يخشى ان تصل النيران الى مستودع ثان للذخيرة يبعد نحو مئة متر عن المستودع الذي انفجر الاحد في برازافيل واسفر عن اكثر من 150 قتيلا، في حين تعاني المستشفيات التي استقبلت نحو الف جريح من نقص في التجهيزات وتنتظر وصول المساعدات الدولية. ويبعد المستودعان حوالي مائة متر عن بعضهما في ثكنة المدرعات في حي مبيلا في شرق برازافيل، كما قال مصدر عسكري في برازافيل طلب عدم الكشف عن اسمه في اتصال اجرته معه فرانس برس من كينشاسا. وقال وزير الداخلية الكونغولي ريموند مبولو لفرانس برس ان العمل جار على اخماد بؤر النيران الصغيرة التي لا تزال مشتعلة في مستودع الذخيرة الذي انفجر الاحد نتيجة ماس كهربائي على الارجح. وانتشل الجنود الاثنين عشر جثث على الاقل من تحت انقاض الحي المنكوب بمساعدة السكان الذين جاءوا يبحثون عما تبقى في منازلهم التي التهمتها النيران. وبدأت تنتشر رائحة الموت في المنطقة التي يحظر دخولها والتي انهارت فيها مئات المنازل. وقال وزير الداخلية الكونغولي رايموند مبولو "لدينا اكثر من 150 قتيلا، هذه حصيلة مؤقتة (...) احصينا اكثر من الف جريح". ووصف الوزير الكارثة بانها "تسونامي من غير مياه". وقال التلفزيون المحلي ان عشرات الاطفال فقدوا اهلهم بسبب الكارثة. وفي حين كان الآلاف يبحثون بين انقاض بيوتهم، كانت تسمع من حين لآخر اصوات انفجارات صغيرة معزولة تدفع الناس الى الهرب. وفي كل مكان انتشرت قذائف منفجرة وخصوصا قاذفات صواريخ متعددة الفوهات يمكن تركيبها على شاحنات. وقالت اديلينت كيكا التي كانت تجلس على رصيف مع رضيعها "نحن عائلة من سبعة افراد. البيت دمر بالكامل ونبحث عن سيارة اجرة لتنقلنا الى اقرباء". اما ليجي موكيمي الذي دمر منزله الواقع على بعد 300 متر من مستودع الذخيرة، فقال "فقدت كل شيء، ولا اعرف اين سانام انا وعائلتي. كنا نائمين عندما بدأ الانفجار وانهار كل شيء". واضاف "انظرا لم يبق لنا سوى قطع ملابس". ولقد تمكن الرجل من الخروج من بين الانقاض. وتضررت كنيسة كاثوليكية قرب الثكنة ايضا فيما وقعت الانفجارات تزامنا مع القداس. وفتحت السلطات كنيستين وسوقا مغطى لايواء المشردين. وتفقد الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو مكان الحادث واعلن فتح تحقيق. وهذه الحصيلة هي الاكبر التي تنتج من حادث مماثل في افريقيا منذ عشرة اعوام. ووقعت خمسة انفجارات قوية جدا الاحد في برازافيل ابتداء من الثامنة صباحا وعلى مدى ثلاث ساعات تقريبا، وامكن سماعها من كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة التي يفصلها نهر الكونغو عن برازافيل. واحدثت الانفجارات اضرارا في بعض المباني وادت الى تحطم واجهات الزجاج في كينشاسا حيث اصيب السكان بحالة ذعر وخصوصا في حي الرئاسة والمقر الرئاسي المواجه لبرازافيل. وقال شهود ان اصوات الانفجارات الرئيسية كانت "قوية جدا" ما تسبب بحركة ذعر اعادت الى سكان المدينة ذكريات الحرب الاهلية قبل عشر سنوات. وفي برازافيل، وبسبب تدفق الجرحى الذين تكدسوا في الممرات والغرف تعمل المستشفيات في ظروف سيئة جدا. وبدأ الاطباء يتوافدون للمساعدة وتلقت المستشفيات مساعدات من منظمة الصحة العالمية ومن منظمة اطباء بلا حدود الفرنسية. واعلنت فرنسا والاتحاد الاوروبي عن ارسال فرق طبية ومعدوات وادوية. كما اعلن المغرب عن اقامة مستشفى ميداني. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن حزنه لخسارة الارواح واكد ان الاممالمتحدة سترسل مساعدات للكونغو لاسعاف الجرحى.