اسطنبول (رويترز) - قالت وسائل اعلام حكومية يوم الاثنين ان الادعاء التركي تخلى عن محاولة لاستجواب مسؤولي مخابرات كبار بشأن اتصالات سرية سابقة مع متشددين اكراد بعد تحركات حكومية لتقييد الاستجواب. وفي اول تعليقاته على الموضوع رفض رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان -الذي سعى لتقديم تنازل لانهاء صراع مستمر منذ 28 عاما مع المسلحين الاكراد- ما يتردد في وسائل الاعلام ودوائر سياسية عن صراع على السلطة يجر اليه الشرطة والقضاء ووكالة المخابرات. وفي اتصال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي اليه قال اردوغان يوم الاحد من منزله في اسطنبول حيث يتعافى من جراحة "لا يوجد صراع بين مؤسسات الدولة. هذا مستحيل". والغى الادعاء امر استدعاء لرئيس وكالة المخابرات حقان فيدان بعد تصويت برلماني يوم الجمعة حظر اي محاولة لاستجوابه بدون موافقة اردوغان. وقالت المعارضة انها ستطعن على قرار البرلمان امام المحكمة الدستورية. ونظر القوميون بتشكك عميق لمحاولات اردوغان تخفيف الصراع الانفصالي جزئيا بتقديم تنازلات بشأن اللغة الكردية. وانهار الجهد منذ ذلك الحين واستؤنف القتال بين القوات التركية والمتمردين الاكراد الذين تصنفهم تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على انهم جماعة ارهابية. وسعى الادعاء لاستجواب فيدان ومسؤولين اخرين بشأن محادثات سرية عقدت مع ممثلين لحزب العمال الكردستاني المتمرد في اوسلو في 2010 واختراق عملاء للمخابرات جماعة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني. ومس تحرك الادعاء لاستجواب رئيس وكالة المخابرات التركية منطقة حساسة بالنسبة لاردوغان الذي نجح في كبح القوة السياسية للجيش منذ توليه السلطة في 2002 وينظر اليه البعض بارتياب كبير بسبب ماض اسلامي. وقالت وسائل الاعلام ان فيدان ووكالة المخابرات التركية التي يسيطر عليها اردوغان اصطدما مرارا مع الشرطة بشأن اعتقال وكشف عملاء سريين خلال عمليات اعتقال لمئات من المشتبه بتعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني. وبدأ حزب العمال الكردستاني تمرده المسلح في 1984 ولقي اكثر من 40 الف شخص حتفهم في الصراع. وفي تسجيلات لمحادثات حزب العمال الكردستاني في 2010 سربت على الانترنت العام الماضي قال فيدان الذي كان حينئذ المبعوث الخاص لرئيس الوزراء ان اردوغان مستعد لخوض مخاطرة سياسية كبرى لمواصلة محادثات سلام. وقالت قناة (تي.ار.تي. خبر) التركية الحكومية ان مكتب المدعي الغى استدعاءه لفيدان وامر اعتقال اربع شخصيات كبيرة في وكالة المخابرات التركية على صلة بالتحقيق بشأن المتشددين الاكراد. واعقبت محاولة الادعاء استجواب مسؤولين كبار في المخابرات سلسلة من التغييرات في افراد شرطة اسطنبول حيث يتركز التحقيق بشأن المتشددين الاكراد. وفسر محللون هذه الخطوات بانها رد الحكومة على التحقيق. وفي البداية نقل ثلاثة من كبار مسؤولي المخابرات وشرطة مكافحة الارهاب الى انقرة ثم ابعد عشرة اخرين من التحقيق بشأن الجماعة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وقال قائد شرطة اسطنبول حسين جابكين ان 700 من ضباط شرطة اسطنبول نقلوا الى شرق تركيا. لكنه وصف هذا النقل بانه خطوة روتينية ليس لها علاقة بالتحقيق بشأن وكالة المخابرات التركية.