ارتفعت حصيلة قتلى انفجار مستودع الذخيرة الذي وقع الاحد في برازافيل الى نحو 200 قتيل واكثر من 1300 جريح، في حين اعلنت البلاد الحداد الوطني اعتبارا من الثلاثاء. وقال وزير الاعلام الكونغولي بينفونو اوكييمي للتلفزيون الوطني في بيان رسمي عن الحادث "انفجر مستودع للذخيرة في مبيلا اثر حريق ناجم عن ماس كهربائي، وتسبب بمقتل نحو 200 شخص واصابة عدد كبير بجروح". واعلن الوزير الحداد الوطني اعتبارا من الثلاثاء وحتى موعد تشييع القتلى الذي سيعلن لاحقا. وكان وزير الصحة جورج مويان اعلن في وقت سابق ان الانفجار اسفر عن اكثر من 180 قتيلا و1340 جريحا. وقدرت السلطات عدد المشردين الذين تسبب الانفجار في تدمير منازلهم بنحو خمسة الاف، لجأوا الى مراكز ايواء اقيمت على عجل. وتمكنت الاثنين فرق الاطفاء من السيطرة على بؤرتي الحريق الذي كان ما زال مشتعلا في مستودع ذخيرة كتيبة المدرعات في حي مبيلا في شرق عاصمة الكونغو، فاسهمت في تقليل مخاطر حصول انفجار آخر. وقال الكولونيل جان روبير اوبارغي المتحدث باسم وزارة الدفاع "في الوقت الراهن لا يمكننا ان نجزم" بأن مستودعا ثانيا للذخيرة يبعد حوالى مئة متر من مكان الحريق لا يمثل اي خطر. وتابع "ما زالت هناك ذخائر يمكن ان تنفجر في اية لحظة"، مشيرا في الوقت عينه الى ان "الخطر ليس كبيرا" كما كان عليه الوضع الاحد حين وقعت سلسلة الانفجارات الضخمة. وقررت السلطات "تطهير" المستودعين الواقعين تحت الارض بحسب ما اوضح الكولونيل اوبارغي، بهدف "نقل الذخائر من مكان وجودها واتلافها بعيدا عن المدينة للقضاء على اي خطر محتمل". واضاف ان العملية ستتم بمساعدة منظمة ماغ البريطانية المتخصصة في نزع الالغام. وخلال زيارة الى المستشفى الجامعي في برازافيل الثلاثاء قال وزير الصحة جورج مويان ان "الاحتياجات الكبرى تتركز في مجال جراحة العظام". وقال صحافي من وكالة فرانس برس ان عشرات الجرحى يعالجون في هذا المستشفى في الممرات او تحت خيام خارج المبنى. واضافة الى المستشفى الجامعي، يعالج الجرحى في مستشفى ماكيليكيليه والعيادة البلدية والمستشفى العسكري. وبدأت المساعدة الطبية الدولية العاجلة تصل تدريجيا. وليل الاثنين الثلاثاء وصل الى برازافيل طاقم طبي فرنسي مؤلف من اطباء جراحة عامة وجراحة عظام واسعاف. وارسلت فرنسا الى برازافيل طاقما طبيا من 25 شخصا بالاضافة الى خمسة اطنان من التجهيزات الطبية. كما وصل الى العاصمة الكونغولية مساء الاثنين طاقم من الجيش المغربي قوامه 173 شخصا بينهم 20 طبيبا و16 ممرضا لاقامة مستشفى ميداني، كما افاد فرانس برس ضابط مغربي. ووصل الى برازافيل من جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة 20 طبيبا مزودين بادوية ومعدات طبية. ووعدت الولاياتالمتحدة بارسال مساعدات، في حين اعلنت اسرائيل عزمها ارسال معدات طبية، بينما اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان الاممالمتحدة ستتعاون مع برازافيل لاسعاف ضحايا الكارثة. وينتظر ان تقدم هيئات الاممالمتحدة تجهيزات ومعدات ومساعدات انسانية الى المشردين الذين تم ايواء عدد كبير منهم في كاتدرائية القلب الاقدس حيث امضى حوالى 1500 شخص مساء الاثنين ليلتهم، في حين نصبت فرنسا 20 خيمة. وقال دومينيك ماكوسو (48 عاما) وهو رب اسرة من عشرة افراد لوكالة فرانس برس "هذه الخيم لن تكفينا، لكنها افضل من لا شيء"، مضيفا "لقد خسرت كل شيء، زوجتي مصابة بجرح بالغ ولا يمكنها الخروج من المستشفى. الوضع صعب للغاية".