كانت باكستان في حالة تاهب الاربعاء على خلفية مخاوف من قيام ناشطين بشن هجمات انتقامية في الذكرى السنوية الاولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية عسكرية اميركية. وتاتي الذكرى السنوية للحدث الذي شكل اكبر صفعة لباكستان في تاريخها الحديث، في ختام عام صعب عليها. فقد تراجعت سمعة البلاد وتدهورت علاقتها مع الولاياتالمتحدة الى اسواء المستويات مع تصاعد الشكوك حول فشل الاستخبارات في اسلام اباد او تواطؤها مع تنظيم القاعدة. وبمعزل عن انهيار تحالف باكستان مع الغرب فان القليل تغير في البلاد. فبعد عام على الاكتشاف ان بن لادن يقيم مع ثلاث من زوجاته بالقرب من قاعدة عسكرية في باكستان، لا تزال البلاد متهمة بايواء مجموعة من الارهابيين المطلوبين من قبل الولاياتالمتحدة. ويشتبه في ان ايمن الظواهري خليفة بن لادن موجود في باكستان وكذلك زعيم حركة طالبان الملا عمر. كما يتخذ سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني القريب من حركة طالبان والذي نسب اليه الهجوم المنسق الشهر الماضي ضد اهداف غربية في كابول، مقرا له في المنطقة القبلية على الحدود الافغانية، على غرار زعيم حركة طالبان باكستان حكيم الله مسعود. والشهر الماضي، عرضت الولاياتالمتحدة عشرة ملايين دولار لقاء معلومات يمكن ان تؤدي الى القبض على حافظ سعيد الباكستاني المتهم بالتخطيط لاعتداءات بومباي في العام 2008 والمقيم بشكل علني في باكستان. وقال مسؤولون باكستانيون لوكالة فرانس برس انهم يخشون من تنفيذ هجمات في الذكرى السنوية واضافوا ان الاوامر اصدرت الى الهيئات الامنية ب"توخي اقصى درجات الحذر" الاربعاء. والعام الماضي، شنت حركة طالبان سلسلة من الهجمات الانتقامية من بينها هجوم انتحاري على مركز تدريب تابع للشرطة مما ادى الى سقوط مئة قتيل تقريبا. وقال مسؤول امني رفض الكشف عن هويته لفرانس برس ان "هذه الوكالات في حالة تاهب قصوى ولديها اوامر بالحذر الشديد لان اليوم سيكون في غاية الاهمية". واصدرت السفارات الغربية في اسلام اباد تحذيرات ونصحت مواطنيها بتفادي الاماكن العامة تحسبا لشن هجمات. ومنعت السفارة الاميركية طاقمها من ارتياد المطاعم والاسواق حتى الخامس من ايار/مايو. الا ان السلطات الباكستانية حاولت تجاهل الذكرى وازالة اي اثر لبن لادن الذي اقام في البلاد منذ كانون الاول/ديسمبر 2001 حتى مقتله في ايار/مايو الماضي بحسب شهادة ارملته امال عبد الفتاح. وتم ترحيل عبد الفتاح الجمعة الى السعودية مع ارملتي بن لادن الاخريين وابنائه العشرة. ولم يلاحظ اي انتشار اضافي للشرطة او الجيش في محيط المنزل في ابوت اباد حيث امضى بن لادن ست سنوات والذي تم جرفه خلال الليل في شباط/فبراير. وصرح مسؤول محلي من الشرطة لوكالة فرانس برس انه لم يتلق اي تعليمات خاصة وان السكان المحليين يريدون طي الصفحة. وقال عمر زاده وهو معلم بناء في ال35 "يجب ان تكون قضية بن لادن منتهية الان. ويجب الا تقام ذكرى لان اي حدث اليوم سيثير المزيد من الجدل". وفي افغانستان المجاورة، شنت حركة طالبان هجوما على نزل للاجانب يخضع لحراسة مشددة مما ادى الى مقتل ستة اشخاص الاربعاء بعد ساعات فقط على زيارة مفاجئة للرئيس الاميركي باراك اوباما القى خلالها كلمة في قاعدة باغرام الجوية. الا ان العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان لا تزال مضطربة. فقد اوقفت اسلام اباد خط امداد الحلف الاطلسي في افغانستان قبل خمسة اشهر اثر مقتل 24 من جنودها في غارات جوية اميركية ولا يزال من غير الواضح ما اذا كانت باكستان ستشارك هذا الشهر في قمة مقررة في افغانستان. كما ان اللجنة المكلفة التحقيق في قضية اختباء بن لادن في باكستان لم تنشر خلاصاتها بعد وقد اعربت عن شكوكها في مقتله خلال الغارة نفسها. وعلى الرغم من عدم تاييد الراي العام لبن لادن، الا ان غضبا شديدا عم باكستان ازاء الانتهاك الاميركي لسيادة باكستان وعدم ابلاغ هذه الاخيرة بالغارة، بدلا من مراجعة العلاقات التي تقيمها البلاد مع الاصوليين الارهابيين. لكن البلاد لم تشهد تظاهرات حاشدة العام الماضي ومن غير المتوقع تنظيم تجمعات كثيرة هذا الاربعاء. وقال المحلل السياسي امتياز غول "الناس يمكنهم ان يروا المآسي التي تسببت بها هذه العقيدة على باكستان. لهذا السبب من غير المفاجئ انها لم تشهد استنكارا على نطاق واسع بعد مقتل بن لادن العام الماضي، كما ان الناس لن يقوموا بذلك في الذكرى السنوية".