المنامة (رويترز) - بدأت البحرين في وضع كاميرات فيديو في مراكز الشرطة لمحاولة تحسين صورتها في مجال حقوق الانسان بعد القضاء على انتفاضة مطالبة بالديمقراطية العام الماضي. لكن الكاميرات -التي وضعت بعد تحقيق قاده قضاة دوليون كشف عن مقتل خمسة تحت التعذيب العام الماضي- لن يتم تركيبها في خمس قواعد على الاقل لشرطة مكافحة الشغب قال نشطاء ان الشبان تعرضوا للضرب فيها. وفي مركز شرطة الحورة ذي الجدران الرمادية بالمنامة ستسجل دائرة تلفزيونية مغلقة التحقيقات التي تجريها الشرطة. وتخصص غرف بدون كاميرات للمحتجزين للتشاور مع محاميهم. كما ستكون مناطق اخرى بالمركز خاضعة للمراقبة. وقال اللواء منصور الهاجري وهو ضابط شرطة رافق الصحفيين في جولة "اخترنا اللون الرمادي لانه من المعايير الدولية وله أثر مهدئ. أي شخص في حالة عنف لابد من تهدئته." وأضاف أن هناك سبعة مراكز أخرى يجري الان تزويدها بنظام للمراقبة وأن جميع المراكز الثلاثة والثلاثين ستتم تغطيتها بحلول أكتوبر تشرين الاول. وقال طارق الحسن قائد الشرطة معلقا على غياب كاميرات في القواعد التي تنطلق منها شرطة مكافحة الشغب مستخدمة السيارات الجيب والمدرعات للتعامل مع الاحتجاجات "لا يحتجزون احدا.. أي معتقلين سيجري تسليمهم الى الشرطة." وأرجأت الولاياتالمتحدة التي تعتبر البحرين حليفتها في صراعها مع ايران مبيعات سلاح بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات ومدرعات الى أن تحقق المنامة تقدما في الاصلاحات بمجال حقوق الانسان. وشهدت البحرين اضطرابات منذ اكثر من عام مع مطالبة أحزاب يهيمن عليها الشيعة الذين يمثلون أغلبية في البلاد بانهاء حكم ال خليفة واشتباك شبان شيعة مع شرطة مكافحة الشغب التي يمثل السنة أغلبيتها والكثير من أفرادها أجانب. وتقول الشرطة انها تظهر ضبطا للنفس في مواجهة "مثيري الشغب" الذين يهاجمون رجالها بقنابل حارقة وقضبان معدنية ويتلفون السيارات ويصيبون أفراد الامن. لكن نشطاء المعارضة وحقوق الانسان يقولون ان 32 مدنيا قتلوا منذ يونيو حزيران والكثير منهم من أثر الغاز المسيل للدموع أو من اصابات ناجمة عن عبوات الغاز المسيل للدموع أو قنابل الصوت. وتشكك الحكومة في أسباب الوفيات والقول انها ترجع الى الصراع السياسي. وقالت مفوضية الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان هذا الاسبوع انها قلقة من الاستخدام المفرط للقوة وللغاز المسيل للدموع وانها ستحقق في محصلة القتلى. واقتحمت شرطة مكافحة الشغب تدعمها طائرة هليكوبتر تحلق فوق المشهد قرية شهركان يوم الخميس حيث تجمع متظاهرون بعد جنازة صبري محفوظ الذي يقول نشطاء انه توفي بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بسقوط الملك حمد والقوا القنابل الحارقة على قوات الشرطة. ويعدد نشطاء حقوق الانسان ثلاثة مراكز احتجاز يضرب فيها أفراد شرطة مكافحة الشغب شبانا من الشيعة قبل الافراج عنهم في حين أن اخرين يتعرضون للضرب في الشوارع. وقال محمد المسقطي رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان "تعرض أكثر من 160 شخصا للضرب في تلك الاماكن" وقال ان أحد هذه المواقع هو نزل للشبان في السنابس وهو موقع تقر الشرطة أنه تم تحويله الى قاعدة لشرطة مكافحة الشغب. وقال المسقطي ان الانتهاكات انتقلت خارج نطاق الكاميرات. ومضى يقول "خلال الاشهر الاربعة الماضية لم أسمع عن أحد ارتكبت بحقه انتهاكات في مركز للشرطة. يجري ضربهم قبل وصولهم الى هناك.. هذه هي الطريقة التي يلجأون اليها الان." وخطف فتى عمره 16 عاما يوم الاربعاء في السنابس وعثر عليه فاقدا للوعي بعد عدة ساعات وكانت يداه موثقتين وبلا ملابس داخلية. وقدمت أسرته بلاغا الى المدعي العام واتهمت مخبرين يرتدون الملابس المدنية. وقالت وزارة الداخلية انها تحقق في الواقعة. (اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير نبيل عدلي)