طهران (رويترز) - وصل مفتشون نوويون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ايران يوم الاحد على امل القاء الضوء على جوانب عسكرية مريبة للنشاط النووي الايراني في اليوم الذي يستعد فيه النواب الايرانيون على ما يبدو لحظر صادرات النفط الى اوروبا ردا على عقوبات الاتحاد الاوروبي الجديدة. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه يهدف الى "حل كل القضايا المعلقة مع ايران" بشأن البرنامج النووي الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى صنع اسلحة ولكن ايران تصر على انه سلمي. وقال هيرمان ناكيرتس نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين قبل المغادرة من مطار فيينا "نأمل بشكل خاص ان تشترك ايران معنا في مخاوفنا فيما يتعلق بالابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني." وربما تكون تلك مهمة صعبة بسبب اصرار ايران على ان تعترف الدول المتشككة بحقها في التكنولوجيا النووية السلمية. وتقول هذه الدول ان انشطة ايران لتخصيب اليورانيوم تجاوز ماهو لازم للطاقة النووية. وتزايدت التوترات مع الغرب هذا الشهر عندما فرضت واشنطن والاتحاد الاوروبي اشد عقوبات حتى الان في حملتهما لاجبار ايران على تقديم تنازلات. واستهدفت هذه الاجراءات بشكل مباشر قدرة ايران ثاني اكبر مصدر للنفط في اوبك على بيع نفطها الخام. وبعد اقل من اسبوع من موافقة الدول السبع والعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على وقف استيراد النطف الخام من ايران ابتداء من اول يوليو تموز من المقرر ان يناقش النواب الايرانيون مسودة قرار في وقت لاحق يوم الاحد لقطع امدادات النفط عن الاتحاد الاوروبي في غضون ايام. ويأمل النواب بذلك حرمان الاتحاد الاوروبي من فرصة مدتها ستة اشهر كان يخطط الاتحاد لمنحها لاعضائه الاكثر اعتمادا على النفط الايراني من اجل التكيف مع الاوضاع الجديدة. وقال مدير شركة النفط الوطنية الايرانية أحمد قلباني في ساعة متأخرة ليلة الاحد ان حظر الصادرات سيؤثر على المصافي الاوروبية مثل ايني الايطالية التي لها مستحقات نفطية لدى ايران في اطار عقود اعادة شراء طويلة الاجل تأخذ بموجبها نفطا خاما مقابل مستحقاتها المالية عن مشروعات سابقة في حقول النفط. وقال قلباني لوكالة انباء الطلبة "يجب اتخاذ القرار في المستويات العليا من السلطة ونحن في شركة النفط الوطنية الايرانية سنتصرف كمنفذين لسياسات الحكومية. "سيكون على الشركات الاوروبية الالتزام ببنود عقود اعادة الشراء. اذا تصرفوا على نحو مخالف سيكونون هم الطرف الذي يتحمل الخسائر المتعلقة بذلك وسيواجهون مشاكل في استعادة أموالهم. "بصفة عامة الاطراف التي سيلحق بها اضرار من قرار الاتحاد الاوروبي في الاونة الاخيرة ستكون الشركات الاوروبية التي لديها عقود معلقة مع ايران." ولشركة ايني الايطالية مستحقات نفطية بمبلغ يتراوح بين 1.4 و1.5 مليار دولار مقابل عقود في ايران يرجع تاريخها لعامي 2000 و 2001 وانها حصلت على تطمينات من قبل صناع القرار في الاتحاد الاوروبي بان عقود اعادة الشراء الخاصة بها لن تكون جزءا من الحظر الاوروبي لكن احتمال تحرك ايران أولا قد لا يضمن لها ذلك. وامتنعت ايني عن التعليق يوم السبت. وكان نصيب الاتحاد الاوروبي 25 في المئة من مبيعات النفط الخام الايراني في الربع الثالث من عام 2011. ولكن محللين يقولون ان سوق النفط العالمية لن تتعطل بشكل مفرط اذا وافق البرلمان الايراني على مشروع القرار الذي سيوقف تصدير النفط لاوروبا. وقال روبرت سميث وهو استشاري في مؤسسة فاكتس جلوبال للطاقة ان "السعوديين اوضحوا انهم سيتدخلون لسد العجز . "لن يشكل اي تهديد خطير لاستقرار سوق النفط. في الوقت نفسه يستعد الاسيويون ولاسيما الصينيين والهنود للاستفادة من تدفق مزيد من النفط الخام الايراني شرقا وبخصومات محتملة." وربما يكون خطر تحول مواجهة ايران مع الغرب الى صراع عسكري اكثر ازعاجا لسوق النفط العالمية والامن العالمي. وقالت ايران مرارا انها قد تغلق مضيق هرمز الحيوي اذا نجحت العقوبات الغربية في منعها من تصدير النفط الخام وهي خطوة قالت واشنطن انها لن تتغاضى عنها. وربما تكون زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تستمر ثلاثة ايام فرصة لنزع فتيل بعض من التوتر. ودعا يوكيا امانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ايران الى ابداء "روح بناءة" وقالت طهران انها مستعدة لمناقشة "اي قضايا" تهم الوكالة بما في ذلك المخاوف المرتبطة بالامور العسكرية. ولكن دبلوماسيين غربيين يقولون انهم يشكون في ان طهران ستظهر شكل التعاون الملموس الذي تريده الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكثيرا ما اتهم الدبلوماسيون الغربيون ايران باستغلال مثل هذه العروض كأسلوب مماطلة في الوقت الذي تمضي فيه قدما في برنامجها النووي. ويقولون ان ايران ربما تعرض تنازلات وشفافية محدودة في محاولة لتخفيف الضغط الدولي المكثف ولكن من غير المحتمل ان يكون ذلك بمثابة التعاون الكامل المطلوب. وقد تحدد النتيجة مااذا كانت ايران ستواجه مزيدا من العزلة الدولية او مااذا كان هناك احتمال لاستنئاف محادثات اوسع بين طهران والقوى الكبرى بشأن النزاع النووي.