غزة (رويترز) - تجدد العنف بين اسرائيل ونشطاء غزة يوم الاحد بعد أن قالت مصر انها توسطت في هدنة لانهاء الهجمات التي قتل فيها عشرة مسلحين فلسطينيين ومدني اسرائيلي في الايام الخمسة الماضية. وكانت منطقة الحدود هادئة الى حد بعيد في معظم الاوقات يوم الاحد وبدا أن الوضع يستتب الى أن هاجمت طائرة اسرائيلية نشطاء فلسطينيين قال الجيش انهم كانوا على وشك اطلاق صواريخ من جنوب قطاع غزة.
وقال مسؤولون طبيون في القطاع ان رجلا قتل وأصيب اخر بجروح وانهما عضوان في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهي جماعة نادرا ما تشن هجمات على اسرائيل.
وقالت متحدثة من الجيش ووسائل اعلام اسرائيلية ان نشطاء أطلقوا صاروخين اخرين على الاقل سقطا في مناطق خالية في اسرائيل قرب قطاع غزة.
وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي وفصيلان اخران أصغر المسؤولية عن الهجمات الصاروخية على اسرائيل منذ يوم الاربعاء. ولحركة الجهاد الاسلامي علاقات وثيقة مع ايران.
وقال مصدر في حركة الجهاد الاسلامي متحدثا بعد بضع ساعات من اعلان مسؤولين مصريين عن اتفاق لوقف اطلاق النار ان الحركة ترحب بجهود الوساطة المصرية.
وقال أبو أحمد قائد الجناح المسلح للحركة انه في حالة وقف " العدوان" الاسرائيلي فسوف يتم الالتزام بالتهدئة.
واستخدم مسؤولون اسرائيليون ونشطاء فلسطينيون مثل هذه اللغة في الماضي عند الاشارة الى وقف اطلاق النار لكنهم لم يصلوا الى حد الاعتراف بالتوصل الى أي اتفاق هدنة رسمي.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات علنية قبل بضع ساعات من اخر ضربة جوية "اذا هم شخص بقتلك فاقتله اولا."
لكنه اضاف ان اسرائيل "ليست راغبة في التصعيد".
وخفف الجيش في وقت لاحق القيود على التجمعات الكبيرة وقال ان من الممكن اعادة فتح المدارس يوم الاثنين بعد اغلاقها يوم الاحد حين طلب من مئات الالوف من المدنيين في نطاق مسافة 40 كيلومترا من الحدود البقاء في منازلهم.
واعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن القلق في بيان اصدرته في بروكسل وحثت "كل الاطراف على احترام الهدنة التي توسطت فيها مصر."
واندلع العنف حين استيقظ سكان ضواح اسرائيلية على المشارف الجنوبية لتل أبيب ليل الاربعاء على أصوات صفارات الانذار التي عادة ما تنطلق في بلدات وقرى أقرب الى قطاع غزة.
وسبب اطلاق صفارات الانذار ما قالت مصادر أمن اسرائيلية انه صاروخ جراد محدث طويل المدى ضرب منطقة قرب ميناء اسدود دون أن يلحق خسائر مما أدى الى شن غارة جوية يوم السبت أسفرت عن مقتل خمسة من كبار أعضاء حركة الجهاد الاسلامي في معسكر للتدريب في غزة.
وقتل خمسة نشطاء اخرين في هجمات جوية لاحقة.
وقتل صاروخ من بين حوالي 30 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت على اسرائيل رجلا اسرائيليا في عسقلان. وأصيب اثنان اخران.
وقال يوسف كوبرفاسر المدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية لرويترز "تفسيري هو أن هؤلاء الاشخاص (في الجهاد الاسلامي) يرغبون بشدة في استعراض ثقلهم.. الذي زاد مؤخرا."
ونشرت الجهاد صورا لما قالت انه نظام صاروخي متعدد الفوهات محمول على شاحنة يستخدمه رجالها وهي منصة للصواريخ تشبه تلك التي استخدمها الثوار الليبيون ولم يسبق ان شوهدت في غزة.
وتقول اسرائيل ان الترسانة في غزة تعززت من تهريب الاسلحة من ليبيا منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي.
واندلع هذا العنف بعد أسابيع من هدوء نسبي على مدى ايام مع تنفيذ عملية تبادل أسرى فلسطينيين مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في 18 أكتوبر تشرين الاول والذي أفرجت بموجبه اسرائيل عن 477 أسيرا فلسطينيا مقابل الافراج عن شاليط الذي كان قد أسره عدد من النشطاء الفلسطينيين وظل رهن الاحتجاز لدى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ 2006 .