروت (رويترز) - يقول الاعلامي المخضرم نجم عبد الكريم في كتاب من جزءين تناول فيه عددا من مئات الشخصيات التي حاورها ان خبرته في تجاربه الاخيرة تشير الى ضحالة فكرية عند كثيرين.
وقال انه على الرغم من وسائل المعرفة والاعلام الالكترونية الحديثة ودورها الرئيسي فلا يزال للكتاب اهميته بل ان تلك الوسائل الحديثة تتحول الى وسيلة ترويج له.
وقال الاعلامي الكويتي العراقي الاصل عن انطباعاته عن المستوى الثقافي في السنوات الاخيرة ان هناك ضحالة ثقافية ظهرت عند كثيرين ممن اشتركوا في برنامج تلفزيوني عربي ناجح كتب هو اسئلته.
وكان نجم عبد الكريم يتحدث في كتابه "شخصيات عرفتها وحاورتها .. احاديث في الفكر والسياسة والفن" الذي صدر في جزءين عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت.
جاء الجزء الاول في 348 صفحة متوسطة القطع والجزء الثاني في 331 صفحة من القطع عينه.
وجاء في مقدمة الناشر في الجزء الثاني من الكتاب ان نجم عبد الكريم امضى ما يقرب من نصف قرن يعمل في حقول الاعلام والثقافة المختلفة. بدأ في ستينات القرن الماضي بالوقوف وراء الميكروفون معدا ومقدما ومخرجا ومحاورا وكاتبا للبرامج. وكان من مؤسسي فرقة المسرح العربي بقيادة زكي طليمات اذ شارك في تمثيل مسرحية (صقر قريش).
درس في القاهرة وفي الولايات المتحدة حيث نال الدكتوراه في الاعلام. وفي اوائل التسعينات ترأس اذاعة (كل العرب) حيث حاور الكثير من الشخصيات السياسية والادبية والفكرية.
في استهلال الجزء الاول تحدث الكاتب عن انطباعاته الاخيرة خلال عمله في برنامج تلفزيوني لقي شهرة واسعة فقال "لم تهزني نشوة النجاح الذي حققه برنامج (من سيربح المليون) باعتباري كاتب اسئلته لايماني بأن هذا النوع من الاسئلة يكرس قشرية الثقافة التي تحول دون النفوذ الى لبابها.
"وتعمق ايماني بذلك اكثر فاكثر اثناء معايشتي لمستوى الكثير من المشاركين كضيوف على البرنامج وما اظهروه من ضحالة مخجلة وجهل كارثي في معلوماتهم العامة. لكن شيوع هذه النوعية من البرامج في الفضائيات العالمية كان مبررا لي ان استمر بالاسهام فيها كمورد رزق التماسا للعيش."
اضاف يقول "الا ان خطيئة كهذه ظلت تلاحقني لتشعرني بأنني ساهمت باقتراف جريمة بحق الثقافة الحقة رغم انني امضيت ما يقرب من نصف قرن من حياتي اعمل في حقول الاعلام والثقافة المختلفة."
وقال متسائلا "اذا هل اكتفي بنشر لقاءات من حاورتهم في هذا الكتاب فقط؟! بيد ان لدي المئات من الشخصيات الاخرى وفيهم (الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر) السياب.. وفيهم كذلك نلسون مانديلا.. والحديث بلا حرج عن نجيب محفوظ وبنت الشاطيء ونزار قباني وسهير القلماوي وزكي نجيب محمود وأم كلثوم و(الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي) الجواهري وقائمة طويلة من الشخصيات."
وأعرب عن امله بإصدار مجموعات لاحقة في هذا النطاق.
وقال "هنالك من توجس خيفة من ان لا يحظى هذا الجهد بالقبول عند القراء" مبينا اسبابا لا يخلو البعض منها من وجاهة كشيوع خدمات الانترنت المتعددة التي تقدم الثقافات الحديثة والكلاسيكية القديمة "وهي تسعى الى الناس كي تكون في متناول ايديهم ولا يسعون هم اليها كما هو الحال مع الكتاب... الى جانب ان معظم ضيوفك الذين حاورتهم لم تعد معطياتهم تشغل حيزا من اهتمامات ابناء هذا الجيل او الوقوف على حياتهم."
ورد على هذه المخاوف قائلا "في ما يتعلق بالنقطة الاولى فإن الكتاب وإن تأثر الاقبال عليه قليلا بسبب خدمات الانترنت عند شريحة معينة من القراء.. لم يزل محتفظا بمكانته بدليل هذا الاقبال المتزايد على معارض الكتب التي تقام في مواسم لا تكاد تنقطع في الوطن العربي بل ان الانترنت صار احدى الوسائل للترويج لهذه الكتب واقتنائها."
واضاف يقول دون ان يكشف عن الاحصاءات التي شكلت مصدر معلوماته في هذا المجال "اما في ما يتعلق بعدم اهتمام ابناء هذا الجيل بالحياة الادبية والفكرية والفنية التي كانت سائدة في زمن من حاورتهم فهذا مجانب للصواب ايضا.. فالاحصاءات تؤكد ان الاقبال على معطيات (جبران خليل) جبران ونجيب محفوظ وأشعار (محمود) درويش وغيرهم في ازدياد مطرد بل ان ام كلثوم وعبد الحليم حافظ هما الاكثر مبيعا عند ابناء هذا الجيل."
اشتمل الجزء الاول على مقابلات مع ابراهيم العريض وأحمد بهاء الدين والشيخ حسن الباقوري وأدونيس وأنيس منصور وتحية كاريوكا والمستشرق الفرنسي جاك بيرك وجلال الطالباني وحسين فوزي وحمد الجاسر وسعد الله ونوس وسعيد حارب وسمير سرحان وشادي عبد السلام وشفيق الحوت وصلاح ابو سيف وطه حسين وعباس محمود العقاد وعبد الله الطريقي وعبد الرحمن الابنودي.
اما الجزء الثاني فاشتمل على مقابلات مع عبد السلام المسدي وعبد الوهاب البياتي وعزيز اباظة وفاتن حمامة وفتحي رضوان وفريد الاطرش وكمال الدين حسين ومحمد جابر الانصاري والسيد محمد حسين فضل الله ومحمد سعيد الصكار والشيخ محمد متولي الشعراوي ومحمود تيمور ومحمود شاكر ومصطفى امين ومصطفى محمود وميخائيل نعيمة وهنري بركات ويوسف ادريس.
(إعداد جورج جحا للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)