شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات جوية على قطاع غزة واطلق الفلسطينيون المزيد من الصواريخ على جنوب اسرائيل يوم الاثنين في رابع يوم من اعمال العنف التي لقي فيها 23 فلسطينيا حتفهم. وتعثرت فيما يبدو جهود التهدئة المصرية بسبب مطالبة حركة الجهاد الاسلامي بأن تتعهد اسرائيل اولا بعدم استهداف القياديين الفلسطينيين مستقبلا. وأدانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان جي مون العنف ودعا عنان الى ضبط النفس. وحثت الجامعة العربية الاممالمتحدة على التدخل لوقف الصراع. وقال مسؤولون طبيون ان 18 من الفلسطينيين الذين قتلوا منذ تفجر القتال يوم الجمعة عناصر بالفصائل المسلحة وان خمسة منهم مدنيون. واصيب ما لايقل عن 74 فلسطينيا اغلبهم مدنيون وثلاثة اسرائيليين. وقال المسؤولون ان الضربات الجوية الاسرائيلية قتلت يوم اثنين من النشطاء الفلسطينيين ورجلا مسنا وابنته. ولقي فتى فلسطيني عمره 15 عاما حتفه في انفجار ينحي فيه الفلسطينيون باللائمة على صاروخ اسرائيلي. ونفى الجيش الاسرائيلي شن ضربة جوية. وقالت الشرطة ان اكثر من 35 صاروخا اطلقت على اسرائيل لتصيب ثلاثة اشخاص وان نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ اعترض ما لا يقل عن 20 منها. وكانت قيادة حماس في غزة والتي لم يشارك نشطاؤها في القتال قالت يوم الاحد ان مصر تعمل على وقف العنف وانها تتشاور مع فصائل مسلحة اخرى. وأبلغ مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة رويترز ان اسرائيل كانت وافقت على وقف اطلاق النار بحلول منتصف ليل الاحد. لكن حركة الجهاد الاسلامي المدعومة من ايران والتي اطلقت اغلب الصواريخ قالت ان اي هدنة يجب ان تشمل تعهد اسرائيل بوقف الاغتيالات. وبدأ تبادل الهجمات بعد مقتل اثنين من زعماء لجان المقاومة الشعبية في ضربة جوية يوم الجمعة واتهمتهما اسرائيل بالتخطيط لمهاجمتها عبر صحراء سيناء المصرية. ولم تبد اسرائيل اي مؤشر على وقف عمليات تصفها بأنها عمليات "وقائية". وابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعضاء حزبه ليكود في البرلمان "سيواصل الجيش الاسرائيلي مهاجمة الارهابيين في غزة بقوة وعزم." وقال ان الجيش الاسرائيلي مستعد لتوسيع عملياته وسيواصلها ما دام ذلك ضروريا. ويعيد ذلك الى الاذهان حرب غزة في أواخر 2008 وأوائل 2009 والتي أسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا. لكن الياهو (ايلي) يشاي وزير الداخلية وعضو مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن قال ان "اسرائيل لا تسعى للتصعيد اسرائيل لا تسعى لايذاء الابرياء اسرائيل تعارض هذا تماما." وقال لراديو الجيش الاسرائيلي "الان (القتال) يدور عند هذا المستوى. لكن اذا ثبت انه سيطول فبالقطع ستكون هناك ضربة قوية موجعة حتى لا يستمر هذا." وعرقلت الهجمات الصاروخية سير الحياة العادية في جنوب اسرائيل مما أجبر الكثير من المدارس على اغلاق أبوابها يومي الاحد والاثنين. وأذاعت السلطات وسط البرامج الاذاعية تحذيرات لسكان البلدات الاسرائيلية الجنوبية وطلبت منهم اللجوء الى المخابيء تحسبا للهجمات الصاروخية. وكانت حركة الجهاد ولجان المقاومة الشعبية وهما فصيلان مسلحان مستقلان بصورة كبيرة عن حماس قد أعلنتا مسؤوليتهما عن اطلاق أغلب الصواريخ وقذائف المورتر منذ يوم الجمعة. ويعتقد بعض الخبراء في غزة ان حماس أمدت بعض الفصائل الاصغر بالذخيرة لكنها تحجم عن المشاركة المباشرة في القتال الحالي خوفا من ان تصعد اسرائيل هجومها على القطاع. وتحرص حماس على تفادي الدخول في اي مواجهة عسكرية طويلة وهي تحاول التكيف مع الاضطرابات السياسية في دول عربية مثل مصر وسوريا حيث تخلت الحركة عن مقرها الرئيسي التقليدي. وعبرت واشنطن الحليف الرئيسي لاسرائيل والاممالمتحدة عن قلقهما بشأن العنف. وقال بان امام مجلس الامن "مرة أخرى يدفع المدنيون ثمنا باهظا." وقال ان الهجمات الصاروخية على المدنيين الاسرائيليين "غير مقبولة" وحث اسرائيل على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس". وادانت كلينتون في كلمتها امام المجلس اطلاق الصواريخ على اسرائيل وحثت الجانبين على استعادة الهدوء. لكنها لم تذكر بشكل محدد الضربات الجوية الاسرائيلية ولا عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين. وناشدت فرنسا وروسيا الجانبين انهاء القتال وأكدتا ضرورة تجنب معاناة المدنيين. واصدر الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بيانا في القاهرة يدين الغارات الاسرائيلية وحث مجلس الامن على التدخل "لوقف العدوان". وظل قطاع غزة المزدحم الذي يعيش فيه 1.7 مليون نسمة خاضعا للاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 حتى عام 2005 ومازال حتى الان خاضعا لحصار اسرائيلي. وسيطرت حماس على غزة منذ عام 2007. والجهاد الاسلامي اقل نفوذا من حماس لكن تشاركها نفس الايدولوجية التي تدعو الى تدمير اسرائيل. من نضال المغربي (شارك في التغطية مكاتب القاهرةوالاممالمتحدة وباريس وموسكو)