مقديشو (رويترز) - كثفت قوات الاتحاد الافريقي والحكومة الصومالية من هجومها على مقاتلي حركة الشباب في المشارف الشمالية للعاصمة الصومالية يوم الأربعاء مما أجبر مئات الأسر على الفرار من منازلها المؤقتة والتوجه إلى وسط المدينة. وتحاول قوة الاتحاد الافريقي التي تسيطر بالفعل على أغلب أجزاء العاصمة التقدم عبر ممر أفجويي الذي كان يوما منطقة ريفية إلى الشمال الغربي من مقديشو لكنه أصبح الآن يضم مئات الآلاف من الصوماليين الذين أخرجوا من منازلهم. ويمتد الممر الذي يعتقد أنه يضم أكبر تجمع للنازحين في العالم نحو 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مقديشو إلى أفجويي معقل حركة الشباب. وبدأت قوة الاتحاد الافريقي زحفها يوم الثلاثاء وسيطرت على جزء من قرية تري ديشو على بعد 13 كيلومترا من العاصمة. وقال الكابتن ندايراجيجي كومي المتحدث باسم القوة إن قوات بوروندية من بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميسوم) تتقدم يوم الاربعاء من تري ديشو في اتجاه ايلاشا وأفجويي لكنها تلقى مقاومة من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأضاف "نريد السيطرة على ايلاشا وإذا لم نتعطل بسبب المقاومة سنسيطر على أفجويي. صادرنا مدفعين مضادين للطائرات وضعا على سيارتين ودمرنا واحدا امس. كما رأينا نحو 40 جثة منتفخة من الشباب تحت الأشجار. قتلوا في معركة أمس." وما زالت حركة الشباب تسيطر على أجزاء من وسط الصومال وجنوبه لكن قوات كينية واثيوبية توغلت داخل الصومال تخرجها تدريجيا كما أن قوات الاتحاد الافريقي تعمل على طردها من مقديشو. ويأمل المدنيون الفارون أن يجدوا مكانا آمنا في وسط مقديشو. وقالت فرهيا ادن وهي ام لاثنين من الأبناء لرويترز في سوق البكارة "فررنا مع الاطفال في الصباح الباكر...لا يمكننا أن نبقى هناك لأن القذائف تسقط وصوت الرصاص يدوي حولنا." ومضت تقول "الناس مذعورون... لم يكن لدينا وقت لأخذ كل متعلقاتنا." وقال حسين فرح وهو من السكان أيضا إنه رأى الكثير من المقاتلين يركبون سيارات وبعضهم يضع بنادق آلية على الكتف. وأضاف عند نقطة تفتيش منعه عندها جنود صوماليون هو وأسرته من دخول العاصمة "ربما تستغرق سيطرة الحكومة على تلك المنطقة وقتا." وقال الكابتن أحمد نور ضابط الشرطة الصومالي إن القوات الحكومية سدت الطريق لأنها لا ترغب في سقوط مدنيين في مرمى النيران. وأضاف "هناك تحركات عسكرية بامتداد الطريق. حضر الكثير من الأسر وسنسمح بدخول من تبقى منهم لاحقا عندما نعيد فتح نقطة التفتيش." ويقول الاتحاد الافريقي إنه من خلال تأمين ممر أفجويي فإن ذلك سيتيح توصيل المساعدات إلى 400 ألف شخص. ولم يتسن الاتصال بحركة الشباب للتعقيب يوم الاربعاء لكن الحركة قالت يوم الثلاثاء إن أفرادها قتلوا نحو 30 جنديا. ومن الصعب التحقق من أقوال أي من الجانبين عن تقديرات القتلى التي كثيرا ما يجري المبالغة فيها. وقال شاهد من رويترز في مدرج للطائرات بمقديشو حيث تم شن الهجوم إنه رأى أمس جثتي جنديين صوماليين وجنديين مصابين من بوروندي. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)