اقتحمت قوات الامن السورية ليل الاربعاء الخميس المدينة الجامعية في مدينة حلب شمال سوريا عقب تظاهرة طلابية حاشدة، واطلقت النار ما اسفر عن مقتل وجرح عدد من الطلاب واعتقلت آخرين، بحسب ما افادت مصادر متقاطعة. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس ان "عناصر من الامن اقتحموا المدينة الجامعية ليلا باعداد كبيرة واطلقوا النار في حرم الجامعة وذلك عقب خروج تظاهرة طلابية حاشدة تنادي باسقاط النظام". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان اربعة طلاب قتلوا وجرح ما لا يقل عن 28 آخرين "اثر اطلاق نار من مسلحين موالين للنظام وقوات الامن في المدينة الجامعية في حلب بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس". واضاف المرصد ان قوات الامن اعتقلت نحو 200 طالب. وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من احياء مدينة حلب نصرة للجامعة، بعدما ترددت انباء ما جرى في الجامعة بين السكان، "وقد واجهت قوات الامن كل التظاهرات باطلاق النار لتفريقها"، بحسب الحلبي. وصباح اليوم، خرجت تظاهرة في ساحة جامعة حلب احتجاجا على احداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الامن بالقنابل المسيلة للدموع، بحسب المرصد. وتشهد مدينة حلب منذ اشهر تصاعدا في الحركة الاحتجاجية والتظاهرات والتحركات الطلابية والنقابية. أما ريف حلب، فقد كان في الاسابيع الاخيرة مسرحا لعمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية السورية قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني عشر من نيسان/ابريل، الا ان العمليات العسكرية في هذه المناطق تجددت في الايام الاخيرة ولكن بشكل محدود. وفي ريف دمشق، افاد المرصد السوري بتنفيذ مداهمات منذ الصباح في الاراضي الزراعية المحيطة بحرستا، وفي منطقة الملعب في مدينة دوما. وافادت لجان التنسيق المحلية بتنفيذ قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في قرية دف الشوف بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان قوات الامن اقتحمت صباح اليوم مدينة يبرود. وتأتي هذه التطورات رغم انتشار مراقبين دوليين في مناطق عدة من سوريا لمراقبة وقف اطلاق الذي يشهد خروقات متصاعدة. ورأى رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال روبرت مود في تصريح لشبكة سكاي نيوز البريطانية من دمشق ان لبعثته "تأثيرا مهدئا" للوضع الميداني في سوريا الا انه اقر بان وقف اطلاق النار "هش". وقال "نحن نرى من خلال الاعمال والانفجارات واطلاق النار ان وقف اطلاق النار هش فعلا، وليس قويا"، مضيفا "لكن ما نراه ايضا على الارض هو انه في المناطق التي يتواجد فيها مراقبونا، يكون ل(وجودهم) تأثير مهدىء". واعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة ايرفيه لادسو الثلاثاء ان انتهاكات وقف اطلاق النار حتى الان "مصدرها الجانبان"، اي قوات النظام والمعارضة المسلحة. ورفض المسؤول تحديد وتيرة هذه الانتهاكات، مشيرا الى ان المراقبين المنتشرين في البلاد لاحظوا احتفاظ القوات النظامية باسلحة ثقيلة مثل المدافع والاليات المدرعة "في غالبية الاماكن حيث هم موجودون"، وهو ما يتنافى مع خطة المبعوث الدولي كوفي انان. واتهمت منظمة هيومن رايتش ووتش الاربعاء السلطات السورية بارتكاب "جرائم حرب" في محافظة ادلب (شمال غرب)، متحدثة عن قيامها بقتل 95 شخصا واحراق وتدمير مئات المنازل في عملية عسكرية سبقت دخول وقف اطلاق النار. وجاء في بيان للمنظمة "بينما كان الدبلوماسيون يناقشون تفاصيل خطة انان للسلام، كانت الدبابات والمروحيات السورية تهاجم بلدات ادلب واحدة تلو اخرى". وفي التداعيات الاقتصادية للازمة، توقع رئيس صندوق النقد الدولي للشرق الاوسط وشمال افريقيا واسيا الوسطى مسعود احمد انكماش اجمالي الناتج المحلي لسوريا هذه السنة بشكل ملحوظ. وعزا احمد التراجع المتوقع في الاقتصاد خصوصا الى العنف والعقوبات على القطاع النفطي السوري. ويفترض ان يصل عدد المراقبين في سوريا الى 300 بحسب خطة كوفي انان التي تنص على وقف العنف باشراف اممي، وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات والتظاهر السلمي، والافراج عن المعتقلين السياسيين، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية. ورفضت السلطات السورية منح ثلاث تأشيرات لمراقبين دوليين، بحسب ايرفيه لادسو الذي لم يدل بتفاصيل عن جنسيات هؤلاء المراقبين ولا عن الاسباب التي ذكرتها دمشق. الا ان دمشق اشارت الى ان الاختلاف يتعلق بجنسية المراقبين ولم تثر موضوع رفض التاشيرات. وفي سياق آخر، افاد المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في دمشق خالد المصري لوكالة فرانس برس ان "فيليب لاريزيني، نائب وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس، يلتقي الاربعاء نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للتنسيق مع الحكومة لتقييم الاحتياجات الانسانية والمباشرة بتوزيعها". واضاف المصري ان لاريزيني، الذي زار امس بلدات عدة في ريف دمشق منها بلودان والزبداني والنبك وحرستا، سيلتقي اليوم ايضا رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار. في عمان، اعلن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه وفدا من مساعدي اعضاء الكونغرس الاميركي عن "قلقه حيال تطورات الوضع" في سوريا، مشددا على "ضرورة وقف العنف والتوصل الى حل سياسي للازمة" وعلى دعم خطة انان. وتسببت الاضطرابات المستمرة في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.