أكدت مصادر طبية إن طائرات إسرائيلية قتلت مدنيا واثنين من الناشطين الفلسطينيين وأصابت 25 مدنيا في قطاع غزة اليوم الاثنين مع تواصل القتال عبر الحدود لليوم الرابع على التوالي. وتسير موجة العنف الاخيرة على غرار أحداث سابقة ينخرط فيها الجانبان في هجمات متبادلة على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وكان الصراع ينتهي عادة بعد عدةأيام بهدنة غير رسمية.
وقالت أمس الاحد قيادة حماس في غزة التي ابتعد نشطوها عن القتال ان مصر تعمل على وقف العنف. وقال اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة الليلة الماضية ان مصر تعمل من اجل وقف العنف وانها تتشاور مع الفصائل المسلحة لكنه اضاف ان على اسرائيل ان توقف هجماتها اولا. وأبلغ مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة رويترز ان اسرائيل كانت وافقت على وقف اطلاق النار بحلول منتصف الليل. لكن حركة الجهاد الاسلامي التي تدعمها ايران تمنعت وكثفت من هجماتها خلال الليل.
وكانت حركة الجهاد ولجان المقاومة الشعبية وهما فصيلان مسلحان مستقلان بصورة كبيرة عن حماس قد أعلنتا مسؤوليتهما عن اطلاق أغلب الصواريخ وقذائف المورتر في موجة العنف الاخيرة. وصرح البريجادير جنرال يواف مردخاي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بأن مسؤولين اسرائيليين يجرون اتصالات مع مصر بشأن الهدنة. واستطرد ان القوات الاسرائيلية ستستمر في ضرب الجهاد الاسلامي وان اسرائيل تعتبر حماس مسؤولة عن كل ما يحدث في غزة.
وزعمت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الاثنين ان النشطين القتيلين من اعضائها. وقالت حركة الجهاد ان احد النشطين قتل وهو يطلق صاروخا على اسرائيل من موقع في جنوبغزة. بينما قتل الثاني وجرح ثلاثة آخرون حين اصيبت عربة صغيرة بثلاث عجلات كانوا يستقلونها. وقالت حماس ومسؤولون في مستشفى ان تلميذا عمره 15 عاما قتل في ضربة جوية منفصلة اليوم الاثنين. كما اصيب 28 مدنيا في الحوادث المتفرقة.
وأضرت الهجمات الصاروخية بالحياة العادية في جنوب اسرائيل مما أجبر الكثير من المدارس على إغلاق أبوابها أمس الاحد واليوم الاثنين. واستمرت الطائرات الاسرائيلية في شن الهجمات على قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 21 على الأقل منذ يوم الجمعة من بينهم مدنيان. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الاسرائيلية نفذت ست ضربات اليوم الاثنين.
ولم يكن لدى الجيش الاسرائيلي تعليق فوري على مقتل التلميذ لكنه قال ان القوات الجوية نفذت ضربات متلاحقة في غزة خلال الليل ردا على أكثر من 20 هجوما صاروخيا. وتوقع وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك في بيان الا ينتهي العنف قبل عدة أيام بينما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل سترد بقوة على المسلحين الذين يطلقون الصواريخ على البلدات الاسرائيلية.
ورغم خطورة الصراع الدائر حاليا لا يتوقع كثيرون في اسرائيل أن يؤدي إلى هجوم بري اسرائيلي على قطاع غزة يعيد للأذهان الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع في أواخر 2008 وأوائل 2009 والتي أسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا. وقال إلياهو (إيلي) يشاي وزير الداخلية وعضو مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن "اسرائيل لا تسعى للتصعيد اسرائيل لا تسعى لايذاء الابرياء اسرائيل تعارض هذا تماما."
وقال لراديو الجيش الاسرائيلي "الان (القتال) يدور عند هذا المستوى. لكن اذا ثبت انه سيطول فبالقطع ستكون هناك ضربة قوية موجعة حتى لا يستمر هذا". وتصاعد العنف يوم الجمعة عندما قتل قياديان للنشطاء الفلسطينيين في غارة جوية اسرائيلية بقطاع غزة بعد ان اتهمتهما اسرائيل بالتخطيط لهجمات عبر حدود مصر. وأطلق وابل من الصواريخ على اسرائيل ردا على هذا الهجوم مما أسفر عن إصابة ستة.
وقال الجيش الاسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي اعترضت ودمرت نحو 40 صاروخا. وقدر الجيش الاسرائيلي عدد الصواريخ التي أطلقت على جنوب اسرائيل بنحو 160 صاروخا. وظل قطاع غزة المزدحم الذي يعيش فيه 1.7 مليون نسمة خاضعا للاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 حتى عام 2005 ومازال حتى الان خاضعا لحصار اسرائيلي.