يتخوف ناشطون في مدينة حمص وريفها من تكرار القصف العنيف الذي استهدف حي الخالدية قبل يومين، في احياء ومناطق اخرى من هذه المحافظة التي باتت تعد عاصمة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص ابو رامي في اتصال مع وكالة فرانس برس من حي القصور في حمص "نتخوف من حملة جديدة مثل التي نفذها النظام في حي الخالدية، وخصوصا بعد الموقف الروسي في مجلس الامن". واضاف ابو رامي "هناك انفجارات منذ الصباح يسمع دويها في احياء حمص القديمة". وسقط سبعة قتلى في حمص الاحد بنيران الجيش السوري، اربعة منهم في مدينة حمص، وثلاثة في مدينة الرستن في ريف حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتخوف ابو رامي من ان "تكون هناك حملة جديدة تستهدف هذه المرة حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه الجيش السوري الحر"، خصوصا بعد "الاخبار التي ترد عن استقدام الاف الجنود من الجيش النظامي الى حمص". واسفر القصف على حي الخالدية ليل الجمعة السبت عن سقوط اكثر من مئتي قتيل، بحسب المعارضة. وقال الناشط المعارض عمر شاكر في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب من بابا عمرو بعد ظهر الاحد ان "الحي تعرض لقصف مركز من الثامنة صباحا، وهدأ القصف قليلا بعد الظهر". واضاف عمر "تعودنا ان يكون القصف بالهاون، لكن القصف اليوم ينفذ براجمات الصواريخ". واعرب عمر عن تخوفه من ان يكون ذلك تمهيدا لاقتحام الحي، وقال "هناك تسريبات من اشخاص ما زالوا في الجيش ولكنهم متعاطفون مع الثورة ان الخطة تقضي بقصف بابا عمرو قصفا مركزا على مدى ايام، لانهاكه قبل اقتحامه". واظهرت مشاهد بثها ناشطون على الانترنت تعرض حي بابا عمرو للقصف الاحد. ومع دوي صوت الانفجارات كانت تسمع صيحات متفرقة لسكان في الحي يشتمون الرئيس الراحل حافظ الاسد وشقيقه رفعت. كما اظهرت مشاهد اخرى عمليات نقل جرحى مدنيين في بابا عمرو على متن شاحنات صغيرة، ومشاهد من داخل المشافي حيث يعالج جرحى القصف. ويظهر احد المقاطع سقوط قذيفة في بابا عمرو على مقربة من اشخاص مدنيين، قبل ان يخرج من بين الدخان رجل يحمل طفلة جريحة وسط حالة من الذعر. وفي مقطع آخر، يظهر رجل في مشفى يشير الى طفلة مصابة بجروح بالغة وهو يصرخ "هذا هو الفيتو الروسي والصيني، فلينظر العالم ماذا يجري في حمص...اين العرب والمسلمون والشعوب ودعاة حقوق الانسان..هذا ليس في غزة هذا في سوريا". وفي الرستن في ريف دمشق، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان القتلى المدنيين الثلاثة سقطوا "اثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية (...) بعد هجوم تعرضت له كافة الحواجز العسكرية في المدينة من قبل مجموعات منشقة، ما أدى الى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي" دون ان يبين عددهم. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن ابو حسان في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "المدينة تتعرض لقصف مدفعي وقصف بالهاون بشكل عشوائي". واضاف ابو حسان ان "الجيش النظامي انسحب ظهر اليوم بالكامل من المدينة (...) بعد مفاوضات بينه وبين الجيش الحر الذي بات يسيطر على المدينة بالكامل". وتابع قائلا "لكن الجيش يواصل قصفه الرستن لتغطية انسحابه، الا ان قصفه يصيب الاماكن السكنية، خصوصا في غرب المدينة". وتخوف ابو حسان وهو طبيب يعمل في مشفى ميداني من "ارتفاع عدد القتلى بسبب الاعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الايام الماضية (...) وبسبب النقص في المواد الطبية". ولا يتسنى التأكد من صحة هذه المعلومات ودقة الارقام حول القتلى والجرحى بسبب منع السلطات السورية للصحافة الاجنبية من العمل في هذه المناطق.