واشنطن (رويترز) - قالت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة انها ليست متفائلة في ظل المعارضة المستمرة من قبل روسيا بشأن احتمال التصويت في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لصالح قرار جديد يحث على وقف حملة القمع الوحشية التي تشنها الحكومة السورية ضد محتجين. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان المفاوضات بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمغرب- الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس المكون من 15 عضوا- بهدف التوصل الى اتفاق على صياغة مشروع القرار الذي أعدته الولاياتالمتحدة لم تحرز أي تقدم. وقالت للصحفيين "بصراحة.. لم نعد متفائلين بشأن التوصل الى نص يكون موضع اتفاق في المستقبل." ويأتي مشروع القرار الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة بعد مشروعين اقترحا في وقت سابق ينددان بدمشق استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع صدورهما. ولا يزال الجمود يشل أي تحرك من مجلس الامن الدولي بشأن العمليات العسكرية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية في سوريا والتي تقول الاممالمتحدة انها أسفرت عن مقتل ما يزيد على 7500 مدني. وقالت نولاند ان الولاياتالمتحدة وشركاءها العرب سيواصلون الضغط على موسكو لتغيير موقفها وتتخلى عن تأييها للرئيس السوري بشار الاسد. ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اجتماعا مع نظرائه العرب في القاهرة يوم السبت وسيجتمع مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين على هامش نقاش في مجلس الامن الدولي حول انتفاضات "الربيع العربي". وقالت نولاند "هذا هو الموضوع الاول والثاني والثالث في محادثاتنا مع موسكو الان. "نود أن نرى روسيا تمارس ما تستطيع من ضغوط لاننا قلنا ان مبعث قلقنا الاول هو الشعب السوري وحان الوقت كي تقف روسيا بجواره." وجاء مشروع القرار الامريكي في وقت تسعى فيه واشنطن لحشد تأييد دولي لخطة لجامعة الدول العربية لانتقال سياسي في سوريا تلقى معارضة من موسكو أساسا ولكنها واجهت أيضا معارضة من الصين. ويطالب المشروع الامريكي الذي حصلت رويترز على نسخة منه يوم الثلاثاء "بالسماح بوصول المساعدات الانسانية بلا قيد" و "يدين استمرار وتفشي الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الانسان والحريات الاساسية من جانب السلطات السورية ويطالب الحكومة السورية بانهاء هذه الانتهاكات على الفور." ويدعو أيضا الى أن يطالب مجلس الامن سوريا بالافراج عن جميع المحتجزين تعسفيا وسحب الجيش من المدن حيث تسعى قوات الامن لسحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال دبلوماسي غربي ان روسيا والصين اقترحتا ادخال تعديلات على المشروع الامريكي ستؤدي الى اضعافه الى حد كبير. وأضاف الدبلوماسي أن التعديلات دعت أيضا الى اسقاط دعوات الى اتخاذ "اجراءات أخرى" في حالة عدم امتثال دمشق للقرار ودعوات متوازنة لسوريا كي تسحب قواتها من المدن مع مطالبة مقاتلي المعارضة بالتوقف عن العنف بالتزامن. وبدأ سفراء الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمغرب لدى الاممالمتحدة مناقشة مشروع القرار يوم الثلاثاء. وعبر عدد من الدبلوماسيين الغربيين بالفعل عن خيبة أملهم ازاء المشروع الامريكي الراهن قائلين انه بعيد الى حد كبير عن مستوى الادانة القوية الذي يتناسب مع القمع الذي تمارسه حكومة الاسد منذ ما يقرب من عام ضد المعارضة. وقالت روسيا والصين ان السبب الرئيسي لاعتراضهما على قرار لمجلس الامن مؤيد لخطة الجامعة العربية الشهر الماضي هو أنه كان محاولة للضغط من أجل "تغيير للنظام" في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.