موسكو (رويترز) - دافعت روسيا عن ارسال شحنات أسلحة إلى سوريا في مواجهة انتقادات غربية يوم الاثنين قائلة إن قوات الحكومة السورية في حاجة للدفاع عن نفسها ضد معارضين يتلقون أسلحة من الخارج. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن روسيا لا ترى امكانية تذكر في اجراء حوار بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيها عما قريب وحث الغرب على بذل مزيد من الجهود لاقناع المعارضة بخوض محادثات. وأوضح ان موسكو ليست في عجلة لإعلان فشل اتفاق وقف اطلاق النار الذي توسط فيه كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية رغم استمرار اراقة الدماء التي انحى باللوم في الكثير منها على "جماعات ارهابية" منها تنظيم القاعدة. ودافعت روسيا عن الأسد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين في مجلس الامن ينددان بحكومته بسبب العنف المستمر منذ 14 شهرا لكنها ايدت بقوة خطة عنان للسلام التي تطالب باجراء حوار سياسي لمتابعة وقف اطلاق النار بشكل كامل. ومع عدم ظهور مؤشر على تراجع حدة العنف حثت الولاياتالمتحدة ودول اخرى روسيا على التوقف عن ارسال اسلحة خفيفة لسويا. لكن جاتيلوف كرر تصريحات روسيا بأن شحناتها لا تمثل انتهاكا للقانون الدولي. وقال جاتيلوف للصحفيين "لا نقدم اي اسلحة هجومية. نحن نتحدث فحسب عن اسلحة دفاعية." وقال ان روسيا تمارس "ضبط النفس" لكنه أضاف بأنه "حينما يوجد تأييد واسع للمعارضة بالاسلحة... فإنه لن يكون ملائما ايضا ترك الحكومة السورية دون الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها." ولم يذكر جاتيلوف اي تفاصيل عن الاسلحة التي زودت بها روسيا سوريا لكنه قال انها لا تشمل دبابات. وباعت روسيا لحليفتها الرئيسية دمشق اسلحة تبلغ قيمتها نحو مليار دولار منها انظمة صواريخ ارض-جو العام الماضي. ويقول معارضون للحكومة السورية إن شحنات الاسلحة الروسية الصغيرة التي يصعب تعقبها زادت منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد في مارس اذار 2011. وبدأت الانتفاضة كحركة احتجاجية سلمية في اغلب انشطتها لكنها اصبحت ذات طابع قتالي متزايد عندما بدأ مقاتلو المعارضة الكفاح المسلح ضد قوات الأسد. وتقول الاممالمتحدة ان قوات الامن السورية قتلت اكثر من 9000 شخص. وتقول دمشق ان 2600 من افراد الجيش والشرطة قتلوا على ايدي مقاتلي المعارضة. وقتل المئات منذ 12 ابريل نيسان وهو اليوم الذي بدأ فيه سريان وقف اطلاق النار. لكن جاتيلوف قال انه رغم استمرار العنف فإن "الوضع تحسن إلى درجة معينة" منذ وصول مراقبي الاممالمتحدة العزل اواخر ابريل نيسان ضمن بعثة تضم 300 مراقب من المقرر نشرهم بالكامل بحلول نهاية مايو ايار. وطالبت روسيا مرارا باجراء حوار بين الحكومة والمعارضة وقالت ان خروج الأسد من السلطة يجب الا يكون شرطا مسبقا لمثل هذه المحادثات. وترفض المعارضة التفاوض مع الأسد وتريد الدول الغربية من الرئيس السوري ان يتخلى عن السلطة. ولكن بسبب وجود انقسامات بين المعارضة السورية بالإضافة إلى الصراع المستمر على الارض يقول جاتيلوف ان روسيا "لا ترى ان هناك امكانية للنجاح في اقناع الجانبين بالجلوس إلى مائدة التفاوض في المستقبل القريب." (إعداد حسن عمار محمود للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)