سيطر مقاتلو تنظيم القاعدة على بلدة صغيرة جنوب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء يوم الاحد في انتكاسة جديدة لجهود اعادة الامن والنظام في أعقاب تسليم الرئيس علي عبد الله صالح السلطة رسميا بعد احتجاجات مستمرة منذ نحو عام ضد حكمه. وقال مصدر في الشرطة وشهود عيان ان المتشددين دخلوا بلدة رداع الواقعة في محافظة البيضاء على بعد 170 كيلومترا من صنعاء مساء السبت دون مقاومة تذكر من وحدة صغيرة من الشرطة وسيطروا على قلعة أثرية ومسجد. وتوسع السيطرة على البلدة هيمنة المتشددين خارج محافظة أبين الجنوبية حيث سيطروا على عدد من البلدات منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد صالح أوائل العام الماضي. ووقع صالح على اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي في نوفمبر تشرين الثاني نقل بموجبه السلطة الى نائبه. لكنه لم يغادر البلاد بعد وما زال يتمتع بقدر كبير من النفوذ عبر سيطرة عائلته على قوات الامن. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في بيروت أثناء زيارة للشرق الاوسط "أناشد مرة اخرى الرئيس صالح الالتزام ببنود الاتفاق" مشيرا الى أن وسيط الاممالمتحدة يجري مفاوضات مع صالح. وزادت الانتفاضة المناهضة لصالح من جرأة الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن والذي تعتبره الولاياتالمتحدة أخطر فروع تنظيم القاعدة. وفيما يبرز استمرار الاضطرابات في اليمن قالت وزارة الخارجية النرويجية ان نرويجيا يعمل لدى الاممالمتحدة خطف في صنعاء مطلع الاسبوع. وقال مصدر قبلي ان أفراد قبائل من محافظة مأرب المنتجة للنفط خطفوا النرويجي مطالبين بالافراج عن شخص مشتبه به اتهم بقتل اثنين من أفراد قوات الامن. وقال سكان في رداع التي يسكنها 60 ألف نسمة ان مجموعة المتشددين كانت بقيادة طارق الذهب الذي سلمته سوريا الى اليمن مؤخرا بعد اعتقاله لدى محاولته التسلل الى العراق. والذهب هو صهر رجل دين امريكي المولد على صلة بالقاعدة اتخذ من اليمن مقرا وقتل في غارة جوية العام الماضي. وقال يحيى أبو أصبع الامين المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وأحد منتقدي صالح ان قوات الامن لم تبذل جهدا كافيا لمنع المتشددين من دخول رداع وحذر من أن تنظيم القاعدة يخطط لمهاجمة محافظة مأرب الغنية بالنفط مما يقربه من صنعاء. لكن عبده الجندي المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح نفى الاتهامات واتهم بدوره أفرادا من المعارضة مشاركين في اتفاق تسليم السلطة بالتواطؤ مع المتشددين. وقال الجندي ان هناك صلة بين حزب الاصلاح الاسلامي وهو عضو في تكتل اللقاء المشترك المعارض وبين القاعدة. وساندت الولاياتالمتحدة والسعودية صالح طوال فترة حكمه التي امتدت 33 عاما خشية أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أي فراغ في السلطة. لكن مع زيادة حدة الاحتجاجات المناهضة لصالح أيد البلدان اتفاق الخليج لتنحي صالح. وبموجب الخطة تتقاسم المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم المناصب الوزارية في حكومة وحدة وطنية لقيادة البلاد نحو انتخابات رئاسية في فبراير شباط. لكن لم يحرز تقدم يذكر نحو استعادة الامن منذ ذلك الحين. وفي صنعاء انقضت مهلة لمعارضين مسلحين وأنصار صالح مدتها 48 ساعة للانسحاب بعد شهور من القتال وقال سكان انه لم يطرأ تغير كبير على الوضع الميداني. واستمر القتال مع متشددين اسلاميين في الجنوب مما أجبر نحو 97 ألف شخص على الفرار. وقالت الاممالمتحدة أيضا ان تمردا قبليا تسبب في نزوح 300 ألف اخرين عن ديارهم في شمال اليمن. وقال مسؤول محلي انه تم العثور على جثتي جنديين في منطقة تبعد نحو 80 كيلومترا الى الشرق من مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين يوم الاحد. وأضاف المسؤول انه يعتقد ان أفرادا من تنظيم القاعدة خطفوا الجنديين الى المنطقة حيث قتلا.