لندن (رويترز) - قالت مصادر بقطاع النفط يوم الخميس ان كبار مشتري النفط الايراني في أوروبا يخفضون مشترياتهم قبل شهور من بدء تطبيق عقوبات الاتحاد الاوروبي حيث خفضوا الامدادات الى اوروبا في مارس اذار بأكثر من الثلث أو اكثر من 300 الف برميل يوميا. وأوقفت توتال الفرنسية بالفعل شراء الخام الايراني الذي يواجه عقوبات الاتحاد الاوروبي بدءا من اول يوليو تموز وتقول مصادر بالسوق ان رويال داتش شل خفضت مشترياتها بشدة. ومن المعتقد أيضا ان موتور اويل هيلاس اليونانية أوقفت استيراد النفط الايراني كلية في حين خفضت هيلينك بتروليوم اليونانية وسيبسا وريبسول الاسبانيتان الواردات. وقال عميل لا يزال حتى الان أحد اكبر مشتري الخام الايراني من الاتحاد الاوروبي "خفضنا بشدة مشترياتنا بسبب الوضع السياسي. ما زلنا نشتري ولكن بكميات اقل كثيرا منها قبل نحو شهرين." وبالنسبة لصغار العملاء الاوروبيين لاسيما في ايطاليا فالامور تمضي كالمعتاد. وقالت مصادر بقطاع النفط ان ايران وردت أكثر من 700 ألف برميل يوميا للاتحاد الاوروبي وتركيا في عام 2011 لكن الواردات انخفضت مع بداية العام الى حوالي 650 الف برميل يوميا حيث خفض بعض العملاء مشترياتهم توقعا للحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي. ومن بين تلك الكمية خفضت الشركات ما لا يقل عن الثلث طوعا بدءا من شحنات مارس اذار وفقا لحسابات مصادر بالقطاع ورويترز. وقالت بعض المصادر التجارية ان القيود الذاتية ستقلص الامدادات الايرانية بدرجة أكبر وتقيد الامدادات لاوروبا الى حوالي 350 ألف برميل يوميا بدءا من الشهر القادم. وقلصت الشركات وارداتها حاليا لان تشديد العقوبات الغربية زاد من صعوبة تمويل المشتريات. ويمكن أن تتباطأ الصادرات من ايران بدرجة أكبر خلال الشهور القادمة مع زيادة الصعوبات المتعلقة بالنقل والتأمين. وفي الوقت نفسه وفر خفض المشتريات قدرا من الحماية للشركات التي تشعر بالقلق من أن تستبق طهران الحظر الاوروبي وتوقف تصدير الخام لعملاء في الغرب. وقال كريستوف دو مارجيري الرئيس التنفيذي لتوتال نهاية الشهر الماضي ان الشركة الفرنسية أوقفت شراء الخام الايراني لكن شل تجنبت التعليق العلني بشأن وضعها. وقالت مصادر في القطاع ان شل الانجليزية الهولندية من اكبر مشتري النفط الايراني في العالم حيث تورد نحو 100 الف برميل يوميا لاوروبا ونفس الكمية تقريبا لاسيما بموجب اتفاق مع شوا شل اليابانية ينتهي في مارس اذار. وامتنعت سيبسا وريبسول عن التعليق بشأن وضعيهما. وتعوض الشركات التي خفضت وارداتها الايرانية النقص من بائعين بينهم السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم والعراق وروسيا. وقال مسؤولون تنفيذيون بقطاع النفط ان السعودية مستعدة لتوريد كميات اضافية من خلال تعويض العقود الاجلة الحالية أو البيع في السوق الفورية. ولم يغير بعض صغار المشترين للنفط الايرانيين وبصفة اساسية الشركات الايطالية اوضاعهم حتى الان. ومازالت ايني الايطالية تتسلم شحنة واحدة من الخام الايراني شهريا وهي كمية مستقرة منذ عامين. وتوقعت الشركة أن يستمر هذا بعد اول يوليو تموز حيث ستتسلم النفط كمدفوعات مقابل أعمال قامت بها في ايران بموجب اتفاقات ابرمت قبل أكثر من عشر سنوات. وقال مصدر مطلع "نواصل عملنا كالمعتاد في الوقت الحالي. لدينا كثير من الديون ينبغي استردادها." وقال تجار نفط ان الخام الايراني رخيص نسبيا مقارنة مع خامات منافسة مثل خام الاورال الروسي. وقال مسؤولون في القطاع ان وزارة النفط الايرانية تعطي الاولوية للاعتبارات التجارية وتختلف مع دعوات من بعض السياسيين الايرانيين لوقف بيع الخام للاتحاد الاوروبي ردا على العقوبات. وقال مسؤول تنفيذي في قطاع النفط الايراني "نحن في وزارة النفط نعارض هذا من الاساس."